أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان تعليق العصيان المدني الذي بدأته الأحد الماضي بشكل مؤقت ورفع الإضراب السياسي، اللذين دعت إليهما لدفع المجلس العسكري إلى تسليم السلطة للمدنيين. وقالت قوى التغيير في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه "قررنا دعوة جماهير شعبنا لتعليق العصيان المدني ورفع الإضراب السياسي حتى إشعار آخر، وذلك بنهاية اليوم الثلاثاء 11 يونيو 2019، ليزاول الناس أعمالهم اعتبارا من يوم غدٍ الأربعاء 12 يونيو 2019، مع الاستمرار في الاستعداد والتنظيم للجان الأحياء ولجان الإضراب في القطاعات المهنية والعمالية المختلفة". وأوضح البيان أن العصيان المدني يشكل "تجربة بارزة في تاريخ المقاومة السلمية تؤكد عظمة وخبرة الشعب السوداني في فرض إرادته الشعبية والإمساك بزمام أمره"، مشيرا إلى أنه "خلال ثلاثة أيام من الصمود التاريخي تم تنفيذ العصيان بنسبة مرتفعة جدا وعلى جميع المستويات الحيوية في جميع المدن السودانية". واعتبر البيان أن "هذا الإجماع المدني غير المسبوق هو بمثابة رسالة واضحة للمجلس العسكري حول مكامن قوة وجبروت الشعب السوداني.. لقد تكبد المجلس العسكري خسائر سياسية جمة بما لا يُقاس، وتكشفت له حقيقة أن مقاليد الحكم هي بيد أهل الشأن، الشعب السوداني العظيم". وقالت قوى التغيير إن "من الممكن تعليق العصيان المدني والإضراب السياسي مؤقتا لإعادة ترتيب هذه الأوضاع، بحيث تستمر المقاومة بشكل أقوى وأكبر". ويأتي هذا التعليق المؤقت للعصيان المدني بعد ثلاثة أيام أصابت البلاد بحالة شلل، بحسب شهود عيان قالوا إن العديد من المتاجر والبنوك والأعمال ظلت مغلقة اليوم الثلاثاء، فيما شوهدت في بعض المناطق حواجز لسد الطرق من الطوب والإطارات. وأظهرت صور حصلت عليها الجزيرة شبه شلل للحركة في العاصمة، وإغلاق كثير من المحال التجارية والمؤسسات الخاصة، كما توقف العمل في عدد من القطاعات الحكومية والمرافق الخدمية. وجاءت الدعوة للعصيان المدني بعدما فضت قوات الأمن اعتصاما بالقوة، مما أسفر عن مقتل العشرات، وانهيار المحادثات بين الجيش والمعارضة التي كانت تهدف إلى إرساء حكم مدني في السودان بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل/نيسان الماضي.