وفي الجلسة الافتتاحية القى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أعرب في مستهلها عن إمتنانه للرئيس السوداني على حسن الاستقبال وكرم الضيافة , وشكره لرئيس وزراء جمهورية اثيوبيا الديموقراطية الفيدرالية - رئيس الدورة الثانية لتجمع صنعاء، على حسن إدارته لهذا التجمع خلال عام كامل.. وقال "ينعقد هذا المؤتمر على إطلالة العام الميلادي الجديد، الذي نتمنى باطلالته أن يعم الأمن والاستقرار في المنطقة لما فيه مصلحة الجميع". وأكد عزم دول التجمع وتعاونها على استكمال كل الهياكل الأساسية لانتظام أعمال اجتماعات القمة وبلوغ التعاون الاقتصادي والأمني المنشود بينها، مجددا التأكيد على أن تجمع صنعاء تجمع مفتوح وليس تكتلا ضد أي قطر، ولكنه تجمع للتعاون الاقتصادي والأمني يتسع لدول المنطقة. موجها الدعوة إلى كل من الصومال وجيبوتي وإريتريا للإنضمام إلى التجمع.. وقال "اسمحوا لي فخامة الرئيس وأصحاب الفخامة أن أتوجه بدعوة خالصة وصادقة إلى كل من الصومال الشقيق وكل من جيبوتي وإريتريا لما فيه من فائدة للجميع، وبما يحقق الاستقرار والأمن والسلام والتقارب فيما بين شعوبنا، وإجراء الحوار البناء، لإزالة كل أسباب ومسببات وسوء الفهم بين دول الجوار . وأكد فخامة الرئيس، أن انضمام كل ممن الصومال وجيبوتي وارتيريا إلى هذا التجمع يبدد الشكوك والاتهامات ويحقق السلام والامن والاستقرار, وقال إن الحوار هو الأساس ونحن نقول قبل اللجوء إلى استخدام أي قوة يجب أن يسود الحوار والتفاهم بين الجميع . وتابع فخامته " في حال اللجوء الى استخدام أي قوة لا بد في نهاية المطاف من الحوار.. فلما لا نغلب الحوار قبل استخدام القوة وقبل أن تزهق الأرواح وتهدر الطاقات . مجددا التأكيد بان دعوته لانضمام دول المنطقة الى هذا التجمع فيه فائدة للجميع من أجل السلام والأمن والاستقرار والتفرغ للتنمية.. وقال "إن بلداننا بحاجة إلى ان تتجه كل طاقاتها من اجل التنمية والامن والاستقرار. وفيما يتعلق بالأوضاع في السودان الشقيق، ثمن فخامته جهود حكومة السودان من أجل تحقيق السلام في جنوب السودان والتغلب على المشاكل الموجودة في درافور.. وقال إن السودان الشقيق بحاجة إلى الأمن والاستقرار وهناك قوى لا تريد الامن والاستقرار فتحاول ان تشعل الحرائق وتصب الزيت على النار، وتؤجج عبر وسائل الاعلام وتضخم القضايا في دارفور . وتابع فخامة رئيس الجمهورية "نحن إلى جانب السودان الشقيق في التغلب على كل هذه المشاكل في دارفور، ونتمنى ان يتم التوقيع على اتفاق السلام في أقرب وقت في كينيا مع الاخوان في جنوب السودان" . وحول الاوضاع في الصومال ، قال فخامة رئيس الجمهورية نحن نقف إلى جانبهم وندعوا منظمة الوحدة الافريقية إلى الاسراع في إرسال قوات لحفظ السلام في الصومال، وعلى وجه الخصوص في العاصمة مقديشو، من أجل إعادة بناء مؤسسات الدولة , مؤكدا بان إنعدام الأمن والاستقرار في الصومال سيجعل منها بؤرة للإرهاب، لافتا إلى أن هناك تواجد للارهابيين وبشكل مكثف . وقال "لا تنفع الأساطيل الموجودة في المحيط مالم توجد قوات دولية، سواء من خلال الاتحاد الافريقي، أو من خلال الجامعة العربية، والتي نتطلع أن تدرج قضية الصومال ضمن جدول أعمال القمة في مارس في العاصمة الجزائرية.. مؤكداً أن استقرار الصومال هو استقرار لأمن وسلامة المنطقة في جنوب البحر الأحمر. وعلى صعيد القضية الفلسطينية، دعا فخامة رئيس الجمهورية ، الأسرة الدولية، وعلى وجه الخصوص الاممالمتحدة، أن تولى اهتماما كبيرا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، طبقا لقرارات الشرعية الدولية وخارطة الطريق. وفيما يخص الأوضاع في العراق