موقف بطولي.. مواطنون يواجهون قياديًا حوثيًا ومسلحيه خلال محاولته نهب أرضية أحدهم.. ومشرف المليشيات يلوذ بالفرار    إصابة مواطن ونجله جراء انفجار مقذوف من مخلفات المليشيات شمال لحج    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    للجنوبيين: أنتم في معركة سياسية تاريخية سيسقط فيها الكثير وتنكشف أقنعتهم    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    أقذر أنواع الحروب هي حرب الخدمات... بريطانيا وإسرائيل أشرف من الاحتلال اليمني    يوفنتوس يتوج بلقب كأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تسليم الجنوب لإيران "لا يجب أن يتم عن طريق دول الجوار"    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    أوقفوا هذا العار.. إعلان إسرائيلي غاضب ضد ''توكل كرمان'' بسبب تصريحاتها الجريئة عن حرب غزة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    عاجل: قبائل همدان بصنعاء تنتفض ضد مليشيات الحوثي وتسيطر على أطقم ومعدات حوثية دخلت القبيلة "شاهد"    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    الكشف عن ترتيبات أمريكية مؤلمة للحكومة الشرعية وقاسية على القضية الجنوبية    هل تتجه المنطقة نحو تصعيد عسكري جديد؟ كاتب صحفي يكشف ان اليمن مفتاح اللغز    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    نجل قيادي حوثي يعتدي على مواطن في إب ويحاول ابتزازه    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    بريطانيا تخصص 139 مليون جنيه استرليني لتمويل المساعدات الإنسانية في اليمن مميز    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    وزيرا المياه والصحة يبحثان مع البنك الدولي تمويل إضافي ب50 مليون دولار لمشروع رأس المال البشري مميز    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رصد لردود الأفعال العالمية إزاء عزل الجيش المصري لمرسي.. العرب يرحبون والغرب يعبر عن قلقه
نشر في المصدر يوم 06 - 07 - 2013

أثار بيان الجيش المصري الذي ألقاه وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي، مساء الأربعاء، بعزل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، ردود أفعال غربية وعربية متباينة، ما زالت تتوالى حتى اليوم.

وتباينات ردود الفعل تلك، ما بين رافض لتدخل الجيش واعتبار ما حدث «انقلاباً» عسكرياً مرفوضاً، مع الدعوة إلى التسريع بإعادة تسليم الحكم إلى المدنيين (معظمها هنا كانت مواقف رؤساء ومسؤولي دول غربية)، وبين مؤيد وداعم لهذا التدخل واعتبار ما حدث «تدخلاً مشروعاً» استجابة لإرادة الشعب، (ومعظمها هنا لرؤساء ومسؤولين عرب، برزت بشكل خاص من دول خليجية رافضة لاستمرار حكم الإخوان في مصر).

وبين هذين الموقفين المتباينين – إلى حدٍ كبير – كان هناك ردود فعل متحفِّظة، بعضها اكتفى بتهنئة الرئيس الجديد عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا، والذي نصّبه وزير الدفاع رئيساً مؤقتاً لمصر. بينما فضّل البعض التزام الصمت حتى مساء يوم أمس.

وإلى جانب ردود الفعل السياسية الصادرة عن جهات رسمية دولية، بدا التباين واضحاً أيضا في ردود فعل الصحافة الغربية عن الصحافة العربية أيضا، على رأسها الصحافة المصرية، وفقاً للنسق التبايني ذاته: بين رافضه ومؤيده..

• رصد ردود فعل أبرز المنظمات الدولية
مع أن مسؤولي أهم المنظمات الدولية انتقدوا في بياناتهم وتصريحاتهم ما يحدث في مصر، من خلال إعرابهم عن قلقهم لما يحدث، بعد تدخل الجيش بالإطاحة برئيس شرعي منتخب، إلا أنهم فضلوا إمساك العصا من النص، من خلال الإشارة أيضا إلى رغبة الشعب المصري والحث على التسريع بإعادة الحكم إلى سلطة مدنية، والحفاظ على الديمقراطية وحقوق الإنسان.

- الأمم المتحدة
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون عن قلقه إزاء تدخل الجيش المصري في الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، وقال إن الإطاحة برئيس مصر المنتخب أمر «مقلق»، مع اعتباره أن مطالب المتظاهرين المصريين «شرعية».

وقال مارتن نزيركي، الناطق باسم بان كي - مون، إن «عدداً من المحتجين المصريين عبّروا خلال احتجاجهم عن حرمانهم وقلقهم المشروع، في الوقت نفسه، يعد تدخل العسكريين في الشؤون كل دولة أمراً مقلقاً، ومن الأفضل تعزيز النظام المدني سريعاً وفق مبادئ الديمقراطية».

