سبأ نت - تحقيق /إبراهيم الروني -جهاد البابلي السياحة إحدى أهم الموارد الاقتصادية المساهمة في زيادة الدخل القومي للدول , فهي الثروة التي لا تنضب إذا ما تم استغلالها بالشكل الأمثل..وبلادنا تتمتع بمقومات سياحية هائلة فهناك المناطق الأثرية والمحميات الطبيعية التي يندر وجودها في مكان أخر ،وأكثر من 183 جزيرة عذراء زينة بشواطئ جميلة من أنظف الشواطئ العالمية بطول 2500 كيلومتر ..فضلا عن العديد من المناطق السياحية التي تعد متحفا مفتوحا يحتوي على مقومات طبيعية ومعالم أثرية وتاريخية تعود إلى مختلف الحقب التاريخية . والعملية السياحية ليست مجرد تمنيات او تنظيرات ولكنها أمن و استقراروبنية تحتية سياحية كاملة وترويج سياحي متميز غير أن عدم اعتماد السياحة على أهم مرتكزاتها الأساسية كالاستقرار الإداري الذي يسهل وضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات طويلة المدى بصورة أكثر وضوحا وفاعلية أوجد نوعا من الضبابية في تنفيذ تلك الخطط والبرامج السياحية . كما تعرفنا في جولتنا الاستطلاعية من المختصين في قطاع السياحة والجهات ذات العلاقة على واقع السياحة في بلادنا وما يتمتع به هذا القطاع الهام من مقومات ومناخ سياحي واعد بالخير ، ناقلين انطباعات عدد من السياح الأجانب حول المنتج السياحي اليمني. المناخ السياحي لعل ما تزخر به بلادنا من تنوع بيئي وحياتي ومناخ سياحي متميز الى جانب الكنوز التاريخية والأثرية المنتشرة في كل منطقة من أرض اليمن ما بين موقع مندثر، ومعلم بارز يقاوم الزمن والسقوط وعوامل الطمس والانمحاء وأخرى مد قوته إما في الصخور والكهوف الجبلية أو في باطن الأرض تحت الأنقاض والمطمورة بين الرمال هذا التنوع البيئي والغني التاريخي فضلا عن المناخات السياحية الطبيعية الخلابة التي تتمتع بها اليمن سياحيا فلدينا الجزر اليمنية العذراء والممتدة على شواطئي نقية تحمل في طياتها العديد من الشعب المرجانية الطبيعية ، وهذا الكم الهائل من المقومات السياحية تجعل السوق السياحي في بلادنا ذو جاذبية قوية لانتعاش السياحة. كما ان المحميات الطبيعية ذات التنوع الحيوي وما تحتويه من أعشاب طبية وحيوانات نادرة تمثل نقله كبيرة في جذب السياح ليها. وتشير الدراسات الحديثة ان السوق اليمني مازال واعدا باستقطاب عدد كبير من الأفواج السياحية ذات الاهتمامات السياحية المختلفة . تسويق السياحة اليمنية تشهد صناعة السياحةاليمنية حاليا نموا متسارعا مع تطور الأعلام واستخدام شبكة الإنترنت بهدف الدخول الى سوق السياحة ، و يسعى مجلس الترويج السياحي الى تنفيذ حملات ترويج مكثفة في القنوات والصحف السياحية المتخصصة في الأسواق الأوروبية لعرض سوق السياحة اليمنية دوليا، وفي هذا الجانب يقول الأخ / طه المحبشي المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي بوزارة الثقافة والسياحة:" مجلس الترويج السياحي له خطة سنوية من ضمنها عمل دعاياتإعلانية في القنوات الفضائية والصحف والمجلات المتخصصة بالسياحة فضلا عن أقامه العديد من المعارض السياحية في مختلف الدول العربية والأوروبية فضلا عن التعاقد مع عدد من شركات العلاقات العامة في الدول الأجنبية لتسويق المنتج السياحي حيث تم التوقيع مع شركة دستنيشن لترويج السياحة اليمنية في السوق الإيطالية والتوقيع مع شركة العلاقات العامة في السوق الفرنسية لترويج المنتج السياحي اليمني وتعيين شركات