احتجاب الصحف المستقلة والحزبية.. ورئيس مجلس الشورى يطلب الاجتماع مع رؤساء التحريرالقاهرة - 'القدس العربي' لم تصدر أمس الثلاثاء احدى عشرة صحيفة مستقلة وحزبية، فيما عدا 'الشعب' لسان حال حزب العمل الذي يترأسه زميلنا وصديقنا مجدي أحمد حسين والتي ذهبت بعيدا جدا في تورطها لمساندة الإخوان والسلفيين، حيث بدا واضحا انها تعيد للأذهان تورطا سابقا لها، عندما أيدت نظام البشير، وقالت ان الديمقراطية لها عدة وجوه، منها تعدد الأحزاب، وعدم تعددها ايضا، لمجرد ان البشير رفع راية الإسلام، ولا أريد التوسع اكثر من اللازم في هذه السقطة التي هم على وشك ان يكررونها الآن وهو ما لا يليق أبدا بتاريخ مؤسس الحزب صديقنا الراحل والملاك الذي كان يمشي على الأرض، إبراهيم شكري، واستغلت الحكومة الفوضى الحالية وقامت برفع أسعار الكهرباء في المنازل تنفيذا لأحد شروط صندوق النقد الدولي وإثباتا لحسن نواياها. كما أكد مجلس القضاء الأعلى انه سيتلقى أي طلبات من القضاة وأعضاء النيابة العامة بالرغبة في الاشتراك في الإشراف على الاستفتاء والموافقة عليها، وهو إجراء روتيني، لأن موافقته ضرورية، وأعلن المستشار الزند، رئيس نادي القضاة ان موقفهم واضح من رفض الاشتراك وضرورة إلغاء الإعلان الدستوري، وكانت النيابة قد وزعت قبل أيام من إعلان موافقة الرئيس على الدستور استمارات على اعضائها بأن يكتبوا رغباتهم إذا كانوا يودون في الاشتراك أم لا، حتى يعرفوا من يعارض ومن يؤيد. وواصل الإخوان المستشاران، أحمد مكي وزير العدل، ومحمود مكي نائب الرئيس، الحملات الداعية إلى إقناع القضاة وأعضاء النيابة بالتخلي عن رفضهم الإعلان الدستوري ومسودة الدستور، وللأسف فهو نفس الاسلوب الذي كان يستخدمه خصمهما وزير العدل أيام مبارك المستشار ممدوح مرعي عندما كانا هما من قادة تيار الاستقلال - كما قام كل من شيخ الأزهر وصديقنا الفقيه والمفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا، والمستشار حسام الغرياني رئيس اللجنة التأسيسية للدستور ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، بالدعوة لحوار وطني، وللأسف، هذه محاولة غير لائقة ليكونوا رأس حربة لحساب ديكتاتورية الإخوان، والذي يدهشني هو موقف الدكتور العوا وحماسه داخل لجنة الدستور، ثم اشتراكه في المحاولة الحالية، وكان عليه ان يستقيل من اللجنة وينأى بنفسه وتاريخه عنها، وعن أي دور يلعبه لحساب الجماعة، وديكتاتوريتها التي تفرضها باسم الدين، اللهم إلا إذا كان قد بدأ العمل بالمثل الشعبي، أنا وابن عمي الإخواني على المعارضين. أيضا اهتمت الصحف بالمسيرة التي ستتجه بعد صلاة العصر الى قصر الاتحادية حيث مقر الرئيس، منطلقة من مسجد رابعة العدوية في حي مدينة نصر ومن مسجد النور بالعباسية وجامعة عين شمس، للإعلان عن رفض الإعلان الدستوري والاستفتاء على الدستور. والمؤتمر الذي تم تنظيمه على عجل في نادي الجلاء للقوات المسلحة عن القوات المسلحة والشرطة جناحا الأمن للأمة، وذلك