يعقد بمدينة شبام حضرموت في الفترة 18 - 20 ديسمبر2004, المهرجان السنوي الرابع للنخيل والسدر، الذي نظمه المحافظة بالتنسيق مع وزارة الزراعة والري, للوقوف على الواقع الراهن لهاتين الشجرتين والمشكلات التي تواجهها. إحصائيات: تشير إحصائيات سابقة لمكتب وزارة الزراعة والري في وادي حضرموت إلى أن أعداد النخيل في الوادي كان يقترب من (5ر1) مليون نخلة . لكن بفعل عوامل كثيرة تناقص هذا العدد بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة ، لينخفض إنتاج التمور في الفترة 1973 - 1988م من (11) ألف و(232) طنا إلى (5) آلاف و(711) طن. ورغم إن وادي حضرموت كان يزرع اكثر من (300) صنف من أجود أنواع التمور، إلا أن معظم تلك الأصناف إنقرضت تماما، ولم يبق منها اليوم سوى (50) صنفا. وعزت دراسات علمية تدني أعداد النخيل وإنتاج التمور في وادي حضرموت إلى كثير من المشكلات ، منها ضيق الحيازات من النخيل وكبر سنها، وتوارثها، وتعرض كثير من الأشجار إلى العطش، وعدم الاعتناء بالسواقي وقنوات الري ، وعدم تجديد النخيل المسن، وندرة الفسائل لبعض الأصناف وارتفاع أسعارها، فضلا عن أعمال الجرف وتحول مجاري السيول عن تجمعات النخيل، وانخفاض مستوى المياه الجوفية وتملحها، وارتفاع تكاليف الحفر العميق وتكاليف الخدمة الزراعية والمدخلات، وغياب الأيدي العاملة الماهرة، الى جانب إرتفاع نسبة الأشجار غير المثمرة. وخلال السنوات القليلة الماضية طرأ تحسن بسيط في عملية التوسع الزراعي لأشجارالنخيل ، نتيجة لتنفيذ عدد من المشاريع كمشروع وادي حضرموت الزراعي، وتفعيل دور المؤسسات الزراعية والبحثية والإرشادية، واهتمام جامعة حضرموت بعقد الندوات العلمية، وإنشائها لمركز متخصص بالنخيل والتمور . ومع ذلك فإن هذا التحسن لم يرق إنتاج التمور إلى ما كان عليه الحال في الماضي ، فقد ارتفع خلال الأعوام 93 1997م من (6) آلاف و(608) أطنان الى (7) آلاف و(788) طنا فقط على مستوى المحافظة آفات النخيل والتمور: لعل من أبرز الآفات التي تؤرق أعين العاشقين لهذه الشجرة المباركة وتؤرق الحكومة //حشرة دوباس// التي أصابت النخيل في مناطق عديدة من وادي حضرموت خاصة في مديريتي (ساه، حوره ، ووادي العين) . وتعد حشرة الدوباس من أخطر الحشرات والآفات التي تصيب النخيل وتقضي عليه تنتشر في سعفه كانتشار النار في الهشيم، ناهيك عن أمراض وآفات أخرى ساهمت في تدهور زراعة النخيل وإنتاج التمور. يؤكد الدكتور/سعيد عبدالله باعنقود من كلية ناصر للعلوم الزراعية بجامعةعدن بأن هناك (225) نوعا من الآفات المختلفة التي تقضي على النخيل ، تشكل الآفات الحشرية نسبةً عاليةً منها .. لافتا الى ان هناك أكثر من (100) آفة حشرية مسجلة على النخيل ، و(40) مرضا مسجلاً يصيب هذه الأشجار. أما الحلم والديدان الثعبانية (التيماثودا) والطيور والقوارض والحيوانات الأخرى، فإن المسجل منها والمؤثر سلبيا على النخيل وثماره يقارب (35) نوعا،كما سجلت حوالي (50) نوعا من الحشائش بجوار أشجار النخيل. وعن آفات التمور بعد الجني، يذكر الدكتور باعنقود، أن المسجل منها حوالي (60) نوعا، تشكل الحشرات معظمها.. إذ يصل عددها الى حوالي (35) نوعا.. فيما سجل نحو (20) مرضا يصيب التمر، بالإضافة إلى نحو (5) أنواع من الحلم والقوارض. ويذهب باعنقود ألى انه لم يتم حتى الآن الحصر الشامل لأهم آفات النخيل في بلادنا ، الا إن معظم التقاريرتفيد بأن دودة البلح الصغيرة "الحميرة" تشكل أضرارا اقتصادية بنسبة تتراوح بين 50 - 80 في المائة، يلي ذلك حفارات الساق التي تفضل أجود أنواع النخيل. أما أهم مرض يصيب النخيل بحسب الدكتور باعنقود فهو (خيّاس الطلع) وتشكل الخنافس ذات الصدر المنشاوي (الدويبة) أهم الآفات التي تصيب التمور المخزونة، بالإضافة إلى فطريات التعفن. صناعة التمور : تستخدم التمور في صناعات عديدة منها صناعة الخل، الدبس، الفورفورال، السكر السائل، والخميرة، بالإضافة إلى صناعات منزلية تعتمد على أجزاء النخلة. وكان أول مصنع لتعبئة التمور افتتح في مدينة سيئون في شهر ديسمبر 1980م بهدف إيجاد قناة رئيسة لتسويق التمور المنتجة في محافظة حضرموت، وإنتاج تمورمعبأة بطريقة صحية وفقاً للمعايير الدولية المتبعة في هذه الصناعة، والعمل على إيجاد صناعة غذائية وطنية متطورة تعتمد على التمور كمادة خام . إلا أن هذا المصنع، توقف بعد سنوات من العمل بالرغم من الخطط والطموحات الكبيرة الهادفة الى توسيع منتجاته لتشمل تصنيع مشتقات التمور. أولويات لابد منها: ماهو المطلوب من المهرجان؟ تؤكد الدراسات وواقع الحال، ضرورة جملة من الأولويات التي ينبغي أيلائها اهتماما أكبر ضمن سياساتنا الزراعية للنهوض بواقع النخيل في وادي حضرموت، ومنها: توسيع مساحات زراعة النخيل، وإدخال التقنيات الحديثة لخدمة هذه الشجرة ، بما يساهم في زيادة الإنتاج وتحسين نوعيته ، وتقديم الخدمات اللازمة للنخلة من عمليات التسميد ومكافحة الآفات ، وحفر الآبارالارتوازية في المناطق التي تتعرض دائما للعطش وتوجد بها كثافة عددية من النخيل لمواجهة الجفاف عند انقطاع هطول الأمطار، والاستمرار في دعم ترميم السواقي وحواجز المياه التي هدمتها السيول في الأماكن التي تتعرض للجرف. كما ينبغي تشجيع الاستثمار في مجال النخيل والتوسع في إقامة البساتين الجديدة من الأصناف الجيدة عالية الانتاج، وإدخال الأصناف العالمية ذات الجودة والانتاج، وإنشاء وحدة إكثار بالأنسجة وإكثار الأصناف الجيدة ، ودعم المشاريع والدراسات البحثية والإرشادية، والاستمرار في تنظيم الحملات الوقائية لمكافحة الآفات التي تصيب محصول التمر، وأهمها حشرة الحميرة وعنكبوت الغبار، ودعم برنامج استكمال تجميع الأصناف بالجمهورية وتصنيفها، وتأهيل وتدريب المختصين في مجالات العمل البحثي والإرشادي للنخيل، وإنشاء هيئة تعنى بأوضاع النخيل والمحافظة عليه كثروة وطنية ودعمها دعما كاملا . سبا