وأوضح بيان الأمم المتحدة أنه «في هذا الوقت الذي يسوده توتر شديد وعدم استقرار في البلاد، يكرر الأمين العام دعواته إلى الهدوء ونبذ العنف وإلى الحوار وضبط النفس»..، مضيفاً: «تبقى المحافظة على الحقوق الأساسية وحرية التعبير والتجمّع أمراً مهماً».

- الأمين العام للناتو
أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي، الجنرال أندرس فو راسموسن، هو الآخر عن شعوره ب»قلق عميق» إزاء الوضع في مصر، بعد أن أعلن الجيش عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي بعد احتجاجات شعبية حاشدة في الميادين.

وقال «راسموسن» في مؤتمر صحفي: «أشعر بقلق عميق من الوضع في مصر، وأدعو الجميع إلى ضبط النفس، والابتعاد عن العنف، واحترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق الأقليات وسيادة القانون، والعمل على تشكيل حكومة ديمقراطية مدنية تشمل جميع الأطياف في أقرب وقت ممكن».

- مجلس الأمن
قالت رئيسة مجلس الأمن الدولي، السفيرة روزماري ديكارلو، نائبة المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، والتي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للمجلس في شهر يوليو الجاري، إن جميع أعضاء المجلس يشعرون بالقلق إزاء الأحداث الجارية بمصر. وأضافت «لا أود الحديث باسم أعضاء المجلس في هذا الموضوع، ولكن من الواضح أن جميع الأعضاء يشعرون بالقلق إزاء الأحداث الجارية في مصر».

• الإتحاد الأوروبي
أما الناطقة باسم الاتحاد الأوروبي، فقد أكدت انحياز الاتحاد «إلى الشعب المصري والمطالب الشعبية من أجل التغيير السياسي والجهود الرامية إلى إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح».

وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في بيان صحفي «أتابع التطورات عن كثب في مصر، وأنا على علم تام بالانقسامات العميقة في المجتمع وبالمطالب الشعبية من أجل التغيير السياسي والجهود الرامية إلى التوصل إلى حل وسط».

وناشدت آشتون جميع الأطراف «العودة بسرعة إلى العملية الديمقراطية، بما في ذلك إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة، وصياغة دستور جديد للبلاد يكون ممثلاً لجميع مكونات المجتمع المصري، ومعبراً عن جميع أطيافه واتجاهاته حتى تتمكّن البلاد من استكمال التحول الديمقراطي».

وأضاف: «آمل أن تشمل الإدارة الجديدة الجميع، وأؤكد على ضرورة ضمان احترام تام للحقوق الأساسية والحُريات وحكم القانون». وشددت على إدانتها «لكافة أعمال العنف».

- الاتحاد الأفريقي
في رد فعله على إقالة رئيس شرعي منتخب، علق الاتحاد الافريقي مشاركة مصر في كافة أنشطته، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز».

وطبقا للأخبار المتداولة على نطاق واسع، رجح مسؤولون بالاتحاد الأفريقي، الذي سبق أن اعتبر، الخميس، أن عزل مرسي غير دستوري، تعليق الاتحاد عضوية مصر، بسبب عزل مرسي، وعدّ الاتحاد هذا الإجراء بأنه «غير دستوري».

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في الاتحاد الأفريقي رفض ذكر اسمه القول «سنتخذ الإجراء المعتاد، وهو تعليق عضوية أي دولة تشهد تغييرا غير دستوري».

وكان الاتحاد الأفريقي علق في مارس الماضي عضوية جمهورية أفريقيا الوسطى بعد أن أطاح متمردون بالحكومة، كما علق في السنوات القليلة الماضية عضوية كل من مدغشقر ومالي لأسباب مماثلة، إلا أنه عاد ورفع تعليق عضوية مالي فيما بعد.

الأمم المتحدة ومجلس الأمن والناتو يشعرون بالقلق.. والاتحاد الإفريقي يجمد عضوية مصر.. والجامعة العربية تؤيد بقوة
وأكد الرئيس الكيني أوهورو كينياتا موقف الاتحاد الأفريقي. وقال للصحفيين «لدينا بالفعل حكومة منتخبة وهي منتخبة من خلال عملية ديمقراطية مستوفية الشروط، ومن ثم فإن ما يحدث في مصر في الوقت الحالي يثير قلقا بالغا، ليس فقط بالنسبة لنا في أفريقيا وإنما يجب أن يكون مبعث قلق كبير لكل من يؤمن بالعملية الديمقراطية».

أما رئيس مجلس السلم والأمن الأفريقي رمضان العمامرة فقال: «نعتزم إرسال بعثة ونحث السلطات المصرية على بدء حوار».

