اكد المجلس الاعلى للأمومة والطفولة، ان انتشار ظاهرة اطفال الشوارع تعكس مشكلة اجتماعية تساهم في بروز مشكلات اقتصادية وسياسية وثقافية وتعيق عملية التنمية والتطور وتشكل بيئة مناسبة لإنتشار ثقافة الفقر وقال تقرير صادر عن المجلس قدمه الى الدورة التدريبية لمنسقي اطفال الشوارع المنعقدة ببيروت في يونيو الماضي: رغم انه لاتوجد بيانات او احصائيات رسمية تحدد بدقة حجم الظاهرة ، الا ان توسعها يشكل قلقا اجتماعيا.. مشيرا الى ان صنعاء وحدها احتضنت عام 2002م حوالي( 28789) طفلا وطفلة من اطفال الشوارع. مسميات: وبينما يطلق الاطفال على انفسهم بصنعاء( اطفال الكراتين ) نسبة الى اماكن نومهم، يطلق اطفال شوارع عدن على انفسهم لقب( المتسكعون)، واشار التقريرالى ان مصطلح اطفال الشوارع لم يستخدم الا مؤخرا ، حيث تعددت المسميات التي اطلقت على اطفال الشوارع، ففي الدراسات والابحاث السابقة التي تناولت الظاهرة اطلقت على اطفالها مسميات( اطفال بلا مأوى- مهمشون) بينما جاءت مسمياتهم في الاطار القانوني ( احداث ، جانحين ، مشردين، متسولين، مهمشين) وهكذا لم يستخدم مصطلح اطفال الشوارع في بلادنا بلفظه الجامع لكل اطفال الشوارع الا مؤخراً. مؤشرات: وبحسب تقرير المجلس الاعلى للا مومة والطفولة ، اثبتت الدراسة ان الفئة العمرية بين ( 9-14) عاما من الاطفال هم اكثر معاناة ، حيث تتركز كثافة اطفال الشوارع في سن12، 13، 14، وبنسبة 16.1%، 19.3%،14.3%، على التوالي يليهم الاطفال في سن 10 ، 9 سنوات . وتمثل نسة الاناث بين اطفال الشوارع 21.4%مقابل 78.6% للذكور، وهي نسبة غيرعادية في ظل العادات والتقاليد الاجتماعية التي تعيب خروج الفتاة للعمل في الشارع ، وخوف الاهالي على بناتهم من المخاطر. وبينما تمتاز اسر اطفال الشوارع بكبر حجم افرادها بين( 7-9) افراد كمتوسط،يقول التقرير ان الاحصائيات تشير الى ان 9.22% من اباء اطفال الشوارع مزارعين،و19.3% بائعين متجولين ، فيما 24.3% من الاباء بلا عمل ، اما امهات اطفال الشوارع فنسبة 63.5% منهن لايعملن، و13.6% يعملن في الزراعة. واوضح التقرير ان نسبة 50.7% من اطفال الشوارع لا يعيشون مع اسرهم منهم 28.6% في الشارع ، وقال التقرير انه من اصل نسبة22.6 % من الاطفال الذين يعيشون خارج نطاق اسرهم ، 26.4% ايتام ، و24.3%امهاتهم مطلقات اضاف التقريران نسبة 63.3%من اطفال الشوارع يقضون يومهم بحثا عن الرزق في الشارع بممارسة مهن بيع السلع ومسح السيارات والتسول والمناداة على الركاب في فرازات السيارات والباصات ، وبعضهم يعمل حمالا في الاسواق. الاسباب: وبحسب التقرير فقد تصدرت العوامل الاقتصادية مقدمة بروز وانتشار ظاهرةاطفال الشوارع في اليمن ، الى جانب الاسباب الاجتماعية والذاتية النابعة من الاطفال انفسهم ، حيث بلغت نسبة الاسر الفقيرة 42% وفقا لنتائج مسح ميزانية الاسرة عام98م ، كما ارتفعت نسبة البطالة الى 30% ، وتدنى مستوى دخل الفرد الى اقل من 370 دورلارا امريكيا في السنة ، اضافة الى الزيادة السكانية المتسارعةالتي تعاني منها البلاد المقدرة ب( 3.4%) بسبب ارتفاع نسبة الخصوبة في اليمن لدى الاناث الى 7.6% وهي اعلى نسبة في العالم، وقال التقرير ان انخفاض سعرالعملة المحلية مقابل العملات الاجنبية زاد من توسعة قاعدة شريحة الفقراء وعمق ظاهرة اطفال الشوارع. واشار التقرير الى ان عملية تسرب الاطفال من التعليم تمثل احدى الاسباب التي تغذي ظاهرة انتشار وتوسع اطفال الشوارع ، حيث توضح البيانات الرسمية لوزارةالشئون الاجتماعية والعمل ان نسبة 35.6% من الاطفال لايزالون خارج النظام التعليمي، وان هناك نسبة 28.6% من الاطفال متسربين من التعليم. الوقاية والعلاج: وقد ادركت بلادنا خطورة ظاهرة اطفال الشوارع واتساع نظاقها المثير للجدل على مستوى العالم اجمع وليس في دولة بعينها فقط ، لذلك اولت قضايا الطفولةرعاية ودعما خاصا واخذت حيزا واسعا في خارطة اولويات سياسات التنمية ، بهدف دعم الراسمال البشري وتصديا لمعوقات التنمية الشاملة التي تسعى بلادناالى تحقيقها. وقد وضعت بلادنا العديد من الحلول للتصدي للظاهرة ،عبرخلق جسور من التعاون بين الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال لضمان تحقيق افضل مستويات الاداء في حماية الطفولة ونيل حقوقها واستقرار اوضاعها. اجراءات وقائية واخرى علاجية: كما اتخذت الحكومةالعديد من الاجراءات الوقائية والعلاجية للتصدي ومحاصرة انتشار وتوسع الظاهرة ، من خلال محاولة الحكومة والمنظمات المدنية المهتمة بالطفولة التدخل المبكر لدى الاسر التي تعاني من الفقر ومشاكل اجتماعية تفاديالتسرب الاطفال الى الشوارع كإجراء وقائي من خلال التوعية والارشاد الجمعي والاسري باهمية الاعتناء بالاطفال وخطورة الظاهرة ، اضافة الى الى افتتاح جمعية الخط الساخن لحل المشاكل الاجتماعية والنفسية. كما تبذل جهود مشتركة من قبل الجهات الحكومية والمنظمات الاخلية للتخفيف من حدة الفقر الاسري من خلال مشاريع القروض الصغيرة وتدريب الاسرة على اقامةمشاريع صغيرة تساعدها على رفع مستواها المعيشي ، الى جانب جهود تنفيذ العديد من برامج التدريب والتأهيل وتقديم المساعدات المالية عبر صندوق الرعاية الاجتماعية للأسر الفقيرة ، بالاضافة الى تفعيل المؤسسات العاملة في مجال الطفولة واستحداث مؤسسات جديدة في هذا المجال. وكالة الانباء اليمنية سبأ