رغم البعد بينهما تفكيرا وطريقة ومنهجا، إلا أنهما يشتركان في أنهما يشكلان خطرا على مصر. هذان النقيضان هما : المتطرفون الإسلاميون ، وبقايا النظام السابق ومؤيدوهم . يشكل المتطرفون خطرا لأنهم إن أخطأوا الحسابات وتوقعوا أن مجيء رئيس ذي توجه إسلامي يشكل فرصة لهم ليطبقوا بعض آرائهم التي يعتبرونها دينا وما عداها لا علاقة للدين به ؛ إن فعلوا ذلك فإن مرسي لن يكون أمامه خيار سوى تطبيق القانون عليهم ، وهو ما سيشكل لهم مفاجأة خصوصا إن كان بعضهم يتوهم أن مرسي سيقر تصرفاتهم ، وخطورة كل ما سبق يتمثل في اعتبار بعض هؤلاء كل من يطبق بحقهم القانون عدوا تجب محاربته وخطرا تجب إزالته. ويشكل بقايا النظام السابق خطرا لأنهم سيحاولون اللعب بمعونة جهات لا يجهلها عاقل ، وسيكون من ضمن خططهم إبراز أخطاء المتشددين المحسوبين على التيار الإسلامي ليوهموا المجتمع أن هذه نتيجة ترشيحهم لرئيس اسلامي، مركزين على وضع كل الإسلاميين في سلة واحدة، وحين يعجزون عن التغرير بالمتشددين لتنفيذ ما يريدون ، فإنهم حينها لن يعدموا من يظهر بلحية تبلغ سرته ولا يشترط أن يكون من المصلين ليرتكب ما يشوه صورة الإسلاميين. هذه السطور تكتب ونحن نقرأ عن شكوى تقدم بها والد عن قتلة ابنه ، مدعيا أنهم اعترضوا طريقه باسم الحسبة وتغيير المنكرات ، وكونه مع فتاة لا تحل له فتلك جريمة ، ليتطور الأمر إلى جريمة قتل . وأيا تكن حقيقة المسألة ... فإن القاتل لن يخرج عن أحد الفريقين السابقين : غر مخدوع ، أو مخادع مأجور، وفي كلتا الحالتين يكون المصريون كلهم وليس رئيسهم فقط أمام اختبار حقيقي ليثبتوا أنهم أكبر من أن يعكر صفو حياتهم الساذجون أو يسرق فرحتهم الماكرون. ويكون الإسلاميون أمام اختبار مضاعف .. فهل يثبت الإسلاميون أنهم الأكثر إدراكا لما يحاك لهم فيقطعوا الطريق على من يريد استخدام بعض من يحسب عليهم، أو دس من يراد له أن يرتكب الفظائع باسمهم. فعلها المصريون من قبل وفاجأوا الذين انتظروا معركة داخلية تحطمهم ، فهل يفعلها المصريون كلهم مرة أخرى فيفوتوا الفرصة على من يريد تكدير فرحتهم وشق صفوفهم؟ شخصيا أقول أنهم سيفعلونها ، لأن مصر أم الدنيا والأم لا تخدع كما يخدع الصغار . مصر أم الدنيا ... وهاهو ابن هذه الأم ورئيس أبنائها يعلن : أن تلك المجموعات الخارجة عن القانون ستعامل بكل حزم من قبل الأجهزة الأمنية. فشكرا له ابنا بارا بمصر ، وشكرا له رئيسا لأبنائها. خاص- سما الإخبارية*