- جامعة الدول العربية
أما الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، المصري الجنسية، فقد توجّه بالتحية والتهنئة إلى «الشعب المصري العظيم على تحقيق هذا الانجاز التاريخي الذى يهدف إلى تخطى مرحلة الأزمة والاضطراب التي عاشتها مصر خلال الفترة الماضية». وأضاف: «أنا على يقين بأن ما تشهده مصر اليوم هو لحظة تأسيسية فارقة في مستقبلها صنعتها الإرادة الحرة للشعب المصري».

• ردود فعل أهم الدول الغربية
بالمثل أيضا، مع أن تصريحات رؤساء ومسؤولي أهم الدول الغربية تضمنت هي الأخرى انتقادات واضحة، لتدخل الجيش بالإطاحة برئيس شرعي منتخب، واعتبارها مرفوضة، إلا أنها أيضا حاولت أن تتسم بالدبلوماسية والتوازن، من خلال الإشارة إلى رغبة الشعب المصري والحث على التسريع بإعادة الحكم إلى سلطة مدنية، والحفاظ على الديمقراطية وحقوق الإنسان.

- الولايات المتحدة
الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعرب أيضا عن قلقه، قائلاً: «نشعر بالقلق الشديد بسبب قرار القوات المسلحة المصرية الإطاحة بالرئيس مرسي وتعليق العمل بالدستور».

وأضاف: «أدعوا الجيش المصري إلى التحرك سريعاً وبمسؤولية لإعادة السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة بصورة ديمقراطية في أقرب وقت ممكن من خلال عملية شفافة وشاملة، وتجنّب أي اعتقال تعسفي للرئيس مرسي وأنصاره».

ولفت بالقول: «وعلى ضوء التطورات، أصدرت أوامري أيضا للوزارات والهيئات لمراجعة التداعيات تحت القانون الأمريكي لمساعداتنا للحكومة المصرية.» في الوقت الذي شدد فيه على ضرورة «سماع أصوات المتظاهرين سلمياً، بما في ذلك من رحبوا بالتطورات الأخيرة، ومن يدعمون الرئيس مصري».

أمريكا وألمانيا وبريطانيا وتركيا يرفضون تدخل العسكر ويدعون إلى سرعة إعادة الحكم لسلطة مدنية وترسيخ الديمقراطية والحفاظ على حقوق الإنسان
- بريطانيا والنرويج
كانت بريطانيا أكثر وضوحا برفضها تدخل الجيش المصري للإطاحة برئيس منتخب، وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون: «لم ندعم أبدا تدخل الجيش في أي دولة»، لكنه مثل غيره أيضا حاول أن يتعامل بدبلوماسية متوازنة، حين استدرك بالقول «لكن نحتاج حالياً في مصر أن تزدهر الديمقراطية، وأن يحدث انتقال ديمقراطي حقيقي».

وأضاف: «يجب أن يُشارك الجميع في ذلك، وهذا ما ترغب في بريطانيا، وهذا ما ستقوله بريطانيا وحلفاؤها للمصريين بصورة واضحة».

وتأكيدا لهذا الموقف البريطاني، جاءت تصريحات وزير الخارجية وليام هيغ، لكنها كانت أكثر وضوحا من سابقه بشأن رفض التدخل العسكري، فقد أكد هيغ على أن «لندن لا تدعم التدخلات العسكرية في نظام ديمقراطي»، معتبراً أن «إزاحة الجيش لمرسي سابقة خطيرة». بيد أنه أيضا عاد واستدرك بالقول «لكن هذا حدث الآن..وعلينا الاعتراف بأن الوضع سيتطور»، مؤكدا أن «بريطانيا ستعمل مع السلطة الجديدة في مصر».

ومثل سابقتها أيضا، عبرت النرويج عن أسفها لنهاية العملية الديمقراطية في مصر بإطاحة الجيش بأول رئيس مدني منتخب بصورة ديمقراطية نزيهة.

- ألمانيا
عبرت المستشارة أنجيلا ميركل عن قلقها من طريقة عزل الجيش للرئيس المصري محمد مرسي. وقالت في تصريحات نشرتها الخميس صحيفة زود دويتشه تسايتونغ إن حكومتها تتابع بقلق الأحداث الجارية في مصر، واعتبرت أن حل المشاكل القائمة بهذا البلد يكمن في الإسراع بالتحول الديمقراطي وإقامة دولة القانون.

من جهته، وصف وزير الخارجية الألماني «غيدو فيسترفيله» ما حدث بأنها انتكاسة كبرى للديمقراطية. وقال: «هذه انتكاسة كبرى للديمقراطية في مصر. ومن الضروري أن يعود النظام الدستوري في مصر بأسرع ما يمكن». وأضاف: «ثمة مخاطرة كبيرة بأن يلحق التحول الديمقراطي في مصر ضرراً بالغا».

