لطالما كانت الحياة في عيني كحقل أخضر زُين بالأزهار، كما كان الشباب كتلك العصافير المغردة تصدر أجمل الألحان لتبث في هذا الحقل روح الحياة و الوجود، كانت أشعة الشمس تحضن زهيرات الحقل كأم رؤوم تحنو على أطفالها ،وكان فيها الكوخ قصر نير لكن.......لحظة...... أين غابت تلك الشمس وأطفئ النور؟ لماذا ذبلت تلك الأزهار ومات الحقل؟ أين راح الشباب بعد أن كانوا يمنحون الحياة لذلك الحقل؟ أحقاًََ ما يقولون؟! لماذا غدا الكون سجناً مظلماً؟ أحقاً ما يقولون؟! أحقاً اتبعوا ذلك الدجال الذي يعدهم بالفرحة والأحلام؟ أحقاً صدقوا تلك الأوهام؟ كيف لإبرة أو ذرات غبار اختبأت خلف اسم المخدرات أن تمنحك السعادة و الهناء؟ لماذا لا نبدأ بالإعمار؟ أين ذهب الشباب؟ سواعد الوطن صارت أداة في يد كذاب؟ ؛يستغلها ويسرق روحها؟ أهذا هو الصواب؟! يدعون أنها تأخذهم إلى عالم الحياة ،تراهم يتناقلون تلك العناكب السامة في المجالس يدفعون كل ما يملكون لقاءها؛ وإبرة يحقنونها في أجسادهم تنسيهم عذاب الحياة. تنسيهم ما حل بالعراق تنسيهم فلسطين وحائط البراق! صرخة استغاثة الأقصى وثورة الليبيين التي ملأت الأجواء! أهذا هو الصواب أن ننسى ونترك كل شيءٍ وراء ظهورنا؟!
أرى أماً تبكي على زهرة الشباب ابنها بعد أن ملأت عينيها صورتهُ في عناوين الصحف......"شابٌ فارق الحياة إثر إبرة مخدرات حقنها بشكلٍ خاطئ" قف.....انتظر لماذا مات ذاك الشاب؟؟ أكانت إبرة خاطئة؟ أم سم أفعى قاتلة؟ هذا شابٌ آخر فارق الحياة....... و آلاف يموتون جراء تلك اللفافات كل عام ،يشعلونها ينفخون فيها والنتيجة فورية و في الحال ؛ سيقال عنك أحسن الرجال! (هذا ما يدّعون و يقولون!) أهذا هو الصواب أن نلقي أنفسنا في النار؟ لماذا بُدلت قيمنا وعاداتنا؟ أحقاً ما يقولون أن التطور والتحضر في الحياة يُأخذ من أولائك الذين يدعون أنهم أرقى وأعلم الناس، أولائك الذين كانوا يفرقون الألوان و الأعراق بعد أن ساوت بينها الأديان؟ نتعلم منهم الرذائل و الأوهام؟! أم أنهم ملوا أجدادنا الأبطال،فقرروا احتلال عقول شبابنا الأخيار؟ يغزونها كالجيوش الجرارة تفتح غرناطة و قرطبة.....آاه أين حدائق الزهراء؟! أهذا هو الصواب أن نضيع ما مات من أجله الأجداد؟ متى...متى نستعيدُ الأندلس وأمجاد بين النهرين و مصر والحجاز؟! أين جهد صلاح الدين وأولائك الأحرار؟ أم أن ضياع روح الأيوبي التي تنادي و تبحث عن مجيب في أروقة معابد القدس بات شيئاً اعتدنا عليه؟ أين فتوحات الأمويين والراشدين؟ أهذا هو الصواب؟؟ أين الكبار؟ أين الأمهات والآباء؟؟ ((مستقبلنا في أيديكم، لا تغفوا عنا،أحمونا بمآقيكم، نبقى بها غصناً أخضر، حبة قمح تصبح بيدر،نبني أمجاد هذا الكون ونعيده منيراً زاهياً مع حبنا أبنائكم)) أوليسَ هو الصواب؟ إلى كل شابٍ و أمٍ و أبٍ إلى كل طفلٍ عربيٍ ومسلم أما آن لنا أن نستيقظ من تنويم مغناطيسي بات أعوام؟ أما آن لنا أن نفتح أعيننا للحظة ، لنرى ما يحل باليمن ؟ أما آن لنا أن ندفع كل باطل عن خير المرسلين؟ أم أنكم رضيتم ،بل قبلتم بالمزيد؟ يمصون دمائنا كعلقة سوداء شرد أطفالنا و نسائنا ، هل نسيتم غزة و لبنان؟ ما زالا جريحين يناديان سلكوا كل الطرق،بذلوا كل مستحيل لينسوننا عروبتنا قيل عن دين السلام الإرهاب بعينه العرب مشردون،أسرى و التهمة "معتدي إرهابي و قاتل " طبعا كيف له أن يرفع حجرة صغير في وجه دباباتهم الكبيرة؟! يا لسخرية الأقدار! أين العرب؟ أين الشباب؟؟
أرضيتم ما يفعله ذاك المارد المكار؟! أما آن الأوان لنستيقظ؟ أما آن الأوان لنستجيب؟ ((أليسَ هذا هو الصواب؟؟!))