كما تم بحث الأوضاع والمستجدات الدولية والإقليمية وفي طليعتها الأوضاع في فلسطين والعراق والصومال . وقد رحب الرئيس الإيطالي بزيارة الأخ الرئيس لايطاليا مشيرا إلى العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين ... ومنوها بمكانة اليمن في المنطقة ودورها في خدمة الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب .. وأكد حرص إيطاليا على تعزيز علاقاتها ببلادنا ومواصلة دعمها لمسيرة التنمية والديمقراطية في اليمن. من جانبه أشاد الأخ الرئيس بمستوى العلاقات اليمنية الإيطالية مشيرا إلى أنها علاقات تاريخية متطورة كما أشاد بالدعم الإيطالي لبلادنا في مجالات الإصلاحات الإقتصادية ومسيرة التنمية والاقتصادية ..كما أكد حرص بلادنا على تعزيز وتطوير علاقات التعاون المشترك بين البلدين . وعبر الأخ الرئيس عن تطلعه في دور إيطالي في إطار الإتحاد الأوروبي من أجل الدفع بمسيرة السلام بالمنطقة على أساس تنفيذ قرارات الشرعية الدولية و تنفيذ خارطة الطريق وإقامة الدولة الفلسطينية والمستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأكد على أهمية استغلال التوجهات والمناخات الراهنة في الدفع بمسيرة السلام العادل والشامل في المنطقة . مشيرا بأن تحقيق السلام العادل من شأنه تعزيز الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب . وعقب جلسة المباحثات تحدث فخامة رئيس الجمهورية والرئيس الإيطالي إلى وسائل الإعلام .. وقال فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية : اشكر فخامة الرئيس الإيطالي تشامبي على حسن استقباله منذ ان وصلنا إلى هذا البلد الصديق الذي تربطنا به علاقات جيدة وهي من اقدم العلاقات العربية الأوروبية حيث كان التوقيع على الاتفاقية التجارية بين البلدين في عام 1926م أي أن عمر العلاقات يزيد عن 78 عاماً.وقال فخامة الرئيس.. نحن نعتز بهذه العلاقات الجيدة المتطورة والمتنامية وسوف يتم التوقيع خلال الزيارة على جملة من الاتفاقيات من أبرزها الاتفاقية الأمنية وقد تم بحث جملة من القضايا تناولت العلاقات الثنائية التي نشعر إزاء تناميها بالارتياح ..كما تم بحث الأوضاع في الشرق الأوسط ومنها قضية الصراع العربي الإسرائيلي .. واستمعنا من فخامة الرئيس الإيطالي إلى تأييد ايطاليا حكومة وشعباً لقيام الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وهو موقف ايجابي ومشجع . وأوضح فخامة الرئيس علي عبدالله صالح أن مباحثاته مع الجانب الإيطالي تناولت أيضا الوضع في العراق حيث كانت وجهات النظر متطابقة على ضرورة إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الديمقراطية المستقلة وفي ظل مشاركة كل الفصائل والقوى العراقية في الانتخابات القادمة إضافة إلى بحث الأوضاع في الصومال . وأكد فخامته أن لإيطاليا دورا ايجابيا مهما.. لما لها من علاقات تاريخية في الصومال.. وسنكون مساعدين لإيطاليا وأوروبا وللأسرة الدولية من أجل إعادة الأمن والاستقرار في الصومال . وأضاف .. نؤكد بأنه إذا لم تقم الدولة الصومالية المستقرة فإن الصومال سيكون بؤرة للإرهاب واليمن تعاني دوماً من النزوح المستمر للصوماليين لليمن.. وهذا يضيف عبئاً على العبء الاقتصادي الذي تعاني منه اليمن . وأضاف الأخ الرئيس بأنه تم أيضا بحث ما حققته اليمن مع الأسرة الدولية إزاء مكافحة الإرهاب .. وقل لقد حققت اليمن نجاحات مشهودة لها في تحجيم الإرهابيين