وأضاف الوزير في تصريح بثه موقع وزارة الخارجية الالمانية «إن الخطوة التي تم بموجبها تعطيل النظام الديمقراطي من خلال الغاء الدستور لن تقدم حلولا طويلة الأمد لمشاكل مصر الكبيرة».. وعزا موقف حكومته إلى أن «ما حدث قد يشكل خطرا حقيقيا على مصر في المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية ويلحق بهذا التطوّر الديمقراطي إخطاراً كبيرة الأمر الذي سيكون له تأثير كبير ليس فقط على مصر بل على المنطقة بأسرها».

وكانت الحكومة الألمانية أعربت في أول رد فعل على عزل مرسي الليلة الماضية عن قلقها من التطورات الأخيرة في مصر مناشدة جميع القوى المصرية مواصلة طريق الديمقراطية.

روسيا تدعو إلى ضبط النفس وعدم استخدام العنف.. والصين تنحاز لرغبة الشعب المصري
- روسيا
وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً قالت فيه: «من المهم أن تتحلى كافة القوى السياسية في مصر بضبط النفس...والنظر إلى المصالح الوطنية الأوسع في إجراءاتها. وعليهم التأكيد على أنهم يناضلون من أجل حل المشاكل السياسي والاقتصادية والاجتماعية في إطار ديمقراطي ودون عنف».

وأعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي، ميخائيل مارغيلوف، عن اعتقاده بأن ما حدث في مصر هو «انقلاب ناعم» سيترك أثره على بلدان «الربيع العربي».

وقال مارغيلوف لوكالة أنباء «نوفوستي» الروسية: إن ما حدث في مصر كان «تصحيحاً لمسار الربيع العربي وليس نهاية له»، معتبراً أن مصر شهدت «انقلاباً ناعماً تدعمه أحزاب المعارضة ومجموعات من الشباب ومظاهرات جماهيرية بالمدن الكبرى».

وأضاف أن «الانقلاب لم يكن دموياً حتى الآن، غير أنه يتعين على الجيش أن يمنع مواجهات قد تكون دموية بين مؤيدي مرسي ومعارضيه».

وأعرب المسؤول البرلماني الروسي عن اعتقاده بأن ما حدث في مصر يستطيع أن يترك أثره على الوضع السياسي في البلدان المجاورة ل مصر.

- الصين
وفي الصين، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ، في مؤتمر صحفي دوري عُقد عقب إطاحة الجيش المصري بالرئيس مرسي، إن الصين تولي اهتماما كبيرا بالتطورات الأخيرة في مصر، وتُعرب عن احترامها الكامل لاختيار الشعب المصري في تقرير مصيره وتخطيط مستقبله السياسي طبقاً للإرادة الشعبية المصرية.

وذكرت المتحدثة أن الصين تعرب عن أملها في أن تتمكن القوى السياسية فى مصر خلال الفترة المقبلة من تضييق هوة الخلافات وتجنب العنف للوصول للسلام والاستقرار الاجتماعي فى أسرع وقت ممكن. وقالت إن علاقات الصداقة والتعاون بين مصر والصين تاريخية ومتنامية، ولا تتأثر مهما كانت المتغيرات وستظل مستمرة ولن تتغير بتغير الاوضاع السياسية الداخلية فى مصر.

- تركيا
كانت تركيا من بين الدول التي أعربت صراحة وبدون لبس عن رفضها وعدم قبولها لما قام به الجيش المصري من انقلاب ضد الرئيس الشرعي لمصر، بحسب وصف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. وقال: «من غير المقبول لحكومة جاءت عبر انتخابات ديمقراطية أن تتم الإطاحة بها باستخدام وسائل غير مشروعة، أو بالأحرى انقلاب عسكري».

وأنتقد أوغلو ما أسماه ب «تقويض الديمقراطية» في مصر، الذي اعتبره أنه «لن يكون في صالح الشعب المصري والأطراف التي تعمل من أجل تحقيق السلام العالمي». ونسب له أيضا قوله «من المقلق للغاية إطاحة الجيش بمرسي، وهو رئيس انتخب بشكل ديمقراطي»، داعيا إلى «إعادة الصلاحيات للسلطات المصرية المنتخبة على الفور».

واكد ان تركيا لا تؤيد مجموعة دون اخرى بل تدعم كل الشعب المصري والديمقراطية في مصر وان «خيار الشعب المصري هو خيار تركيا» داعيا كل القوى السياسية في مصر الى الانخراط في انتخابات حرة ونزيهة من دون تمييز او قيود كما دعا الى اعادة السلطة الى الشعب.

