مقابل دعم نظام الإخوان، الرئيس المعزول يتعهد لزعيم القاعدة بإقامة حكم طالباني في مصر وتفتيت القوات المسلحة واستبدالها ب"جيش حر". تداولت وسائل إعلام مصرية الحديث عن أربع مكالمات أجراها الرئيس المصري المعزول محمد مرسي مع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، اتفقا خلالها على دعم حكم الإخوان المسلمين مقابل تطبيق الشريعة على الطريقة الطالبانية في مصر. وتعهد مرسي والظواهري بتكوين خلايا جهادية داخل مصر لحماية نظام الإخوان وتكوين "جيش حر" تمهيدا لتفتيت الجيش المصري. وتحدث مرسي والظواهري عن تفعيل التعاون بين الرئاسة والإخوان من جهة والقاعدة من جهة أخرى لخلق خلايا داخل البلاد تحمي نظام الإخوان. وفي حال ثبوت إجراء هذه المكالمات فإن مرسي سيصبح عرضة للاتهام بالخيانة العظمى التي يعاقب عليها القانون المصري بالإعدام. من جهتها قالت شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية إن جماعة الإخوان المسلمين المتشددة تخوض ما وصفته بالمعركة السياسية المستمرة مع الحكومة الحالية للسيطرة على مصر، مضيفة نقلا عن خبير أن بقاء مرسي في الحكم كان سيؤدى إلى طالبان جديدة في مصر. وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن مصير الجماعة المحظورة غير واضح، كما أن الولاياتالمتحدة قلقة من صلتها بالمتطرفين الإسلاميين. ونقلت فوكس نيوز عن توفيق حميد، الخبير بالتطرف الإسلامي بمعهد بوتوماك للدراسات السياسية، والذي كان عضوا سابقا بالجماعة الإسلامية قوله إنه لا ينبغي أن تستغرق واشنطن في التفكير بأن الإخوان جماعة معتدلة. وأضاف "حميد" أن الإخوان يعملون على أربع مراحل: الدعوة وتقاسم السلطة ثم السيطرة عليها واستخدام العنف لتطبيق الشريعة، طالما لم يصل الإخوان إلى المرحلة الرابعة، فإن كثيرين، ولاسيما في الغرب، لن يعترفوا بالتهديد الذي يمثلونه لأنهم ظلوا يرونها جماعة سلمية. ويعتقد "حميد" أن الإخوان يدعمون سرا الجماعات الجهادية، ويقولون إنهم لا يقومون بعملهم القذر بأنفسهم، بل يمكن أن يطلقوا الجهاديين ولا ينخرطوا بأنفسهم في الأعمال الإرهابية، وتحدث عن أن الرئيس المعزول محمد مرسي رفض التدخل الفرنسي في مالي ضد الجهاديين، ويرى أن الإخوان يستطيعون الحديث كثيرا عن السلمية ويخدعون الكثير في الغرب. وأضاف "حميد"، مؤلف كتاب "داخل الجهاد.. فهم ومواجهة الإسلام الراديكالي"، أن الإخوان أفرطوا في الثقة بعد انتخاب مرسي، واعتقدوا أن حزبهم سيظل في السلطة دائما. ويمضى "حميد" قائلا إن تلك الثقة المفرطة أدت بكثير من قيادات الإخوان إلى الاسترخاء وبدء الحديث مع البعض من أمثال أيمن الظواهري وآخرين، وأكد "حميد" ختاما أن الفريق عبد الفتاح السيسي ومعه الجيش كان محقا في عزل مرسي، وقال إنه لو لم يفعل ذلك، لكان في مصر طالبان أخرى.