قال فخامته : نتمنى ان يحل السلام والامن والاستقرار، بما يحافظ على أمن وسلامة العراق الشقيق ووحدته وسلامة أراضيه، والاسراع في انسحاب قوى التحالف من العراق، وأن تقوم الأممالمتحدة بدور فعال من أجل تحقيق الأمن والاستقرار, معربا عن استيائه الشديد للمجازر البشعة التى يتعرض لها أبناء الشعب العراقي الشقيق في الوقت الراهن . وخلص فخامة الأخ الرئيس إلى القول: لدي ورقة مقدمة إلى القمة، ساقدمها إلى القادة في الاجتماع المغلق حول تصور اليمن لإحلال الامن والاستقرار في منطقتنا وإجراء الحوار مع دول الجوار، بما يحقق الامن والاستقرار لنا جميعا. أكرر الشكر للاخ رئيس القمة الرئيس عمر البشير، ودولة رئيس وزراء إثيوبيا السيد ميليس زيناوي والرئيس الصومالي الاخ عبدالله يوسف، وأشكر وأرحب بالاخ الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي حضر أعمال هذه القمة. وكان فخامة الرئيس السوادني عمر حسن البشير، افتتاح أعمال القمة بكلمة رحب فيها بفخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وميلس زيناوي رئيس وزراء جمهورية اثيوبيا، وعبدالله عبدالله يوسف احمد رئيس جمهورية الصومال الفدرالية، وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية. وقال "يسعدني كثيرا ان ارحب بكم في بلدكم الثاني السودان وان انقل لكم تحيات وترحيب الشعب السوداني الذي يسعده ان تنعقد القمه الثالثه لتجمع صنعاء للتعاون على ارضه متمنيا لكم اقامه طيبه وعمل موفق ولحسن الطالع ان تنعقد هذه الدوره بعد اقرار ميثاق انشاء التجمع في العام الماضي باديس ابابا وان نلتقي بالخرطوم تحت ظلال بشريات السلام في السودان". وأضاف الرئيس السوداني " ان توقيع الاتفاق النهائي للسلام في جنوب البلاد سينهي سنوات طويله من الحرب والاقتتال بين ابناء الوطن الواحد وسيقود الى مرحلة جديده من العمل الجاد والمتصل من اجل ترسيخ السلام والامن في ربوع السودان خاصه وفي القرن الافريقي وجنوب البحر الاحمر عامه ثم الانطلاق لجني ثمار السلام امنا واستقرارا وتنمية مستدامه في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية". وأكد الرئيس البشير " ان الانتقال من حالة الحرب الى السلم يفتح افاق واسعة لتوجيه الجهود والموارد للتنمية فالسودان يزخر بموارد طبيعية وثروات كامله وعمالة ماهرة وواعيه وبحلول السلام يكتمل شروط الانطلاق للتنمية الكبرى في البلاد". واوضح أن الحكومة السودانية بذلت اقصى الجهود والاهتمام لأطفاء نار الفتنه في اقليم دارفور فقد اعتمدت الحكومه منهج الحوار والتحلي بالصبر سبيلا لحل كافة المشاكل ولذلك حرصنا على المشاركه بوفود رفيعة المستوى في مباحثات ابشي وابوجا وانجمينا واديس ابابا رغم ان الطرف الاخر ظل يماطل ويضع العراقيل امام التوصل لاتفاق سلام يحقن الدماء . وشدد الرئيس عمر البشير بان السلام الذي يعم السودان سوف ينعكس خيرا على جيرانه وخيرا على الاوضاع في مجمل الاقليم ومن هنا كانت سعادتنا بنجاح الاخوة في الصومال الشقيق في التوصل الى اتفاق سلام انهى النزاع والاقتتال وافضى الى قيام البرلمان وانتخاب الرئيس وتعيين رئيس الوزراء. وأكد وقوف السودان إلى جانب الصومال من اجل تضميد الجراح وتمكين الوحده الوطنية واعادة اعمار البلاد والحفاظ على وحدتها وارساء دعائم الاستقرار فيها تمهيدا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية حتى يعود للصومال دوره الفاعل في الاقليم . وقال الرئيس السوداني لقد طرحنا في لقاءاتنا مع بعض القيادات وزعماء الدول الصديقه والمقتدره اقتصاديا الذين زاروا السودان مبادرة لعقد مؤتمر لمنطقة القرن الافريقي وجنوب البحر الاحمر