علاقات في كلا من السوق الألمانية واليابانية، كما يستضيف مجلس الترويج السياحي صحفيين وإعلاميين من مختلف الأسواق السياحية العربية والدولية للتعريف على المنتج السياحي اليمني ونقل صورة حقيقية للبلاد وما تنعم به من آمن وآمان واستقرار. وأضاف المحبشي: إن المجلس الذي يمثل 75% من أعضائه من القطاع الخاص استضاف في شهري مارس وأبريل الماضيين فريق إعلامي من قناتي الفوياج (السفر) الفرنسية والرايم المشهورة في السوق الإيطالية. ونوه المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي ان المجلس يدرس موضوع الإعلانات السياحية في القنوات الإعلامية المميزة مثل قناتي الجزيرة والعربية وقناتي ال(بي.بي.سي) و(السي.إن.إن) العالمية بهدف نقل صورة حقيقية عن واقع السياحة اليمنية والأمن الذي يلتمسه السياح الوافدين الى بلادنا وتسويق المنتج السياحي اليمني عبر الإعلانات والترويج الخاصة بذلك إضافة الى المشاركات الدولية في الأسواق السياحية في برلين وميلانو ودبي وأسواق جديدة في اليابان وروسيا. الأمن والاستقرار شهدت السياحة في اليمن طفرة كبيرة مؤخرا بفضل استقرار الأوضاع الأمنية والأمان، حيث تدفق عدد كبير من الأفواج السياحية من مختلف الجنسيات العربية والاجنبية. كما تبين الإحصائيات الصادرة من وزارة الثقافة والسياحة ان القطاع السياحي شهد انتعاشا ملحوظا حيث بلغ عدد السياح خلال العام الماضي 273ألفا و732 سائحا لتصل بذلك العائدات السياحية الى أعلى مستوى لها منذ ثلاثةأعوام سابقة حيث وصلت الى 214 مليون دولار مقارنة بنحو 139.29 مليون دولار في عامي 2002 و2003م. وبدوره توقع نبيل الفقيه وكيل وزارة الثقافة والسياحة لقطاع السياحة في هذاالجانب أن يشهد العام الحالي زيادة في عدد السياح خاصة في مجال السياحة البينيةالعربية ..لافتا الى ما تشهده مدينة المكلا من طفرة نوعية في السياحة الوافدة من دول الخليج نتيجة لما تشهده هذه المدينة من نموا كبيرا في البنية التحتية المتصلة بالسياحة. ألف ليلة وليلة "أنا معجبة جدا باليمن وبطبيعتها الخلابة التي سحرتني والابتسامة المشرقة التي نشاهدها في أهلها الطيبون"..وبعد لحظة صمت ....تخلتلها نظرة تأمل عميقة لمدينة صنعاء القديمة ومبانيها الثابتة في جذور التاريخ .. قالت:" لقد سحرتني هذه المدينة التاريخية وأتمنى العيش فيها بقية عمري فرغم عمرها المديد الا أنها ماازلت محافظة على رونقها وجمالها .. فالحياة في السوق كما يحكى في قصة ألف ليلة وليلة". صاحبة تلك الشهادة السيدة أنجي ماير إحدى السائحات الألمانيات اللاتي زرن بلادنا مؤخرا .. التقينا بها أثناء تجولها بصنعاء القديمة برفقة عدد آخرمن السياح الألمان للتعرف على انطباعاتهم حول مستوى السياحة الذي لمسوه في بلادنا. كما تحدث بيتر هلموت رئيس جمعية الصداقة الألمانية اليمنية عن ما لفت انتباهه أثناء تجوله في مدينة صنعاء القديمة ومأرب وحضرموت وتعز وغيرها من المناطق قائلا: "لقد زرت أكثر الدول العربية لم أجد أطيب من الشعب اليمني لقد استقبلنا هذا الشعب بكل حب وسعادة واصفا إياه بالمضياف". ووعد بيتر بان ينقل صورة طيبة وجميلة عن هذا البلد وما يتمتع به من أمن وأمان واستقرار. ويطرح عدد من السياح آرائهم في أن تكون الفنادق السياحية مبنية بنمط كل منطقة أثرية فمدينة صنعاء يجب ان تكون فنادقها سياحية أثرية وان تبتعد عن النمط الفندقي الحديث لكي يعيش السائح