• أهم ردود الأفعال العربية
السعودية والإمارات والكويت يمتدحون ما قام به الجيش المصري.. وسوريا تشن هجوماً على الإخوان وقطر تهنئ وتنصح بتغليب مصالحه وإرادته وفقاً لثوابت ثورة 25 يناير لتحقيق أهدافها
كانت معظم ردود أفعال رؤساء الدول العربية، التي أعلنت موقفها حتى الآن، أكثر وضوحا بالوقوف مع قرار الجيش المصري بعزل الرئيس المصري. بينما فضلت أخرى التزام الحياد والاكتفاء ببعث برقيات تهنئه للرئيس المؤقت لمصر، بدون تضمينه موقفها الرسمي رفضا أو تأييدا للطريقة التي تمت بها إقالة الرئيس المعزول. في وقت ما زالت فيه بعض الدول العربية ملتزمة الصمت حتى الآن.

- السعودية
كان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز أول المهنئين للرئيس المصري المؤقت الذي عينه الجيش المصري بعد قراره عزل الرئيس المنتخب «مرسي». وبعث الملك عبد الله تهنئته مساء اليوم الذي صدر فيه بيان الجيش المصري (الأربعاء الماضي)، والتي جاء فيها: «باسم شعب المملكة العربية السعودية وبالأصالة عن نفسي، نهنئكم بتولي قيادة مصر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها». وأضاف: «ندعو الله أن يعينكم على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقكم لتحقيق آمال شعبنا الشقيق في جمهورية مصر العربية.»

وجاء في البرقية أيضا «وفي ذات الوقت نشد على أيدي رجال القوات المسلحة كافة ممثلة في شخص الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذين أخرجوا مصر في هذه المرحلة من نفق، الله يعلم أبعاده وتداعياته، لكنها الحكمة والتعقل التي حفظت لكل الأطراف حقها في العملية السياسية».

يذكر أن السعودية كانت إحدى الدول العربية الرافضة للثورة المصرية ضد الرئيس محمد حسني مبارك.

- الإمارات
بعد السعودية مباشرة، وفي نفس الليلة، توالت التهنئات من دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن الملاحظ أن الإمارات كانت الدولة العربية الوحيدة التي توالت منها التهنئات، حيث لم تكتفي فقط بتهنئة رئيس الدولة، بل شملت أيضا، نائبه وولي عهدة - حاكم دبي، إلى جانب وزير الخارجية، وحاكم أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ايضا.

وبعث الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات برقية تهنئة الى المستشار عدلي منصور بعد أدائه اليمين الدستورية رئيسا مؤقتا لجمهورية مصر العربية. وذكرت وكالة الانباء الاماراتية ان الشيخ خليفة اعرب في برقيته عن امنياته للمستشار منصور بالتوفيق والنجاح في مهمته التاريخية، مؤكداً أن دولة الإمارات تتطلع الى ان يتحقق للشعب المصري الشقيق كل ما يصبو اليه من استقرار وازدهار.

وقال «لقد تابعنا بكل تقدير وارتياح الاجماع الوطني الذي تشهده بلادكم الشقيقة والذي كان له الأثر البارز في خروج مصر من الأزمة التي واجهتها بصورة سلمية تحفظ مؤسساتها وتجسد حضارة مصر العريقة وتعزز دورها العربي والدولي». وأكد الشيخ خليفة أن الامارات التي تربطها بمصر علاقات أخوية وتاريخية تتطلع دائما الى تطوير وترسيخ هذه العلاقات في جميع المجالات لما فيه مصلحة البلدين وخير شعبيهما.

كما بعث نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ببرقية تهنئة مماثلة للرئيس المصري المستشار عدلي منصور.

وأعرب وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان عن ثقته في «أن شعب مصر العظيم قادر على تجاوز اللحظات الصعبة الحالية التي تمر بها مصر الشقيقة، وأن ينطلق بها إلى مستقبل آمن وزاهر.» وأثنى على الجيش المصري قائلا: «جيش مصر العظيم يثبت من جديد أنه بالفعل سياج مصر وحاميها ودرعها القوي الذي يضمن لها بأن تظل دولة المؤسسات والقانون التي تحتضن كل مكونات الشعب المصري الشقيق».

ومن جهته بعث ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان برقية تهنئة مماثلة للرئيس المصري.

- سوريا
أما الرئيس السوري بشار الأسد فقد أعرب عن سعادته لما حدث في مصر. واعتبر أن «ما يحدث في مصر يمثل سقوط لما يسمى بالإسلام السياسي». وأضاف «وهذا مصير أي شخص في العالم يحاول استخدام الدِّين من أجل تحقيق مصالح سياسية».

واصفا تجربة حكم الإخوان ب«الفاشلة»، وأن مشروعهم «منافق يهدف الى خلق فتنة بالعالم العربي، والتي لا يمكن ان تستمر في مجتمعات واعية».

- قطر
من جهتها، أعربت قطر عن احترامها لإرادة الشعب مصر، بحسب ما نقلته قناة «الجزيرة» عن وزارة الخارجية.

كما أكدت دولة قطر أنها ستظل سنداً وداعماً لمصر لتبقى رائدة في العالم العربي والإسلامي.