ليؤكد فيه وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي ووزير الداخلية اللواء احمد جمال الدين ان لا دخل للجيش والشرطة بالسياسة أو الانحياز الى أي فريق وأنهما يعملان على حماية الشعب المصري وتأمينه، وألقى المفتي الدكتور علي جمعة محاضرة، والهدف هو إقناع الشعب بخطأ الاتهامات لهما بالانحياز للإخوان، كما نفى وزير الداخلية في تصريحات أخرى الاتهامات بعدم حماية مقر المحكمة الدستورية العليا، وأنه اصبح يعمل لحساب الإخوان ودليله على النفي ان الوزارة تتعرض للاتهامات بعدم حماية مقرات حزب الحرية والعدالة. وإلى شيء من أشياء عديدة عندنا: مرسي يخوض معارك استئصال ونبدأ بتوالي ردود الأفعال التي تزداد عنفاً والتي بدأت بإعلان الدستور ثم الانتهاء من سلق الدستور، وقد شاهدت إخوانيا خفيف الظل نسيت اسمه في برنامج تليفزيوني قال رداً على هجوم ضيف آخر ووصفه للدستور بأنه مسلوق. - الله، وماله المسلوق، ده حتى كل الأكل المسلوق مفيد للمعدة. ونبدأ من 'الأخبار' - القومية - يوم الأحد التي نشرت مقالا للإخواني محمد السروجي المستشار الإعلامي لوزير التربية والتعليم الإخواني هو الآخر، فقال: 'مجبراً وبطلا دخل الرئيس مرسي مع بقايا نظام مبارك معارك تكسير العظام من النوع الشرس، الذي جند له بقايا النظام على المستوى المحلي والإقليمي والدولي كل الأدوات المشروعة وغير المشروعة الديمقراطية والاستبدادية تحت شعار 'الغاية تبرر الوسيلة'، الغاية هي إسقاط الرئيس مرسي وحكم الإخوان والتمكين لبقايا النظام الساقط مبارك، والوسيلة هي بعض النافذين في المؤسسات السيادية للدولة بغطاء إعلامي كثيف مدعوم بالمال السياسي الحرام وتنفيذ ميداني لفرق البلطجة من الاشقياء والمسجلين خطر والخارجين على القانون الذين حرقوا المدارس ومقرات حزب الحرية والعدالة وأزهقوا أرواح الشهداء جيكا وإسلام مسعود. مرسي والإخوان والمربع الإسلامي كاملا يخوضون معارك الاستئصال الأخير لبقايا فرق مبارك في كل مؤسسات الدولة المصرية التي جاءت على عين جهاز الاثم والعدوان - أمن الدولة المنحل - مؤسسات في الغالب فاسدة مفسدة تم التغلغل فيها والقبض على مفاصلها ببطاقة مرور أمنية أو مالية غير نظيفة'. وهكذا غير في المثل الدارج، مجبر أخاك لا بطل بأنه حذف كلمة لا، لزوم المقال. كم من الجرائم تتم في الساحة باسم مصلحة الأوطان أما زميلنا الإخواني المسكين عصام السباعي فصاح قائلا: 'لا يوجد أمامنا سوى ثلاثة حلول، الأول الدخول في متاهة كبيرة من عدم الاستقرار لن يحققها تراجع الرئيس عن الإعلان الدستوري ومشروع الدستور أو استمراره في نفس الطريق دون تغيير، فالنتيجة التي يريدها البعض هي أولا إسقاط الرئيس نفسه، وثانيا: الاحتكام للشعب من خلال الاستفتاء، وثالثا: أن يصبح الرئيس كما يقولون ديكتاتورا بمعنى الكلمة ولنر ماذا سيقول السادة الناصريون إذا فعل الرئيس محمد مرسي في 2012 ما فعله الرئيس عبدالناصر في مارس 1954! وكم من الجرائم تتم في الساحة باسم مصلحة الأوطان والحقيقة أنهم ليسوا سوى مدعي ثورة وباسم الوطن نذبح الوطن!'