جدد الرئيس على عبد الله صالح التأكيد "لكل من يرغب أن يلتحق" بتجمع صنعاء "بأن هذا التجمع مفتوح أمام أي دولة، سواء كانت في شرق أفريقيا أو آسيا للانظمام إليه ". جاء ذلك في كلمة ألقاها اليوم الاثنين في الجلسة الافتتاحية للقمة الخامسة لتجمع صنعاء المنعقدة في أديس أبابا، مؤكداً في مستهلها: "إن الصومال اليوم تمثل هما كبيرا لجميع دول تجمع صنعاء"، ومعرباً عن شكره "للسيد" مليس زيناوي " والشعب الإثيوبي، الذي وقف بجدية إلى جانب الحكومة الشرعية الصومالية "، منوهاً إلى أنه "كان البعض يقول بأن ذلك يمثل تدخلا في الصومال ونحن نقول إن ذلك تم بدعوة من الحكومة الصومالية الشرعية التي طلبت الدعم الإثيوبي" . ودعا الرئيس صالح إلى شراكة حقيقة في الجانب الاقتصادي وإنشاء سوق مشتركة ستعزز من مكانة التعاون بين دول التجمع. وأضاف الرئيس صالح " نجدد الدعوة لكل من يرغب أن يلتحق بهذا التجمع فهو مفتوح أمام أي دولة، سواء كانت في شرق أفريقيا أو آسيا للانظمام إليه ". وشدد الرئيس على تبادل المعلومات والتنسيق في ما بين دول التجمع ولما فيه خدمة الأمن والاستقرار في المنطقة"، وقال "هناك جانب يتعلق بالأمن، فالأمن يرتبط بالتعاون الاقتصادي خاصة والعالم من حولنا يغلي و هناك أحداث متسارعة سواء في منطقة القرن الإفريقي أو المنطقة عموما ، ولهذا لابد من تواصل جهودنا وتنسيق التعاون بين دولنا وبما يحفظ الأمن والاستقرار فيها وفي المنطقة والعالم ". وقال رئيس الجمهورية: نحن شركاء مع إفريقيا في تقديم الدعم للحكومة الصومالية وسوف نقدم المزيد من الدعم لما فيه إحلال الأمن والاستقرار في الصومال وأدعو بهذه المناسبة ألأسرة الدولية لعقد مؤتمر دولي لإعادة بناء ما دمرته الحرب في الصومال وكذلك إعادة بناء مؤسسات الدولة الصومالية وإذا لم ندعم نحن الحكومة الشرعية فإن الصومال سيكون بؤرة من بؤر الإرهاب مثلما حدث في أفغانستان خاصة وان الإرهابيين يتدفقون يوما بعد يوم" وقد بدأت اليوم بالقصر الجمهوري بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا أعمال مؤتمر القمة الخامس لقادة دول تجمع صنعاء للتعاون. "اليمن – وإثيوبيا – الصومال – والسودان " بحضور الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية وفخامة الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان ودولة ميلس زيناوي رئيس الوزراء بجمهورية إثيوبيا الفيدرالية والرئيس وعبد الله يوسف أحمد رئيس الحكومة الانتقالية الصومالية. وتابع الرئيس على عبد الله صالح كلمته بالقول" إننا نتطلع للخروج من هذه القمة بنتائج أكثر ايجابية من اجل أن نواصل السير قدما باتجاه تحقيق شراكة حقيقية بين دول تجمع صنعاء". وأضاف " إننا ستلتزم بكل قرارات الجامعة العربية بما يتعلق بالصومال وما فرضته من التزامات علينا وسنوفي بهذه الالتزامات تجاه الصومال الشقيق وسنقدم الدعم الفوري لبناء القوات الصومالية وما نستطيع أن نقدمه لإعادة بناء مؤسسات الدولة الصومالية ومطاراتها وطرقها وذلك في إطار إمكانياتنا المتواضعة . ان العالم ايها الأخوة مشحون بالتطورات والأحداث وعلينا أن تتكاتف جهودنا من أجل مقارعة الإرهاب ، فالإرهاب آفة خطيرة تمس بأمن الشعوب ولابد ان تتظافر جهودنا الإقليمية مع الجهود الدولية لمقارعة ومكافحة الإرهاب. وتابع فخامته قائلا " إننا نتطلع بأن كل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين دول تجمع صنعاء ستجد طريقها للتنفيذ وعلى الجهات ان تعمل من اجل تحقيق هذه الغاية كما ان اجتماعنا في عدن قد أقر إنشاء سكرتارية والتي عليها ان تتابع كل قرارات القمم سواء في صنعاء اواديس ابابا او الخرطوم والانتقال بها الى الواقع العملي " وكان السيد ميلس زيناوي رئيس الوزراء بجمهورية إثيوبيا ألقى كلمة عبر فيها عن شكره لفخامة الرئيس على عبد الله صالح على كل ما قام به خلال رئاسته لقمة تجمع صنعاء وما بذلته اليمن من جهود من أجل إنجاح هذه القمة. وقال :" نعبر عن امتنانا الكبير للرئيس علي عبد الله صالح الذي كان مرشداً لهذا التجمع منذ ان التقينا في آخر قمة, والنتائج التي تحققت هامة ونحن ملتزمون بما توصلنا إليه بحكمة الرئيس علي عبد الله صالح وقيادته التي تم بها قيام هذا التجمع, ونؤكد أن روح التعاون بين دولنا سوف تستمر في السنوات القادمة ". وأضاف :" إن دور اليمن دور كبير وهام في سبيل تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في التجمع فضلا عن ما تبذله من جهود لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي وجنوب البحر الأحمر . كما ألقى فخامة الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان كلمة استعرض فيها الجهود التي بذلتها حكومة السودان من أجل إحلال السلام سواء في الجنوب أو في دارفور أو في شرق السودان كما نوه الى أن ما تحقق من تطورات في الصومال تمثل بداية مرحلة لاستقرار هذا البلد الشقيق ..