ووفقا لوكالة الأنباء القطرية فقد أوضح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية القطرية أن السياسة القطرية كانت دائماً مع إرادة الشعب المصري وخياراته بما يحقق تطلعاته نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وشدد على ضرورة تعزيز اللحمة الوطنية بين جميع أبناء الشعب المصري وتغليب مصالحه وإرادته وفقاً لثوابت ثورة 25 يناير لتحقيق أهدافها.

- الكويت
كما هنأ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الرئيس المؤقت المصري بعد أدائه اليمين الدستورية. وعبر الأمير في برقية بعث بها إلى منصور، عن أمله في أن يتمكن الرئيس المصري الجديد من تحقيق تطلعات شعبه وما ينشده من رفعة وازدهار وتجاوز المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد.

وأبدى الأمير ثقته التامة بقدرة الشعب المصري على تخطي كافة العقبات والصعوبات. وأشاد بالدور الايجابي والتاريخي والبناء الذي قامت به القوات المسلحة المصرية، عندما تمكنت من الحفاظ على أمن مصر واستقرارها.

- البحرين
كما بعث العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة برقية تهنئة إلى الرئيس المصري عدلي منصور على توليه رئاسة مصر.

وهنأ العاهل البحريني في البرقية التي نشرتها وكالة الأنباء البحرينية على تولي منصور مقاليد الامور في مصر «في هذه المرحلة الهامة من تاريخها» معرباً عن ثقته بقدرته على تحمل المسؤولية بحكمه لتحقيق تطلعات الشعب المصري.

وأشاد بدور القوات المسلحة المصرية «في ضمان استقرار مصر وحماية المجتمع من الانزلاق الى ما لا يحمد عقباه حفظا للأمن الوطني المصري الذي هو ركيزة الأمن القومي العربي» متمنيا لشعب مصر كل التوفيق في القيام بدوره الريادي المعهود في المجالين الاقليمي والدولي.

- الأردن
وفي الأردن، أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة أن موقف بلاده الثابت والواضح يقوم دوماً على «احترام إرادة الشعب المصري العظيم والشقيق وعلى محبته الصادقة، وهو الذي ما فتئ يذهل العالم كله بإرادته القوية وعزيمته التي لا تلين، وعلى التقدير العالي والكبير للطيف السياسي الوطني المصري الأصيل بمجموعه وخاصة شباب مصر الشامخ الذي يشكل رصيداً فكرياً ومعنوياً أساسياً للأمة العربية برمتها».

وعبّر جودة في بيان صحفي عن «احترام الأردن العميق للقوات المسلّحة المصرية العريقة ودورها الوطني والمشرِّف والمحوري الجامع في مصر وفي منظومة الأمن القومي العربي، وعن التقدير العالي للأزهر الشريف ولدوره الوطني والتنويري الهام على مستوى العالم الإسلامي برمته وللكنيسة القبطية الموقرة والوطنية، وللقضاء المصري العريق الذي أنيطت به المسؤولية الوطنية ممثلاً برئيس المحكمة الدستورية العليا لتولي إدارة المرحلة الانتقالية».

- السودان
أما السودان، فقد اعتبر ما تم في مصر «أمراً داخلياً يخص شعبها ومؤسساته القومية وقياداته السياسية. وناشد كافة الأطراف في مصر إعطاء الأولوية للحفاظ على استقرار وأمن مصر وسلامة ووحدة شعبها وتفويت الفرصة على المتربصين بها».

وجددت وزارة الخارجية السودانية في بيانها «حرص السودان على العلاقات الأخوية الأزلية القائمة بين البلدين، والالتزام بتطويرها والارتقاء بها لمصلحة الشعبين الشقيقين».

أبرز ردود فعل الصحافة الأمريكية والأوروبية
انتقدت معظم الصحف الأمريكية والأوروبية الكبيرة ما حدث مؤخرا في مصر، ومعظمها اعتبرت أن ما حدث عبارة عن «انقلاب» على الديمقراطية قام به الجيش، تحت ذريعة الحفاظ على مصر، مستغلاً الاضطرابات الشعبية هناك، محذرة من عودة حكم العسكر في البلاد بعد التخلص منه وعودته للمدنيين في أول انتخابات دستورية شرعية بعد الثورة.

تغطية الصحافة الأمريكية والأوروبية: «انقلاب عسكري».. و«سيطرة الغوغاء».. ومخاوف من عودة العسكر.. وفرحة في الصحافة الإسرائيلية
وإذ انتقدت صحف أميركية شهيرة ما وصفته بالانقلاب على الديمقراطية في مصر، داعية إلى العودة للحكم المدني في أسرع وقت، دعت الرئيس باراك أوباما إلى وقف الدعم الأميركي العسكري لمصر إذا لم يعد الجيش السلطة المدنية.