. ما شاء الله - ما شاء الله - عبدالناصر وهكذا غير مسبوقة بخالد الذكر؟ أما محظور سابق صحيح، وحاكم حاليا. 'اللي اختشوا ماتوا'! وبعده قالت زميلتنا الجميلة ثناء أبو الحمد. بعد أن أثنت على الرئيس: 'صدق المثل الشعبي الشهير 'اللي اختشوا ماتوا' فهو ينطبق بحذافيره على رئيس وزراء الرئيس المخلوع الفريق أحمد شفيق الذي فر هارباً إلى الإمارات العربية، ومن هناك يتحفنا من خلال القنوات العربية بتحريضه للشعب المصري ضد الرئيس الدكتور محمد مرسي ولا أدري ما هي الأسباب التي تمنعه من العودة لمصر، هل يعتمد على طيبة الشعب المصري أم يغازل إخواننا المسيحيين الذين تنتابهم مخاوف لا مبرر لها في الحقيقة فمصر وطن لنا جميعاً وغير حقيقي ما يشاع من افتراءات حول حكم الإسلاميين، فالرئيس مرسي ونحسبه صادقاً وعد بالمواطنة للجميع والمساواة بين الأديان وحرية ممارسة الشعائر، الرئيس الدكتور محمد مرسي استمر في عملية التطهير ومارس حقوقه المسئولة ولا تلتفت لكل الفلول وعلى رأسهم الفريق الهارب مراسل الفضائيات اليومي'. تشبيه مرسي بأنه مثل نظيم شعراوي في فيلم 'النوم في العسل' ومن المعروف أن صديقنا نجم النجوم عادل إمام أدى دور بهجت الأباصيري، وأبوه الفنان الراحل كان نظيم شعراوي، الذي استعان به، في نفس اليوم الأحد، زميلنا ميلاد زكريا في 'الوطن' لمهاجمة الرئيس، كما استعان بعادل إمام في فيلم 'النوم في العسل'، فقال: 'وقف الدكتور نظيم شعراوي وزير الصحة أمام كاميرا التليفزيون المصري ليطمئن الشعب المصري الذي أصبح 'ما يعرفش' وليؤكد للجميع أننا بخير وأن كل ما يحتاجه المصري أن يقف أمام المرآة ويقول لنفسه 'أنا كويس أنا زي البمب أنا زي الحديد'، وهكذا أصيب الشعب المصري بالجنون في فيلم 'النوم في العسل' بسبب حكمة الدكتور نظيم شعراوي في التعامل مع الشعب 'اللي حصلت عنده قفلة'، وبعد 17 سنة من رحيل الدكتور نظيم شعراوي عن وزارة الصحة تولى محمد مرسي منصب والي خليفة الله في أرض مصر، لكنه سار على النهج الصالح لسلفه الدكتور شعراوي فعندما أراد 'مرسي' أن يطمئن شعبه خرج على التليفزيون المصري وقال بمنتهى الهدوء والابتسام والحنية إن ما يحدث الآن في البلاد 'حالة صحية'، يقول الدكتور نظيم شعراوي: قصدي الدكتور مرسي إن انسحاب المسيحيين من 'التأسيسية' لا يدعو للقلق وأساساً لا يوجد أي دليل على قلق المسيحيين من الوضع الحالي ونسي أن يضيف مثل نظيم شعراوي إن المستشفيات العامة لم تتلق أي حالات إصابة بالقلق لدى المسيحيين'. والفيلم كما هو معروف كان عن انتشار حالة غريبة أصابت رجال مصر - والعياذ بالله - العجز الجنسي المؤقت ولم يفرق بين مسلم ومسيحي، فلماذا يصيب المسيحيين الآن دون إخوانهم المسلمين؟ 