إلا ان حالته بدأت تستقر نوعا ما بعد أن اكتشفت والدته ان مادة الغاز هي الحل الوحيد لتهدأة اضطرابات وهيجان طفلها البالغ من العمر ثمان سنوات حاليا وذلك بعد ما رأته ذات يوم وهو يضع فمه في فوهة اسطوانة الغاز وظل يمتص منها الغاز بصورة تدعو الى الحيرة والقلق معا.. وهو ما زاد من حيرة اسره الطفل عبد الوهاب من محافظة حجة واصبحت امام خيارين احلاهما مر اما توفير اسطوانة غازبشكل يومي ، او تركه هائما داخل المنزل او خارجه كالوحش يكسر ويدمر كل شئ يقع في يده. وحسب رواية الأب/حسين علي نصار البالغ من العمر اربعين عاما من أبناء مدينة حجة وله ( ستة اولاد) .. لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) فأن ولده يتعاطى الغاز منذو سنة ونصف وذلك عن طريق وضع انبوبة البلستيك الممتدة من اسطوانة الغاز في فمه ويقوم بإستنشاق الغاز وكأنه مدمن للشيشه (المداعه) أو لمادة مخدرة . ويفيد الأب إن ولده تعرض عقب ولادته لنقص حاد في الاكسجين أستدعى نقله الى المستشفى حيث تم إعطائه الأكسجين وظل تحت الجهاز الاصطناعي نحوعشرين يوما وبعدها اعيد الى المنزل في حالة شبه مستقرة الا انه كان يرفض الرضاعة من والدته. وكشف ان الطفل تعرض خلال الثلاث السنوات الاولى من عمره لالتهابات حادة في الحلق أعقبها حالة تشنجات وتصرفات غير طبيعية مادفع الأسرة إلى نقله للعلاج في المستشفى عدة مرات ، ورغم ذلك ظلت التشنجات مستمرة، .. مضيفا إن والدة الطفل رأته وهو في سن السادسة رأته وهو يضع فمه ويمتص مادة الغازمن الاسطوانة بشكل مخيف وبنهم شديد ، وفي كل مرة تحاول ابعادة عن اسطوانة الغاز يصرخ وينفعل ويؤذي اخوانه ويكسر كل شئ يقع تحت يده ، لتضطربعد ذلك اسرته ان تعطيه كل يوم اسطوانة غازليمتص ما بداخلها من غاز حتى يشعر بالهدوء والارتياح. ويرجع الأطباء الذين أشرفو على الطفل في حجة سبب هذه الحالة إلى عامل نفسي فقط .. مؤكدين إن فسيولوجية الطفل ليست مختلفة عن أي إنسان وينبغي سرعة عرضه لطبيب نفسي والإلتزام بتعليماته . في حين يشخص الدكتور/عبدالله عبدالوهاب الشرعبي/ رئيس قسم الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى الثورة العام بصنعاء هذه الحالة بأنها نوع من التعود ونوع من الإدمان على هذه الماده مثله مثل أي شخص يتعاطى المخدرات أو كما هو الحال لبعض العاملين في ورشة النجارة الذين يتعودون على رائحة الغراء واستنشاقها ويظلون ساعات طويله يشتمون تلك الرائحة حتى أصبحو مدمنيين لها ولا يستطيعون الإبتعاد عنها أو غيرها من حالات الادمان بما فيها تعاطي العقاقير الطبية من غير رأي الطبيب وبغير معرفة باضرارها وخطورتها وفي مقدمة ذلك العقاقير المهدئة ومنها( الديزبام) الأمر الذي يجعل متعاطيها مدمنا على استخدامها ولا يستطيع الإبتعاد عنها . ويوضح الدكتور الشرعبي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية ( سبأ) ان الطفل اصبح معتادا ومدمنا على إستنشاق الغاز خصوصا في ظل تسهيل ومساعدة الأسرة على ذلك مايجعله عندما لا يعطى هذه الماده او يحرم منها يتحول لإرتكاب تصرفات غير طبيعية .. مؤكدا ان هذا النوع من الإدمان وغيرها من حالات الإدمان يمكن معالجته من خلال سرعة إدخال المريض إلى المستشفى للرقود في مصحة خاصة بمكافحة الإدمان والبقاء مدة كافية من الوقت بعيدا عن المادة التي ادمن تعاطيها وتحت إشراف الأطباء المختصين وتعطى لها بعض المهدئات للسيطره على الهيجان حتى يعود المدمن إلى حالته الطبيعية .