ودع منتخب الشباب الوطني لكرة القدم منافسات نهائيات كأس آسيا للشباب المقامة حالياً في ماليزيا مبكراً من دورها الأول بعد السقوط المدوي اليوم أمام نظيره الكوري الجنوبي بأربعة أهداف نظيفة في الجولة الثانية للمجموعة الرابعة التي تضم أيضاً منتخبي العراق وتايلاند . وظهر المنتخب اليمني متواضع المستوى منذ الوهلة الأولى للقاء الذي جرى تحت الأمطار الغزيرة المتساقطة على ملعب ( آيبوه ) بمدينة ( بيراك ) الماليزية وذلك مع لخطة الدفاعية العقيمة التي انتهجها المدرب الوطني أمين السنيني والتي شكلت عبئاً كبيراً على منتخبنا ومكنت لاعبي المنتخب الكوري من التلاعب بكل حرية في دفاعاته بعيداً عن أي ضغط هجومي يمني مع الاعتماد على مهاجم واحد هو تامر حنش وخمسة لاعبين بإمكانيات دفاعية في خط الوسط وثلاثة في الظهر . ولم ينتظر المنتخب الكوري الجنوبي كثيراً حتى حملت الدقيقة العاشرة من الشوط الأول هدفاً كوريا عن طريق المهاجم كيم سونج يونج الذي استقبل تمريرة من عمق الدفاع اليمني أتقنها زميله بارك شو بانج خلف المدافعين المندفعين للأمام في محاولة كشف التسلل الذي لم يحدث فيلتقطها كيم سونج وينفرد ويسدد على يسار الحارس محمد عياش الذي بدا مرتبكاً في أكثر من مناسبة . وفي الوقت الذي كان الجميع يتوقعون صحوة يمنية عقب هذا الهدف خصوصاً بعد أن كاد المدافع ياسر البعداني أن يسجل التعادل للمنتخب اليمني إثر كرة حرة مباشرة من اليمين عند عبد الله الصافي حولها البعداني بعيداً عن خشبات المرمى الكوري برأسه كان الرد الكوري السريع قاسياً عندما ارتقى قائد الفريق الكوري كيم جين كيو لضربة ركنية كورية أمام المرمى اليمني وسط زحمة المدافعين وحولها برأسه محرزاً الهدف الثاني . وجاءت بعدها محاولة يمنية من قبل محمد السلاط الذي سدد كرة قوية اعتلت العارضة الكورية ثم ألحقها المهاجم تامر حنش بأخرى عندما قاد هجمة مرتدة لم تجد الكرة القوية طريقها إلى المرمى . وحملت الدقيقة الثامنة والثلاثين هدفاً كورياً ثالثاً عندما تفوق المهاجم بارك شو يانج على مدافعينا وتلاعب بهم مستغلاً تمريرة متقنة داخل خط الستة رغم الرقابة الدفاعية اللصيقة ليمنح الدفاع ظهره ويستدير بالكرة في الجهة الأخرى مقابل المرمى مسدداً كرة قوية فشل عياش في التصدي لها رغم أنه كان قريبا إليها وقد لامست يداه باتجاه الشباك . ومع بداية الشوط الثاني دفع المدرب أمين السنيني بالمهاجم عبد الإله شريان بديلاً عن المصاب وسيم القعر الذي بذل مجهوداً وافراً في الشوط الأول ليعمل هذا التغيير الهجومي على مد إيقاع الهجوم اليمني ومحاولة الوصول إلى المرمى الكوري في أكثر من مناسبة خصوصاً مع النقص العددي الذي أصاب الفريق الكوري عندما أشهر حكم اللقاء بطاقة الطرد الحمراء في وجه قائد الفريق كيم جين صاحب الهدف الثاني بسبب اعتدائه بالضرب على أحد لاعبينا دون كرة بعد خمس دقائق من الاستراحة .. وأعقبها رسم اولى المحاولات اليمنية الجادة من قبل البديل شريان عندما إخترق من اليسار وسدد كرة ضعيفة بين أحضان الحارس الكوري كانت هي الكرة اليمنية الأولى التي يمكن القول أنها باتجاه المرمى رغم محدودية خطورتها وسيطرة الحارس عليها .. وفي الدقيقة الخامسة والخمسين فشل المهاجم تامر حنش في تحديد اتجاه المرمى الذي كان