'أخبار': دستورنا تم طبخه على نار هادئة ونختتم وجودنا في 'أخبار' الأحد مع زميلنا خفيف الظل عبدالقادر محمد علي الذي أحس بالضيق منها ومن السروجي وعصام بأن قال: 'لا أتفق مع الكثيرين ممن يرون أن الدستور الجديد مسلوق، أنا أرى العكس فالمسلوق معروف بأنه لا طعم له ولا رائحة تفتح الشهية، ولكن دستورنا تم طبخه على نار هادئة وتم تحبيشه وتظبيطه وتسبيكه بعناية فائقة فجاء لذيذ المذاق ذو نكهة مذهلة، واستحق الرضا والثناء من الفئة التي اشتركت في طبخه وأمضت 17 ساعة متواصلة بدون نوم ولا راحة لاتمام نضجه بالتصويت على مواده، فين بقى المسلوق يا متعلمين يابتوع المدارس؟'. وعبارة يا متعلمين يابتوع المدارس هي العبارة التي قالها الفنان سعيد صالح في مسرحية مدرسة المشاغبين التي أدى فيها دور مرسي الزناتي، للمدرسة سهير البابلي. مرسي يريد أن يهين القضاة ويعتدي على استقلالهم ونترك 'الوطن' حتى لا يصيبنا ما أصاب اصحاب النوم في العسل، ونتجه ل'أهرام' نفس يوم الأحد لنكون مع زميلنا حازم عبدالرحمن أحد مديري تحريرها، وقوله: 'الواقع أن الرئيس مرسي بعناده وتشبثه بموقفه من الإعلان الدستوري يريد أن يهين القضاة ويعتدي على استقلالهم بالإضافة الى وجود تناقض في قراره بعد عمل الجمعية التأسيسية للدستور لمدة شهرين وتحصينها ضد الحل ثم نفاجأ بها تنتهي من إعداد مشروع الدستور الجديد في يوم بليل وهو ما يعني وجود خروج على القانون لأن الأعمال المنافية للقانون عادة تتم بليل على رأي الاستاذ هيكل، ويتصور الرئيس أنه اصبح أمامه مخرجاً من الأزمة الخاصة بالإعلان الدستوري المشئوم وما ترتب عليه من استفزاز القضاة وشعورهم بالعدوان على استقلالهم ويتمثل هذا المخرج في انتهاء اللجنة التأسيسية من صياغة مشروع الدستور الجديد وتوقيعه ثم عرضه على الشعب لمناقشته وأخيراً طرحه للاستفتاء العام فإذا وافق الشعب عليه وجرت خلال ستين يوما من إعلان النتيجة انتخابات مجلس الشعب فإن الإعلان الدستوري يسقط من تلقاء نفسه كما قال مرسي'. أرادت الجماعة أن تدير مصر لا أن تحكمها ونشرت 'الأهرام' في نفس العدد مقالا آخر لصاحبنا صلاح سالم وقوله ساخرا من الإخوان: 'أرادت الجماعة أن تدير مصر لا أن تحكمها، أن تهندس للمستقبل البعيد بغية السيطرة عليه بدلا من التصدي للواقع الراهن خشية الوقوف في أسر تناقضاته وفي هذا السياق وحده يمكن فهم مغزى الإعلان المسمى دستورياً، فالرئيس يحصن قراراته الماضية والمستقبلية، لعدة أشهر فقط حيثما يتم انتخاب برلمان جديد وهي فترة يراها الرئيس 'قصيرة' ولكن ما سكت عنه أنها أيضاً فترة 'خطيرة' يتم فيها كتابة الدستور، وانتخاب البرلمان ومن ثم تشكيل الحكومة وصياغة معالم المستقبل ولا أعلم هل يجهل سيادته و يتجاهل حقيقة أن أيام الدول تكون بوزنها وليس بعددها وأن مفاصل أزمنتها وما تحويه من لحظات تحول انتقال قد لا تستغرق شهورا ربما تفوق انسياباتها التي يسودها الهدوء والاستمرار ولو كانت سنوات وعقوداً؟! وهل عرف التاريخ ديكتاتورية مقننة أو استبدادا مؤقتا؟'