مؤكدا العزم على استكمال مسيرة السلام في السودان ودعم جهود إحلال السلام والاستقرار في الصومال. وأشاد الرئيس السوداني بما حققه تجمع صنعاء للتعاون من نجاحات خلال الفترة الماضية منذ تأسيسه ..مؤكدا حرص السودان على دعم هذا التجمع من أجل الوصول الى تحقيق كافة غاياته. كما أشاد بما تم التوصل إليه على الصعيد الفلسطيني بالتوقيع على اتفاق مكة بين حركتي فتح وحماس .. مؤكدا على أهمية دعم جهود الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق أهدافه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف. في حين ألقى الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد كلمة أشاد فيها بما بذلته اليمن ودول تجمع صنعاء من جهود من اجل إحلال السلام في الصومال . وقال :" إن دخول الحكومة الشرعية الى مقديشو يمثل بداية مرحلة جديدة في تاريخ الصومال وإحلال السلام والاستقرار فيه" . ودعا الرئيس الصومالي بقية دول الجوار في منطقة القرن الأفريقي للانضمام الى تجمع صنعاء للتعاون ،مشيرا الى تطلع شعوب دول التجمع إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء وصولا إلى تحقيق الشراكة المنشودة ، وبما يخدم غايات البناء والتنمية ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة . واستعرض الجهود التي تبذل حاليا الحكومة الانتقالية من اجل إعادة بناء مؤسسات الدولة الصومالية وتعزيز مسيرة الوفاق والوحدة الوطنية في الصومال.. داعيا المجتمع الدولي الى تقديم المساعدة للصومال بما يتناسب مع التطورات التي تشهدها الصومال حاليا ويمكن الحكومة من إعادة اعمار ما دمرته الحرب ، وبناء مؤسساته الدفاعية والأمنية، لما من شأنه تعزيز قدرة الصومال على إحلال السلام فيه وخدمة الأمن والاستقرار الإقليمي. وعبر الرئيس الصومالي عن التطلع إلى الخروج من هذه القمة بنتائج تلبي تطلعات شعوب دول التجمع . بعد ذلك قدم الرئيس على عبد الله صالح تقريرا عن ما تم إنجازه على صعيد دول التجمع ومؤسساته منذ انعقاد القمة السابقة وفي مقدمة ذلك تعزيز جهود التجمع الداعمة للحكومة الانتقالية وكذلك تفعيل الجهود الرامية الى تطويع الأوضاع في الصومال بالإضافة الى ما تم التوقيع عليه من قبل وزراء الخارجية (اللجنة التنفيذية) على إتفاقية إنشاء مقر وسكرتارية التجمع خلال اجتماعات أديس أبابا في شهر يوليو 2006 .. موضحا ما قامت به اليمن من جهود على صعيد تعزيز التعاون بين دول التجمع وما تم التوقيع عليه من اتفاقيات ومنها اتفاقية التعاون الجمركي والبرنامج التنفيذي وبروتوكول التعاون في مجال الشباب والرياضة ومذكرة التفاهم حول اللجنة الثقافية والاجتماعية والاتفاق على استكمال مشاريع الاتفاقيات والبروتوكولات الأخرى وتجهيزها للتوقيع بصورة نهائية خلال مؤتمر القمة الخامس للتجمع في أديس أبابا المنعقدة حاليا والتي سيتم التوقيع عليها وهي الاتفاقيات التالية: - اتفاقية إنشاء مقر وسكرتارية التجمع اتفاقية إنشاء مقر مركز الثروة الحيوانية اتفاقية التجارة الحرة بروتوكول التعاون في مجال المناطق الحرة اتفاقية التعاون في مجال الشؤون المالية والمصرفية وقال الرئيس في تقريره :" تم الاتفاق على استمرار النقاش بين مؤسسات التجمع المعنية حول عدد من الموضوعات المتصلة بالتعاون المشترك وخاصة في المجالات الآتية: إعداد دراسات شاملة في مجال البحرية والنقل إعداد دراسة لمشروع لائحة تأسيس لمجلس رجال الأعمال المشترك إعداد دراسة لمشروع ربط دول التجمع باتصالات موحدة والمطروح من الجانب السوداني . بعد ذلك قدم الجانب الإثيوبي تقريرا عن أعمال اللجنة التحضيرية التي انعقدت في إطار التحضير لانعقاد قمة تجمع صنعاء في دورته الخامسة. عقب ذلك عقد القادة الأربعة اجتماعا مغلقا استكملوا فيه مناقشة القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة والمتصلة بتعزيز التعاون والشراكة القائمة بين الدول الأعضاء في التجمع ..بالإضافة إلى التشاور إزاء التطورات الجارية على الساحة الإقليمية وفي مقدمتها التطورات في منطقة القرن الإفريقي وتطورات الأوضاع في الصومال .