وإنهاء الخلايا النائمة والمتحركة واستطاعت اليمن أن تحقق نتائج ايجابية في هذا المجال , كما تم إطلاع فخامة الرئيس الإيطالي على المسيرة الديمقراطية في اليمن خاصة بعد إعادة تحقيق الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م .. مشيرا إلى أن النظام السياسي في اليمن يقوم على التعددية الحزبية وحرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان ومشاركة المرأة في الحياة السياسية . ونحن نتطلع الى دور إيطالي وأوروبي إزاء عملية التنمية وهذا ما تعاني منه اليمن نتيجة شح مواردها والانفجار السكاني الكبير , حيث يزيد عدد سكان اليمن عن22 مليون نسمة وتمنى فخامة الرئيس تطور علاقات الصداقة بين اليمن وايطاليا وتعزيز التعاون بين البلدين . من جانبه قال فخامة الرئيس الإيطالي كارلو ازيليوتشامبي: " ان زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح, الذي استقبله بود وصداقة في قصر الكرونالي, تأتي في مرحلة واعدة للعلاقات الثنائية بين البلدين, وخير ما يشهد على هذا هو الاتفاقيات الهامة التي ستوقع إبان الزيارة والذي ترمي الى تحقيق تكثيف وتعميق المكافحة المشتركة ضد الجريمة والإرهاب". واضاف :" لقد هنأت الرئيس على التزامه وجهوده من أجل التنمية الديمقراطية والاقتصادية في اليمن ومن أجل تحسين وضع المرأة وخلق دولة تنعم بسيادة القانون, فالرئيس يقوم بهذا الواجب منذ سنوات عديدة بتصميم وروح اصلاحية, وبالفعل نرى ثمار هذا المجهود أيضا في نجاح مبادرة حوار المساعدة من أجل الديمقراطية". وقال إن أي تنمية ايجابية تتحقق في أي بلد من بلدان منطقة الشرق الأوسط تشكل تشجيعا للآخرين جميعاً , وان الإستقرار والديمقراطية والتنمية والتقدم لن يكون بلوغها ممكنا إلا بمواجهة الأزمات الإقليمية التي تهدد التعايش وتشكل عقبة تمنع ترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة . واضاف فخامة الرئيس تشامبي: " ان النزاع الإسرائيلي الفلسطيني يشكل أولوية ملحة , لذا يجب تقديم المساعدة للقيادة الفلسطينية الجديدة لإنجاز الإصلاحات وترسيخ الديمقراطية وتشجيع التنمية". وتابع :" من أجل إعادة المصداقية لمسيرة السلام يجب الانطلاق مجدداً بخارطة الطريق, لانه لا توجد بدائل لخارطة الطريق, وإعادة تفعيلها يجب ان يتحقق بتصميم وحزم من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالامريكية كلاً في نطاق مسئوليته".. مشيرا الى ان القضاء على الأسباب التي تغذي الإرهاب الدولي لن تتحقق إلا عبر حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني . وقال الرئيس الإيطالي:" إن المؤتمر الذي تعرض للأزمة العراقية والذي اختتم لتوه في مصر قد رسخ التزام الدول العربية والإسلامية في تعزيز إحلال الاستقرار, نريد ان يكون العراق مالكاً لمصيره, وأن تصبح مؤسساته متمتعة بالشرعية, وأن تحصل على قدرات فعلية على العمل, ونحن نؤمن بالدور القيادي للأمم المتحدة في المسار الذي يحدده القرار رقم 1546 في مساعدة العراقيين والإعداد للانتخابات المقبلة".. مشيرا الى ان الحل الدائم للأزمات الإقليمية امراً أساسيا لخلق آمال من شأنها أن تعطي زخماً لإرادات الحياة بالسلام بين كل الشعوب التي تعيش حول منطقة المتوسط . هذا وقد أقام فخامة الرئيس الإيطالي كارلو ازيليوتشامبي مأدبة غداء بالقصر الرئاسي على شرف فخامة الأخ الرئيس والوفد المرافق له , حضرها عدد من كبار المسئولين الإيطاليين .