. عن أي شريعة تتحدثون وأنتم تخدمون الخارج؟! ونترك 'الأهرام' إلى 'صوت الأمة' الاسبوعية المستقلة حيث أخذنا رئيس تحريرها زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل الى زاوية ليقنعني بما يلي ومساعدته في نشره في التقرير، وهو: 'عن أي شريعة تتحدثون وأنتم خدم للأمريكان وجنود لأعداء الأمة والإسلام، يفرح بكم أوباما وتفرح بكم هيلاري ويثني شيمون بيريز على حكمة رئيسكم مرسي ويصفه بأنه 'رجل دولة' فقد حل الرجل المنتدب من مكتب الإرشاد الى قصر الرئاسة محل مبارك يؤدي وظيفته نفسها ويلصق 'تيكيت إخواني' على البضاعة نفسها ويقصد خداع البصر، كان المخلوع أعظم كنز استراتيجي للإسرائيليين وبدأ مرسي من حيث انتهى مبارك وكرر في أيامه الأولى ما فعله مبارك في أيامه الأخيرة وصار رجل الإخوان أعظم كنز استراتيجي للأمريكيين، وتدفقت عليه مدائح الأمريكيين والإسرائيليين فهو يؤدي المهمة المطلوبة شعبياً من حشود جماعته وعلى الطريقة ذاتها الموروثة عن مبارك وهي عدم المساس بعجل أبيس، أي عدم المساس بكامب ديفيد، عن أي شريعة وعن أي إسلام يتحدث مرسي وتتحدث جماعته وهم أبناء البؤس نفسه الموروث عن المخلوع بحل مليارديراتهم محل مليارديرات مبارك ويهدرون مال الدولة ليضيفوه الى خزائنهم ويسلكون سبل العصابات المحترفة وينتصرون لرأسمالية المحاسب ويواصلون سياسة 'يسرقونا ويشحتوا علينا' ويعرضون البلد في سوق النخاسة ويرفض رجلهم مرسي تنفيذ أحكام القضاء بإعادة الشركات الصناعية المسروقة - باسم الخصخصة، الى ملك يمين الشعب ويجعلون يد مصر هي السفلى تتسول هبات أمراء الخليج العملاء لإسرائيل وأمريكا أو هبات تركيا العضو في حلف الأطنلطي، وأتحدى مرسي وجماعته أن يعلنوا ميزانية مؤسسة الرئاسة الآن وهم لن يفعلوا تماماً كسلوك مبارك الناهب السارق للبلد، والذي حول البلد ومواردها، الى تكية وعزبة خاصة لعائلته وتماما كما تفعل جماعة الإخوان الآن والتي تحول الكذب عند قادتها من عادة إلى عبادة وخانت الوطن والشعب وشريعة الإسلام وغلبت منطق الغنيمة على مقاصد الشريعة'. أسعى يا مؤمن وخدلك سواك بدل الثعبان الأقرع ما يجري وراك! وبعد ان انتهى من كلامه لي سحبني كاتب الجريدة الساخر، محمد الرفاعي بعيدا عن عبدالحليم، ليسمعني مداعبة عن خالد الذكر حتى لا يسمعها منه قنديل الناصري المتشدد، اعتمادا على ديمقراطيتي، فقال: 'على طريقة خالد الذكر، الراجل اللي فضل يقول زنجة زنجة، لحد ما اتزنق زنقة منيلة، والعيال الصيع قعدوا يتصوروا جنب جتته، الذي كان يطلع من خلف سور باب العزيزية مثل كوز الدرة ليخطب في أنصاره وأتباعه وميليشياته أصحاب الرايات الخضراء ويعلن انه سوف يطارد الشعب الليبي الصايع الذي لا يستحق سيارته دار، دار، شجة شجة لحد ما يطلعوا على مرسى مطروح يبيعوا شباشب وشربات في سوق ليبيا، خرج علينا الدكتور محمد مرسي أمام قصر الاتحادية ليخطب في أنصاره وأهله وعشيرته وكل مشايخ، أسعى يا مؤمن وخدلك سواك، بدل الثعبان الأقرع ما يجري وراك، وأصحاب الذقون الطويلة والمتوسطة وكل المقاسات بالصلاة على النبي، ويعلن بمناسبة عاشوراء مع مناسبة شيعية أن الإعلان الدستوري المقدس