تعتبر ظاهرة تشرد الأطفال إلى الشوارع من اكثر المشكلات الاجتماعية التي تواجه دول العالم الثالث الفقيرة , ويعد الفقر والتفكك الأسرى والحرمان من التعليم أهم أسباب هروب الأطفال الي الشوارع . وتصنف اليمن من تلك الدول الفقيرة التي تجد صعوبة في ايجاد الحلول للحد من ظاهرة تزايد نزوح الاطفال الي الشوارع وهروبهم من البيئة التي ينتمون إليها والتي لاتحقق طموحاتهم . وللتصدى لهذة الظاهرة يتطلب من الحكومة التوسع في الدعم المادي والعيني للاسر الفقيرة مع إيجاد مؤسسات للتدريب المهني لهذة الاسر لتتمكن من العمل والإنتاج وتحسين دخلها ومستواها المعيشي وكذلك العمل علي جذب الاطفال من الشارع ومساعدتهم علي الحصول علي حقوقهم الاقتصادية والصحية والاجتماعية والتعليمية . ودعت دراسة إجتماعية الي ضرورة قيام الجهات المتخصصة بتوعية الآباء والمجتمع بالأساليب الخاطئة المستخدمة في تربية الاطفال ,وتوضيح أثارها السلبية مستقبلا علي نشأة الأطفال. وأوصت دراسة في اللقاء السنوي الخامس للصحة النفسية للأطفال المنعقدة مطلع الشهر الجاري في محافظة عدن الحكومة والمنظمات ورجال الأعمال التعاون والعمل من إجل إيجاد نظام وحدة اجتماعية شاملة لاستقبال الاطفال وحمايتهم ورعايتهم وإعادة تنشئتهم من جديد. وذكرت دراسة أعدتها منظمة اليونسف عام 2000م إن ما يقارب ( 28789) طفلا وطفلة مشردون في شوارع اليمن منهم اربعة الآف في امانة العاصمة منهم لا يتجاوز السنة السادسة من العمر .. كما تزداد الظاهرة انتشارا بنسبة (4%) سنويا . وأوضحت الدراسة ان من اسباب جنوح الاطفال الي الشارع يعود الى احالة الفقر او التفكك الاسرى او اساليب المعاملة الوالدية او رفاق السوء , واشارت الدراسة التي شملت نزلاء دار التوجية الاجتماعي قسم الأحداث المحكومين في الحديدة إن الاطفال الذين يعملون علي تنظيف السيارات والتسول تصل نسبتهم الي / 58% / , والذين يقومون بجمع الخردة يشكلون / 17%/ ,والذين يرعون الأغنام نسبة /6.8% /,ويعملون في سوق الخضرة /5%/ ,وحمالين //3.5% / ,وعربجيين /2.5% /,ويعملون في المخابز / 2.5% / ,واعمال اخرى/4.8% / . وأعتبرت الدراسة ان عدم وجود رقابة من الاسرة علي الاطفال جعلهم فريسة سهلة للانحراف والالتحاق برفاق السوء , واتضح ان نسبة 57% منهم لم يلتحقوا بالتعليم بسبب الفقر والقيام بالاعمال الهامشية ومساعدة اسرهم ,ونسبة 43% تركوا التعليم اثناء الدراسة . وأشارت انه بعد تركهم للتعليم 25.6% منهم عملوا من إجل إشباع حاجاتهم التي حرموا منها وعزفوا عن مساعدة أهاليهم , و65% عملوا من اجل اشباع حاجاتهم , و60% يصرفون علي أنفسهم ومن ثم يساعد ون أهليهم بنسبة من دخلهم تبلغ 40% , و8.5% عملوا ويعملون على اسرهم بالدرجة الاولي .. كما ان اسرتلك الاطفال في الاحداث لايمتلكون مصادر دخل ويمارسون أعمال شاقة . واكدت الدراسة أيضا ان من اسباب تشرد الاطفال يعود الى انهم عاشوا في بيوت محطمة حيث ان نسبة 14% يتيم الأب , 5.1% يتيم الأم , 3.5% طلاق , 2.5% يتيم الابوين وهو ما جعلهم يعملون في الاعمال الهامشية . كما ان أساليب المعاملة الولدية الخاطئة التي تؤثر علي تكوين شخصيتهم الغير متوافقة نفسيا وأسريا وأجتماعيا مما يجعلهم يلجأون الي ترك المنزل ومزاولة الاعمال الهامشية والتشرد حيث ان نسبة 44% يعانون من الاهمال , 20% تناقض في المعاملة ,19.2% تعرضوا للعقاب الشديد من أسرهم . وذكرت الدراسة انه اتضح ان نسبة 36.7% نشاؤا في وسط اجتماعي منحرف وذو سلوك إجرامي مما اثر ذلك على سلوكم ,ونسبة 92% منهم تأثروا برفاق السوء مما دفعهم الى الانحراف. سبانت