قريباً منه وهو يتصدى لكرة عكسية جميلة برأسه بعيداً عن الخشبات الثلاث رغم عدم المضايقة من الدفاع الكوري. ولم يشكل نزول لاعب الوسط أكرم الورافي بديلاً عن محمد السلاط في الدقيقة السادسة والستين أي تأثير جاد على خط المنتصف باستثناء محاولات بسيطة في بناء الهجمات عن طريق الاندفاع من الوسط للأمام وترك حرية إرسال الكرات الطولية لخط الظهر إلى منطقة الخطر الكورية بعد ان كان محمد عياش تمكن من إنقاذ مرماه من هدف كوري محقق عندما سدد كيم سنج المنفرد بالمرمى كرة قوية أبطل عياش مفعولها في نفس الدقيقة . وجاءت محاولة فردية من لاعب الوسط أكرم الصلوي الذي كان قد اخترق من اليسار وتقدم نحو المرمى ليسدد كرة ضعيفة بدلاً من تمريرها عرضية داخل خط الستة إلى أحد زملائه المهاجمين للاستفادة منها .. وكان الصلوي في هذا اللقاء أقل عطاءً من سابقه وخصوصاً في تمريراته التي كانت في معظمها مقطوعة وخاطئة .. بل وشكلت في بعضها خطورة على مرمانا . وفي الدقيقة الثالثة والسبعين دفع المدرب أمين السنيني بالمهاجم سامي جعيم بديلاً عن زميله حنش في محاولة لتجديد حيوية خط الهجوم العقيم دون أي فائدة تذكر مع الاندفاع الهجومي الخطير للفريق الكوري الذي يلعب بعشرة لاعبين . وقبل النهاية بعشر دقائق احتسب حكم اللقاء ضربة حرة مباشرة للفريق الكوري على مشارف خط الجزاء تصدى لها ببراعة بارك شو يانج ليضعها أعلى الزاوية اليمنى للحارس عياش رغم حائط الصد المواجه محرزاً هدفه الشخصي الثاني وهدف فريقه الرابع في المباراة ليلجأ الفريقان بعدها إلى تهدئة اللعب رغم بعض المحاولات اليائسة للمنتخب الوطني في التوغل باتجاه المرمى الكوري بغية تسجيل هدف شرفي يحفظ ماء الوجه .. وفي الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الثاني أشهر الحكم بطاقة حمراء ثانية في المباراة كانت من نصيب مهاجمنا عبد الإله شريان الذي ارتكب مخالفة صريحة تستوجب الطرد في نفس الوقت الذي كان يجب أن يتحلى بمرونة أكثر وفريقه خاسر بالأربعة ليحرم من خوض اللقاء القادم . وبهذه النتيجة والمستوى اتضحت بالفعل معالم السقوط الكبير وانهيار الأمل بمنتخب الأمل مع الخطط التدريبية العقيمة على الرغم من أن المنتخب قد خاض أفضل فترة إعداد في معسكرات داخلية ومعسكرين خارجيين في هولندا وماليزيا قبل النهائيات .. وكان مستواه في مرحلة التصفيات أفضل بكثير من هذا المستوى الذي ظهر به في ماليزيا .. ويتراجع منتخبنا إلى المركز الرابع والأخير بدون نقاط بعد جولتين في المجموعة الرابعة التي يتصدرها المنتخب العراقي بجدارة بعد الفوز الصريح الذي سجله اليوم على المنتخب التايلاندي بهدفين نظيفين .. وثلاثة أهداف نظيفة كان قد بدأ بها مشوار النهائيات في مرمى المنتخب الكوري رافعاً رصيده إلى ست نقاط وقد ضمن بطاقة التأهل الأولى للمجموعة بانتظار مباراة حسم البطاقة الثانية التي ما زالت حائرة بين المنتخبين الكوري صاحب المركز الثاني برصيد ثلاث نقاط والتايلاندي الذي تراجع للمركز الثالث بفارق الأهداف عن كوريا الجنوبية . وعصر الخميس ستكون المواجهة الأخيرة لمنتخبنا أما سيد الموقف في هذه المجموعة المنتخب العراقي الشقيق فيما يخوض الكوري والتايلاندي مواجهة قوية لتأكيد هوية صاحب بطاقة التأهل الثانية عن المجموعة