أكد الأخ عبد القادر باجمال رئيس مجلس الوزراء أن السلطة المحلية تجسد العملية الديمقراطية في أرقى صورها ، كما أنها تعزز شراكة المجتمع في التنمية وتعزيز الاستقرار . وقال الأخ رئيس الوزراء في مداخلته اليوم أمام المشاركين في المنتدى الإقليمي حول إدارة الحكم المحلي في الدول العربية الذي بدأ أعماله اليوم بصنعاء ويستمر حتى الثلاثاء القادم بتنظيم من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ووزارة الإدارة المحلية " إن الديمقراطية تستوجب المشاركة الشعبية المباشرة وتقليص المركزية التي لم تعد مقبولة على الإطلاق في عالم اليوم الذي يشهد تواصلاً وتوسعاًَ متنامياً على مختلف الأصعدة . وتطرق الأخ عبد القادر باجمال إلى خلفية البناء السياسي والديمقراطي الذي صاحب إعادة تحقيق الوحدة اليمنية والى مواقف بعض الأحزاب السياسية التي عارضت الوحدة ، أو تلك التي حاربت الديمقراطية من خلال مقاطعة الاستفتاء على الدستور أو الانتخابات ، والتي صبت في معاداة الوحدة اليمنية والديمقراطية وحقوق الإنسان .. منوهاً إلى أن الإرادة الشعبية تؤكد على الدوام أن لا قوة تستطيع الوقوف أمامها ، حيث انتصر الشعب لوحدته ومضى في نهجه الديمقراطي كخيار لا رجعة عنه . وأشار رئيس الوزراء إلى خلفية نشوء المجالس المحلية .. وقال إنها أضحت اليوم حقيقة يعيشها الوطن اليمني وأبناؤه ، و تجربة يمنية خالصة انطلقت من الواقع اليمني لتلبي طموحات أبناء الشعب اليمني ، كما أنها جاءت لتقوية النظام الديمقراطي وتجسيد مبدأ المشاركة الشعبية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية . وأشار في الوقت نفسه إلى الجهود المستمرة لتطوير هذه التجربة وإلى الحوارات السنوية الواسعة والثقافة التي تجمع السلطة المركزية والسلطة المحلية في هذا الجانب والتي قال إنها تصب باتجاه المزيد من النضج لهذه التجربة والارتقاء بها في كافة الجوانب التنظيمية والإدارية . ودعا رئيس الوزراء المشاركين في المنتدى إلى التمعن في تجربة المجالس المحلية اليمنية والتقييم الموضوعي لها من مختلف الزوايا لما فيه الاستفادة المتبادلة . وكان الأخ صادق أمين أبو رأس وزير الإدارة المحلية قد ألقى كلمة أكد فيها أهمية انعقاد هذه المنتدى في العاصمة صنعاء والذي قال إنه يعتبر دعماً معنوياً لليمن ونهجها الديمقراطي وخاصة في مجال السلطة المحلية . موضحاً أن السلطة المحلية هي الوسيلة الأمثل للحكم الرشيد ونجاح البرامج التنموية في مختلف القطاعات المحلية .. مشيراً إلى الصعوبات التي تواجه تطبيقات السلطة المحلية في اليمن والناجمة عن شحة الإمكانيات وضعف الجانب الإداري والتأهيلي لدى كوادر السلطة المحلية الذين لا زالوا بحاجة إلى التدريب المستمر.. وأعرب في ختام كلمته عن الشكر والتقدير لكل من ساهم في الإعداد والتحضير لهذا المنتدى ، مرحباً بجميع الوفود من الدول الشقيقة والصديقة في بلدهم الثاني الجمهورية اليمنية . وكان / جيمس راولي/ الممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي قد ألقى كلمة تركزت حول أهمية الحكم المحلي الجيد ، والبعد المحلي للحكم الجيد في استراتيجيات التنمية ومكافحة الفقر . وأشاد في سياق كلمته بتوجه الحكومة اليمنية نحو إعطاء مزيد من الصلاحيات للمجالس المحلية في إطار منظومة السلطة المحلية . كما أشاد بالخطوات التي قطعتها اليمن في فترة وجيزة من الزمن نحو إرساء نظام لامركزي قريب من المجتمعات المحلية يستجيب لرغباتهم وتطلعاتهم. من جانبه أكد / أوسكار فرننديز/ النائب المساعد للمدير العام لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي ونائب المدير الإقليمي للبرنامج في المنطقة في كلمته أن هذا المنتدى سيكون بادرة أولى تتبعها مبادرات أخرى وسوف يؤسس لإرساء شبكة تبادل معلومات وخبرات بين الأقطار العربية والمؤسسات الدولية الداعمة للامركزية والتنمية المحلية. وقال إن المنتدى هو لقاء بين أطراف حكومية من سلطة مركزية ومحلية وخبراء وممثلين عن مؤسسات دولية لتبادل التجربة والخبرات في ميدان اللامركزية وإدارة الحكم المحلي . ويشارك في المنتدى أربعون ممثلا عن الجهات الحكومية المعنية والسلطات السلطات المحلية في اثني عشرة دولة عربية بالإضافة إلى خمسين من الخبراء والمختصين والمهتمين من الوطن العربي وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي وعدد من الوكالات التابعة للأمم المتحدة والجهات المانحة. ويهدف المنتدى إلى الإسهام في تعزيز الديمقراطية اللامركزية ونظام الحكم المحلي في الدولة العربية بمشاركة المجتمعات المحلية في هذه الدول وذلك من خلال التواصل عبر شبكات العمل وتوثيق أفضل التطبيقات والدروس المستفادة، والتعريف بالاتجاهات والاستراتيجيات المستقبلية. وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)