لحماية الثورة، وعلى طريقة خالد الذكر مع انه لسه متلقح في طرة لحد دلوقتي الراجل الديكتاتور الذي مازال يلعب في مناخيره خرج الديكتاتور الجديد الذي رفعه المشايخ الى مرتبة الآلهة وبالتالي فلا يجوز الرجوع عن القرارات المقدسة الشريفة ليعلن تحصين الجمعية التأسيسية للمشايخ والسلفية الهاطلة أساساً ومجلس شورى الجماعة لصاحبه الحاج فهمي الفاقد لشرعيته والأهم، تحصين قرارات سيادته السابقة واللاحقة وكل من له نبي يصلي عليه يا كفرة يا مجوس، وعلى طريقة الراجل اللي مش خالد الذكر ولا نية مولانا الحاج نابليون الذي أعلن أنا الدولة، والدولة أنا، أعلن سيادة الرئيس نفسه ديكتاتوراً مؤقتاً لمدة شهرين فقط وعندما اعترضت القوى الوثنية عبدة الأصنام وأنه لا يمكن قبول الرئيس الديكتاتور خاصة بعد الثورة إلهي يحرقها بجاز ولو ليوم واحد، خرج شعب مصر الحقيقي المناضل من مشايخ أفقه شومة يا شيخ، خليه يفرفر ويدوخ، ومشايخ هاتي بوسة يا بت في مظاهرات عارمة لتأييد الرئيس مع ان العالم المحترم لا يعرف مثل هذه المظاهرات الذي يعرفها فقط هي الدول المنحطة سياسياً'. ابن الشيخ القرضاوي يهاجم مرسي والإخوان ومن 'صوت الأمة' الى 'اليوم السابع'، مع الشاعر والكاتب يوسف عبدالرحمن، ابن الشيخ يوسف القرضاوي، والذي لا نملك إلا أن نوجه إليه التحية، على استقامة مواقفه وانسجامها مع آرائه وتمسكه بالديمقراطية ومقاومة الديكتاتورية، بخلاف مواقف والده، الذي أيد في بيان للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ديكتاتورية الإخوان، عبدالرحمن قال وأنعم بقوله: 'نحن نسيء الظن في قرارات الدكتور مرسي للأسباب التالية السبب الأول: لأننا قرأنا عشرات التجارب الاستبدادية في التاريخ ووجدناها تبدأ بمثل ما فعله الرئيس مرسي. السبب الثاني: لأننا لا نفهم معنى آلية اتخاذ القرار التي اعتمدها الرئيس!، فقد عين مستشارين محترمين ثم فوجئنا بهم كخيال المآتة لا يعرفون شيئاً عن الإعلان الدستوري وبدأوا بتقديم استقالاتهم واحدا تلو الآخر، مما يؤكد انه صدر بليل وأنه إجراء لابد من التراجع عنه. السبب الثالث: ان الرئيس أصدره بطريقة توحي بالاستبداد فقد ألقاه علينا من عل ثم لم يبذل أي جهد في شرحه للأمة وحين تحرك لشرح الإعلان الدستوري تحرك بشكل شديد السوء أمام جمهور يجعله معزولا عن غالبية المصريين، إننا أمام رئيس غير حكيم وحد أعداءه من أقصى اليمين الى أقصى اليسار، وتأخر في اتخاذ قرار التراجع وقبل ان يستقوى على المصريين بأنصاره فقط، لقد أساء الرئيس بإصدار الإعلان الدستوري وأسوأ ما يمكن أن يفعله الآن أن يكون طريق الخروج هو طرح الدستور للاستفتاء، اللهم إنا نسألك العفو والعافية!'. مرة أخرى له كل التقدير رغم أي خلاف معه، لأن المطلوب هو الثبات على الإيمان المطلق بالديمقراطية، اما قوله ان مستشاري الرئيس قدموا استقالاتهم واحدا بعد الآخر، فمن فعلوها قلة والأغلبية الانتهازية لازالت في مواقعها. 