اسوة بمؤتمر البحيرات العظمى بهدف تحقيق السلم والامن والتنمية والتكامل الاقتصادي والحكم الرشيد والديمقراطية وحقوق الانسان وقد رحب اولئك القاده والزعماء بهذه المبادره وعبروا عم استعدادهم لدعمها ونأمل ان يرى هذا المؤتمر النور. وفي ختام كلمته أكد الرئيس عمر البشير رضاء بلاده التام عن مسيرة تجمع صنعاء ولكن نتطلع الى مزيد من الجهد لتفعيل اجهزته ودفع عجلة التعاون بين الدول الاعضاء ومؤسساتنا الرسمية والشعبية وصولا لتنمية حقيقه في الاقليم. كما ألقى رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي كلمةا الى اهمية تجمع صنعاء ودوره الفاعل في ارساء الامن والاستقرار للدول الاعضاء في التجمع ولمنطقة القرن الافريقي وجنوب البحر الاحمر. واستعرض في كلمته الجهود المبذوله في تسوية النزاعات فيما بين دول المنطقة والمساعي الجارية لإخماد لهيب الفتن والحروب، والانتقال بشعوب دول المنطقة الى حالة السلم والامن المنشودة وتجنيبها الويلات والمآسي التى تنعكس بآثارها على الامن والاستقرار الاقليمي. من جانبه ألقى فخامة الرئيس الصومالي عبدالله يوسف كلمة عبر فيها عن سعادته للمشاركة في أعمال قمة الخرطوم لدول تجمع صنعاء، ليناقش مع إخوانه في قادة دول التجمع الهموم التي تواجه المنطقة وسبل تقوية التعاون الإقليمي بين شعوب ودول منطقة القرن الإفريقي وجنوب البحر الأحمر . وأشاد بالموقف الموحد والمسؤول من قادة وحكومات دول التجمع تجاه القضية الصومالية وإرساء الإستقرار في ربوع الصومال ، وتقديم الدعم اللازم حتى تم تشكيل حكومة صومالية فدرالية جديدة أخذت على عاتقها مهمة إعادة بناء الصومال. معبراً عن إمتنان الشعب الصومالي لهذه المساعدة الأخوية الصادقة من قبل اليمن والسودان وإثيوبيا من أجل إيجاد سلام دائم ورعاية اللاجئين الصوماليين، ما عزز أكثر العلاقات بين بلدان وشعوب المنطقة ويوفر فرص الإندماج والتكامل. ونوه الرئيس الصومالي إلى أهمية مواصلة دعم الصومال وإنشاء صندوق الدعم الجديد لمساعدة الشعب الصومالي لتمكينه من بناء مؤسسات الدولة الجديدة . إلى ذلك، أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية " ان تجمعا مثل تجمع صنعاء يعتبر خطوة إستراتيجية هامة نحو تحقيق التنمية والاستقرار والسلام لهذا الجزء المنتمي من المنطقة الاوسع التي تضم دول عربية واسيويةوافريقية". وأضاف "انه من حسن الطالع ان هذا الاجتماع يتناسب مع مناسبتين اولاهما التقدم نحو السلام في السودان، وثانيهما التقدم الثابت نحو الاستقرارفي الصومال. وقال "ان تجمع صنعاء يشكل خطوة استراتيجية مهمة في حوض البحر الاحمر وهو ما يهتم به جيرانكم في بقيت حوض هذا البحر، وكما يهتم به جيرانكم فيما يتعلق باثار التنمية والاستقرار علي مجتمعاتهم، ومن ثم فان الجامعة العربية وهي منظمة لها وجة افريقي بصفة قاطعة لايسعها الا ان تتابع هذا التطور المفتوح وهذا التنظيم الذي ينتظر ان يرحب بدول اخرى". وأشار عمرو موسى إلى أن القمة العربية التي ستعقد في الجزائر في مارس القادم سوف يكون على جدول أعمالها بندا رئيسيا هو التعاون العربي الافريقي، كما سيكون على جدول اعمالها مسألة الصومال واعادة بنائه. وأوضح " ان الجامعة العربية تلعب دورا رئيسيا في اعادة الاعمار في كلتا الدولتين الصومال والسودان، وهي اليوم متنبهة تماما الي الابعاد الاستراتيجية لتجمع صنعاء، وعازمة على التعاون معه والاستفادة من الابعاد التي يطرحها للاستقرار والتنمية والبناء واحلال السلام ". وأكد امين عام جامعة الدول العربية ان هذا الإجتماع سيكون بداية للتعاون البناء بين الجامعة ودول تجمع صنعاء ومع دول القرن الافريقي بصفة عامة.