- نيويورك تايمز: مشكلة الجيش المصري
وقالت نيويورك تايمز إنه ومهما يكن أداء الرئيس المعزول محمد مرسي، فإنه منتخب ديمقراطياً، وإن عزله من قبل الجيش هو انقلاب عسكري لا أقل. وأضافت أن المأساة ستكون كاملة إذا سمح المصريون لثورتهم التي أطاحت بالديكتاتور المخلوع حسني مبارك أن تنتهي برفض الجيش للديمقراطية مثلما جرى بالأمس.

وأكدت أن الأمر الذي يستحق التوضيح هو أن مرسي والإخوان المسلمين والإسلاميين عموما لا بد أن يكون لهم وجود في أي وضع سياسي قادم، وأي تفكير بغير ذلك سيجعل الزعم بديمقراطية في مصر مجرد كذب.

وفي تقرير تحليلي تطرقت نيويورك تايمز لطبيعة الجيش المصري. وقالت إن أهم أهدافه هو عدم المساس بالامتيازات التاريخية له مؤسسة وأفراد، وضمان استقرار البلاد وأنه مستعد لإبرام صفقة مع أي من يضمن أنه سيحقق الهدفين المذكورين، وأن قادته غير ملتزمين أيديولوجيا.

بالإضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة إن إطاحة الجيش بالرئيس المعزول محمد مرسي تبرز مكانة القوات المسلحة في مصر كأكثر المؤسسات نفوذاً وقوة منذ انقلاب جمال عبد الناصر على الملك فاروق قبل ستة عقود.

والجيش المصري يعيش كطبقة مستقلة بأنديته وفنادقه ومستشفياته وحدائقه وامتيازاته الأخرى التي تموّلها الدولة، وكثيرون من قادته أثروا عن طريق الصفقات التجارية الحكومية التي تيسرها لهم مناصبهم. وأنه، وإلى حد ما، مؤسسة يتوارثها الأبناء عن الآباء وجميعهم يعيش داخل دائرة اجتماعية مغلقة.

• يو إس تودي: سيطرة الغوغاء المدفوعة بالجيش
من جهتها تساءلت صحيفة يو أس أي توداي «إذا كان من الممكن إلغاء الانتخابات بهذه السرعة والسهولة، فكيف يمكن للمتنافسين أن يثقوا بها مرة أخرى وسيلة سلمية لتداول السلطة»؟

ووصفت ما جرى بمصر يوم الأربعاء بأنها «سيطرة الغوغاء» المدفوعة بالجيش للإطاحة بحكومة انتخبت بالكاد قبل عام واحد. وأضافت أن مصر تركت لبناء ديمقراطية في ظروف لا تقدم أملا بالنجاح.

وأشارت إلى أن تنظيم الإخوان المسلمين الذي لا يزال هو القوة السياسية الأكثر شعبية بالبلاد لا يمكنه الثقة في العملية الانتخابية مرة أخرى، حتى لو سُمح له بتقديم مرشحين. وقالت إن ما أعلنه الرئيس المعزول مرسي من أن الانتخابات قد سُرقت حقيقة مؤكدة.

وتطرقت الصحيفة إلى جانب آخر من النتائج السلبية للانقلاب، قائلة يبدو أن تنظيم الإخوان المسلمين سيُعزل مرة أخرى من السلطة والنفوذ كما هو الأمر في العقود الماضية. ووصفت ذلك بأنه دعوة للعنف وربما الحرب الأهلية.

وأضافت أن الولايات المتحدة لا تستطيع السيطرة على مسار الأمور، لكنها تتأثر كثيرا بما يحدث في مصر. وأوضحت أن مصر ديمقراطية وسلمية ستحسّن أمن أميركا وتقلل من التهديدات «الإرهابية»، وأن مصر قمعية وبها إسلاميون معزولون ومعادون للنظام، سيزيد من التهديدات ضد أميركا. ودعت واشنطن إلى وضع ثقلها بجانب الديمقراطية والعمل على ضمان أن يكون النظام المقبل شاملا بقدر الإمكان.

واختتمت بالقول إن «الحشود الغوغائية» لا تقيم ديمقراطية حتى إذا كانت نواياها طيبة، وإن الديمقراطية تقيمها الانتخابات، بشرط عدم حرمان جزء من الشعب منها.

وفي تقرير آخر قالت الصحيفة الأميركية إن إدارة أوباما التي احتفلت أمس الخميس بيوم استقلال أميركا وجدت نفسها إزاء ما يحدث في مصر بين مطرقة المبادئ الأميركية الجوهرية ومصالح البلاد في الخارج.

وأضافت أن المصالح الأميركية كان من الممكن أن تتحقق مع مرسي والإخوان المسلمين وحكومة مصرية شرعية أكثر استقرارا. وأشارت أيضا إلى أن ما يحدث بمصر سيطلق أمواجا على نطاق المنطقة ولسنوات قادمة.