'التحرير': عار على مصر! وبمناسبة الانتهازيين، وأشباههم طلب مني زميلنا وصديقنا ورئيس التحرير التنفيذي ل'التحرير' إبراهيم منصور ان أسمح له بكلمة يوم الاثنين جاء فيها: 'عار على مصر أن يقف رئيس الجمعية التأسيسية الذي شارك في تفصيل مشروع الدستور على مقاس الإخوان وحلفائهم يبكي في شكل تمثيلي هزلي، عار على مصر مشاركات شخصيات في الجمعية التأسيسية كانت تدعي انها الثورة ضد النظام السابق فإذا بها تدافع عن دستور مشبوه والعمل لصالح جماعة وليس لصالح الوطن، عار على مصر مشاركة احدى الشخصيات التي كانت تعمل في خدمة النظام السابق ورجال أعماله، هرول الى وزارة احمد شفيق ثم يصبح خادماً للجماعة، كما كان يفعل لصالح النظام السابق ويدعي انه ممثل الكنيسة بعد انسحابها من الجمعية التأسيسية، عار على مصر ان يحتفل رئيس بتسلمه مشروع الدستور في غياب فصيل مهم في المجتمع المصري وهم الأقباط كأنه يدشن لدولته الإخوانية الدينية، عار على مصر رعاية حكومة الإخوان ووزارة داخليتها بأوامر من مكتب الإرشاد بمحاصرة المحكمة الدستورية، ومنع قضاتها من دخول المحكمة للحيلولة دون نظر قضايا، عار على مصر أن يكون محمد مرسي في قصر الاتحادية'. وإبراهيم يقصد المستشار حسام الغرياني، الذي تحشرج صوته تأثرا وهو يذكر كلمة الشهداء، لكنه لا يبك، فبكيت نيابة عنه، أما الذي قال انه يمثل غياب المسيحيين فهو محمد الصاوي رئيس حزب الحضارة. مرسي رئيس للاخوان والسلفيين ولما أردت التحول الى قضية أخرى، احتج زميلنا وصديقنا ب'الأهرام' ورئيس حزب الجبهة الدكتور أسامة الغزالي حرب ولأني اعطيت إبراهيم فرصة لأنه ناصري، ومنعته لأنه من الإخوان ويريد أن يقول عنهم: 'أثبت د. مرسي انه ليس فقط رئيس الإخوان المسلمين وحلفائهم من السلفيين الذين تم حشدهم بمئات الألوف من خلال تمويل هائل مريب، ليلعنوا ويسبوا ويكفروا كل من يعارض رئيسهم، والآن، فان مصر بفضل قيادة مرسي انقسمت على نفسها كما لم يحدث في تاريخها الحديث على الإطلاق الى معسكرين متنافرين متضادين، يقف مرسي على رأس احدهما في مواجهة الآخر مسجلا بشكل قاطع، لا ليس فيه عجزا عن إدارة شئون البلاد، مناصباً السلطة القضائية كلها العداء، ومستفزا ومتحديا لكل قوى التقدم والاستنارة في مصر التي تعطيها وزنها وقيمتها وريادتها، وعاجزا عن حل مشكلاتها الجسيمة والمزمنة ليلقي على عاتق الشعب مزيدا من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية، بكلمة واحدة، لقد فشل الرئيس مرسي في إدارة شئون البلاد، وفي أن يقنع المصريين بأنه رئيسهم جميعاً، ولم يعد هناك خيار أمام الشعب وأمام قواه الثورية الحية سوى ان يسأنفوا ثورتهم، مصرين على تحقيق أهدافها في العيش والحرية والكرامة الإنسانية. عشنا وشفنا: كل ما صدر ويصدر عن الرئيس من الأعمال السيادية وإلى المعارك والردود، ونبدأها من يوم الأحد مع زميلنا في 'المساء' ورئيس تحريرها الاسبق، خالد إمام الذي كان يتابع الحوارات حول الدستور: وقال عن الدكتور ثروت بدوي استاذ القانون الدستوري: 'عشنا وشفنا