في جو تاريخي. السياحيه وقانون الاستثمار منح قانون الاستثمار ضمانات ومزايا عديدة للمستثمر في القطاع السياحي ويقول الاخ عبدالكريم مطير رئيس الهيئة العامة للاستثمار:" إن قانون الاستثمار السياحي منح المستثمرين إعفاءات كاملة من الرسوم الجمركية والضريبية، فضرائب الأرباح للمشاريع التي توجد في المدن الرئيسية بحد أدنى سبع سنوات وفي المناطق التي تبعد أكثر من 25كيلومتر من مراكز المدن الرئيسية تسع سنوات وأحيانا تصل الى 16 سنة وفقا للشروط والضوابط التي حددها القانون". وتشير الإحصائيات الرسمية الصادرة من الهيئة العامة للاستثمار أن عدد المشاريع السياحية المسجلة لدى الهيئة منذ تأسيسها عام 1992م حتى مارس 2005م بلغت 687مشروعا بتكلفة قدرها 151 مليون و483 ألفاً و317 ريالاً لتوفر22الف فرصة عمل فضلا عن إنشاء أكثر من 5000 فندق سياحي ذات مستويات مختلفة. السياحة الثقافية هي المسيطرة في حين تتمتع بلادنا بكل عناصر ومكونات المنتج السياحي دون استثناء كالمناطق الأثرية والمحميات الطبيعية وجزرا طبيعية عذراء متزينة بشواطئ هادئة وجميلة ذات بريق ساحر فضلا عن المناطق السياحية التي تعد متحفا مفتوحا يحتوي على مقومات طبيعية ومعالم أثرية وتاريخية تعود الى آلاف السنين. الا ان ما يتم استغلاله من هذه المقومات السياحية الطبيعية يمثل جزء خجولاومتواضع متر كز في السياحة الثقافية فقط حسب قول الاخ الوكيل لقطاع السياحة الذي اكد ذلك بقوله: "البيئة اليمنية تتمتع بكل عناصر ومكونات المنتج السياحي دون استثناء فهناك السياحة الجبلية ، والعلاجية ، والبحرية ، والغوص ، وركوب الأمواج ، فضلا عن سياحة المهرجانات والتسوق ، والطيران الشراعي ، وسباق الصحراء ، والمؤتمرات لكن للأسف الشديد ما هو مستغل من هذه المقومات السياحية يمثل جزء خجول ومتواضع يرتكز على السياحة الثقافية التي تمثل 15% بينما تمثل الأنواع الأخرى من السياحة 85% من سوق الطلب العالمي." وأضاف: أن الحركة السياحية الثقافية تضل لها بعدها ولها مرتاديها لكن ليست هي الأساس..وعلية نعمل على تهيئة المناخ الملائم لاستيعاب جيمع الأنواع السياحية الأخرى وفق الاستراتيجية الوطنية للسياحة. الإدارة تشتت السياحة مما لاشك فيه أن القطاع السياحي في بلادنا ما يزال يحتاج الى برامج وآليات وخطط للترويج للمنتج السياحي اليمني وكذا تطوير وتوسيع مرافق البنىالتحتية لهذا القطاع الهام باعتباره من أكثر القطاعات المدرة للدخل القومي لاشتماله على ثروة من التراث الإنساني والحضاري..الا ان غياب الاستقرار الإداري لهذا المنتج الحيوي أوجد نوعا من الضبابية في تنفيذ الخطط والبرامج السياحية. هذا ما أكده الاخ نبيل الفقيه وكيل وزارة الثقافة والسياحة لقطاع السياحة بقوله: لتهيئة اليمن سياحيا بالشكل المطلوب يجب أن يكون هناك استقرار في الإدارة السياحية..فتشتيت هذا القطاع في عدة جهات(كالهيئة العامة للتنمية السياحية ومجلس الترويج السياحي والهئية العامة للسياحة) يوجد نوعا من الضبابية في تنفيذ الاستراتيجيات والخطط والبرامج وآليات دخول سوق السياحة الدولية على المدى الطويل .. مشيراً إلى وجود لوائح وتشريعات تتلاءم مع الوضع السياحي المرتقب لليمن. الأمل بحجم الموجود الحاجة الان الى لمسات فنية من قبل القائمين على هذا القطاع،الواعد بالخير والمالك للأمل بحجم جمال البلد وأهله وهوائه وترابه وموروثة الحضاري والثقافي والفني .