توافق قادة وممثلو نحو 200 دولة على وضع كتاب قواعد مشترك يهدف إلى تنفيذ مقررات اتفاق باريس للمناخ للحد من ارتفاع حرارة الأرض، وذلك في ختام مؤتمر "كوب 24" التي استضافته بولندا، وبعد مفاوضات ماراتونية استدعت الحاجة إلى وقت إضافي. واعتبرت الدول النامية أن ما تم التوصل إليه ليس على قدر طموحاتها، في حين رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتقدم الذي أحرزته القمة، مشيرا إلى أن "المعركة مستمرة". وأنهت وفود نحو 200 دولة وضع كتاب قواعد مشترك يهدف الى تنفيذ مقررات اتفاق باريس للحد من ارتفاع حرارة الأرض، بحيث لا تزيد عن درجتين مئويتين (3,6 فهرنهايت). وقال رئيس مؤتمر "كوب 24" مايكل كورتيكا بعد مفاوضات احتاجت الى وقت اضافي "وضع برنامج عمل لاتفاق باريس مسؤولية كبيرة"، مضيفا "كان الطريق طويلا، وفعلنا كل ما بوسعنا حتى لا نخذل أحدا". وتأخر اعداد البيان الختامي عدة مرات مع سعي المفاوضين لوضع قواعد تبعد التهديدات الأسوأ التي يفرضها ارتفاع حرارة الارض، مع الأخذ بعين الاعتبار حماية اقتصادات الدول الغنية والفقيرة على حد سواء. وقال ماكرون في تغريدة إن "المجتمع الدولي يبقى ملتزما بمكافحة التغير المناخي"، مضيفا "تهنئة للأمم المتحدة والعلماء والمنظمات غير الحكومية وكل المفاوضين. على فرنسا وأوروبا أن تظهرا الطريق الصحيح. المعركة مستمرة". وسعت الدول النامية للحصول على توضيحات أكثر من الدول الغنية حول كيفية تمويل المعركة ضد التغيّر المناخي، وضغطت من اجل ما يسمى اجراءات "العطل والضرر"، أي أن تدفع الدول الغنية الأموال لتلك الفقيرة من أجل مساعدتها على مواجهة تأثيرات تغيّر المناخ. وشدد المؤتمر على الحاجة الى خفض انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون بمعدل النصف قبل عام 2030 من أجل الوصول الى هدف الحد من ارتفاع حرارة الأرض بمعدل درجة ونصف مئوية. ورحب البيان النهائي لرئاسة "كوب 24" بالنتائج التي جاءت "في الوقت المناسب"، ودعا "الأطراف الى استغلالها". وصرّح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي زار كاتوفيتسه ثلاث مرات خلال انعقاد المؤتمر، إن حرب العالم ضد التغيّر المناخي بدأت للتو.