فقيها دستوريا كبير السن والمقام كنت أحبه وأحترمه جدا، فإذا به ينقلب فجأة مائة وثمانين درجة ويقول ان كل ما صدر ويصدر عن الرئيس هو من الأعمال السيادية، يا دكتور يا كبير ناقص تقول للرئيس أحلام سيادتك أوامر وشخبطة أولاد حضرتك قرارات سيادية. - عشنا وشفنا تعليمات تصدر الخطباء المساجد بتأييد الإعلان غير الدستوري والدعاء للرئيس من فوق منبر رسول الله، للأسف، استمع الرئيس بنفسه لهذا التجاوز الذي اخترق كافة الاسقف وتجاوز كل الخطوط عندما شبه خطيب مسجد التجمع الخامس الرئيسي برسول الله، ولم يرده الرئيس إلا بعد أن استشاط المصلون ونددوا بالاستبداد فأمسك الرئيس بالميكروفون ولام الخطيب وندد هو الآخر بالاستبداد. - عشنا وشفنا السفير رفاعة الطهطاوي يعلن في أغسطس 2011 بلسان عضو مجلس أمناء الثورة رفضه التام لإصدار إعلان دستوري جديد لأنه يعد نقضاً للإرادة الشعبية التي عبر عنها الشعب في استفتاء 19 مارس ثم عشنا وشفنا نفس السفير يؤكد قبل أيام وبلسان رئيس ديوان رئيس الجمهورية أنه لا تراجع عن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس قيد أنملة، ملعون أبو الدنيا إذا كانت بهذا المستوى'. تغير السياسة الامريكية تجاه مصر والعرب ونظل في نفس الدار 'التحرير'، التي تصدر عنها 'المساء' لنكون مع 'الجمهورية' ومدير عام تحريرها زميلنا خفيف الظل محمد أبو كريشة، وقد رفع البطانية فجأة عن الإخوان المسلمين والسلفيين وقال وهو يشير إليهم في حالة تلبس مع أعداء الدين والوطن كما يقولون ويزعمون: 'الناس في مصر لا يدركون التغيير الجذري في السياسة الأمريكية - الإسرائيلية تجاه المنطقة العربية وتجاه مصر بالذات، بدأت واشنطن تغيير اللافتة لتصبح تنفيذ الأجندة الأمريكية - الإسرائيلية تحت راية إسلامية وهكذا يتحقق كل ما تريده واشنطن باسم الله وبلا مقاومة لأنه يتم بأيدي أهل الله 'بتوع ربنا' سواء علموا بذلك أو جهلوه فهم يريدون السلطة، وإطلاق أيديهم في شعوبهم ويبقى 'الريموت كنترول' في يد أمريكا لتقليب القنوات كما تشاء على طريقة أنت تلعب وأنا أكسب إعطاء الإسلام السياسي مساحة للحركة داخل أرضه تحت الإشراف والرعاية الأمريكية، يعني أنت تتمكن من السلطة وأنا أتمكن منك أنت، وبذلك تبدو حر الحركة داخل عبادتي!! هناك فكرة أو قناعة لدى الإسلام السياسي تصبح في المصلحة الأمريكية - الإسرائيلية وهي خفوت أو اختفاء فكرة الوطن في أدبيات الإسلام السياسي، فالأرض كلها أرض الله والمسلمون فيها سواء، والمسلم الذي يدخل أرضاً غير وطنه لا يعد غازياً ولا محتلاً، بل هذا حقه في أي بقعة من دولة الخلافة أو الأمة الإسلامية، بل من حقه أن يحكم بلداً غير بلده لأن المسلم ليس أجنبياً في أي أرض إسلامية، وأمريكا عانت كثيرا من فكرة الوطن والوطنية وكانت هذه الفكرة حجر عثرة أمام تنفيذ مخططاتها في إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الكبير، وسقوط الوطنية يساعد أمريكا وإسرائيل كثيرا في التخلص مثلا من مشكلة غزة'.