اجمع نقاد ومحللون رياضيون عرب وخليجيون في العاصمة القطرية الدوحة التي تشهد حاليا الأدوار النهائية لخليجي 17 بقطر على المستوى المشرف الذي قدمه منتخب اليمن في مشواره ضمن المجموعة الحديدية الثانية التي ضمت منتخبات البحرين والسعودية والكويت . وأكد هؤلاء النقاد والمحللون في استطلاع أجرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن المنتخب اليمني ظهر بصورة مغايرة وجيدة عن مشاركته الأولى في كأس الخليج 16 بالكويت العام الماضي . واعتبروا أن المنتخب اليمني رغم خروجه مبكرا من البطولة الخليجية الحالية محتلا المركز الأخير في مجموعته بالنقطة الوحيدة التي انتزعها في مفتتح مشواره من البحرين بتعادلهما الايجابي (1/1) إلا انه فرض احترامه لدى المتابعين بمستواه وعرضه والبعيد تماما عن العرض المتواضع الذي قدمه في خليجي 16 . وفي هذا الصدد قال المحلل المصري عز الدين الكلاوي مسئول التحرير بمجلة (سوبر) الإماراتية لاشك ان المشاركة اليمنية الثانية في بطولات الخليج هذه المرة أفضل من المشاركة السابقة رغم ان الفارق الزمني لا يزيد عن عام واحد أي بمعنى انه لم تكن هناك فترة كافية للخبير الجزائري رابح سعدان لاستكشاف وضم عناصر جديدة بشكل منتظم . وأشار الكلاوي بان الحصيلة كانت هدف في البحرين القوي الذي فشل نجوم الكرة السعودية الكبار في تحقيق نفس انجاز المنتخب اليمني في تسجيل هدف بالمرمى البحريني . لافتا إلى النتائج المميزة التي حققها منتخب اليمن في مشواره بتصفيات كأس العالم بالفوز التاريخي على الإمارات 3 /1 ، والتعادل مع تايلاند في بانكوك . وأكد الكلاوي ان هناك شيئاً ايجابياً وملموسا يشجع على دعم الاستقرار ومضاعفة الامكانات حتى يمكن تنفيذ استراتيجية كروية تأخذ بالكرة اليمنية وتلغي الفجوة في التصنيف العالمي بينها وبين الكرة الخليجية . فيما أبدى الخبير الصربي بوار ميلوفيتش مدرب نادي السد القطري والذي قاد خمس منتخبات عالمية للتأهل لكأس العالم من بينها نيجيريا والصين إعجابه بموهبة وخامة اللاعب اليمني من حيث التمرير والشجاعة ، وعبر عن إعجابه الشديد بنجم منتخب اليمن في خليجي 17 ناصر غازي . وبين المدرب الصربي بأن ما يحتاجه المنتخب اليمني هو خبرات في التعامل مع مدارس عالمية مختلفة وإجراء مباريات دولية ، وخاصة البطولات المجمعة التي تتطلب جهداً بدنياً مضاعفاً ، على اعتبار ان المنتخب يلعب ثلاث مباريات في أسبوع واحد ، إضافة إلى ان اللاعب اليمني بحاجة الى تغذية خاصة تجعله صاحب جسم كروي قوي ، وهذا لن يتأتى إلا من خلال برنامج غذائي صحي لمدة عام كامل . من جانبه أشاد الشيخ طلال الفهد الأحمد رئيس اللجنة الاولمبية الكويتية رئيس الوفد في خليجي 17 : بالتطور الملحوظ والملموس في أداء المنتخب اليمني ،والذي مكنه من الظهور بصورة جيدة في خليجي 17 بقطر ومغايرة وبعيدة عن المستوى الذي قدمه في البطولة الخليجية الماضية بالكويت . مضيفاً ان المنتخب اليمني ظهر وعليه روح الفريق الواحد ولدى لاعبيه الحماس والعزيمة المطلوبة ، إضافة إلى ان لديه مدرب بكفاءة عالية وخبرة ويعرف كيف يقرأ المباريات جيداً . ونوه إلى أن الفريق اليمني يضم عدداً من اللاعبين المميزين أمثال ناصر غازي الذي لفت الأنظار وخطف الإعجاب وكان كل اهتمام أعضاء نادي القادسية الكويتي الذين طالبوا بضمه إلى صفوف القادسية ، كلاعب محترف ، إلى جانب كابتن وحارس المرمى اليمني معاذ عبد الخالق والمهاجم علي النونو . وأعرب الشيخ طلال الفهد عن تفاؤله بتطور المنتخب اليمني بسرعة . وقال سيكون له شأن في المستقبل ، وسيدخل المنافسة على اللقب الخليجي قريباً ، إلا انه دعا في نفس الوقت مسئولي الكرة في اليمن إلى ضرورة المحافظة على هذا المنتخب ودعمه بالمزيد من المباريات والخبرة المطلوبة والكافية ، لان اللاعبين لازالوا صغاراً في السن وبدون خبرة . في حين اعتبر المصري عصام سالم رئيس القسم الرياضي بصحيفة الاتحاد الإماراتية الأداء والنتائج التي حققها منتخب اليمن في مشواره في خليجي 17 طيبة ومشرفة وان منتخب اليمن في خليجي 17 ظهر بصورة مغايرة لمشاركته في خليجي 16. وارجع ذلك لحدوث اهتمام وتطور ملحوظ لمنتخب اليمن حدث في الفترة الماضية .. ودعا الجهات المعنية لمزيد من الاهتمام بقطاع الشباب والرياضة ليدخل المنتخب اليمني في خليجي 18 كمنافس قوي وذي مقدرة خبرة تليق بالكرة اليمنية . وقال ان منتخب اليمن أكثر المتضررين من نظام البطولة الحالية ، لأنه أكثر المنتخبات بحاجة إلى احتكاك مستمر وتنوع في مقابلات مدارس اللعب الحديثة حتى يتعود على جميع الأجواء ، وهو ما سيصنع منتخباً أكثر قدرة على المنافسة .