ونسبت إلى غايلي تسيماتش لمون من المجلس الأميركي للعلاقات الخارجية قوله إن مصر الحليفة الرئيسية لواشنطن أصبحت الآن سببا للقلق في سياسة أميركا الخارجية.

- واشنطن بوست: إنقلاب عسكري على الديمقراطية
وفي السياق، وصفت صحيفة اشنطن بوست ما حدث بأنه «انقلاباً عسكريا» على حكومة منتخبة. وقالت في إحدى افتتاحياتها «لا شك في أن ما حدث يوم الأربعاء الماضي بمصر هو انقلاب عسكري على حكومة منتخبة ديمقراطيا، وهو استجابة خاطئة للمشاكل التي تعيشها مصر».

وأضافت أن إدارة الرئيس باراك أوباما فشلت في الوقوف ضد تجاوزات حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي، كما فشلت في وقف التدخل العسكري ضدها. وقالت إنه وبموجب القوانين الأميركية يجب ألا يكون هناك أي تردد في وقف المعونات الأميركية لمصر، بما في ذلك المنحة السنوية البالغ حجمها 1.3 مليار دولار.

وأوضحت أن الشروط الأميركية يجب أن تشمل أيضا إطلاق حرية الإعلام، بما في ذلك إعادة فتح القنوات الفضائية التي تتبع للإخوان المسلمين المغلقة حاليا، وحرية التجمع والتنظيم، وأن تتم أي تعديلات للدستور بإجماع القوى السياسية دون تدخل من الجيش، وأن يوضع جدول زمني واضح لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أسرع وقت.

وقال الكاتب ميشيلي دوني بواشنطن بوست إن السياسة الأميركية تجاه مصر القائمة على الخوف وليس على المبادئ أبعدت أميركا من الجميع. ودعا واشنطن إلى التخلي عن السعي للعثور على ما يعفيها من وصف الانقلاب العسكري بمصر انقلابا والتركيز على كيفية استخدام رغبة الجيش المصري في الحصول على الشرعية من المجتمع الدولي كوسيلة ضغط للعودة إلى الديمقراطية.

- فايننشيال تايمز: الجيش لن يقود مصر إلى الديمقراطية
أما صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية قالت إن الجيش المصري لن يقود مصر إلى الديمقراطية وإن الانتخابات التي يشارك فيها الجميع بمن فيهم الإسلاميون هي الخيار الوحيد لمستقبل آمن ومستقر لمصر.

ومع ذلك قالت الصحيفة إن القوات المسلحة المصرية عندما عزلت مرسي يوم الأربعاء أزاحت رئيسا منتخبا فشل باستمرار في اختبارات الشرعية الديمقراطية.

وقالت أيضا يجب على القوى العلمانية والليبرالية المصرية أن تثبت نفسها من خلال الشارع بتنظيم نفسها للفوز بالسلطة عبر صناديق الاقتراع.

• متى يكون الانقلاب انقلاباً ومتى لا يكون؟
تحت هذا العنوان كتب جونثان ماركوس، مراسل الشؤون الدبلوماسية في بي بي سي، تقريراً تحليلياً للإجابة على السؤال.

وبعد المقدمة، توصل إلى القول «لقد لعب الجيش المصري دورا أساسيا في السياسة قبل الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، ووقف في مركز الأحداث بعد انتفاضات الربيع العربي».

وأضاف: وكما أظهرت هذه الأزمة الأخيرة، فقد خرج من ثكناته لفرض ما يراه مصلحة وطنية. إن ظل الجيش في السياسة المصرية لن يختفي في أي وقت قريب. وأنظر كم استغرقت عملية تهميش الجيش التركي عن قلب السياسة التركية.

واستنتج الكاتب قائلا: لا شك أنه تم إبعاد رئيس منتخب ديمقراطياً من مكتبه من قبل الجيش، وذاك ما يبدو في أي تعريف انقلاباً. ولكن ثانية، دورة انتخابية واحدة، ومهما كان التوق الشعبي للتغيير، لم تجعل من مصر ديمقراطية. فهي كانت مثل العديد من البلدان الأخرى في المنطقة في الطريق نحو الديمقراطية، عبر تأسيس أدوار جديدة للمؤسسات الرئيسية في البلاد، وتشكيل هيئات تمثيلية للمجتمع المدني. وفوق كل شيء ترسيخ عادات السلوك الديمقراطي لدى الشعب والزعماء السياسيين.

وأضاف أيضا: يقول بعض المحللين إن الرئيس مرسي وجد نفسه يواجه تحديا في الشوارع لأنه، بدقة، هو نفسه لم يكن قد تشرب بعادات السلوك الديمقراطي بشكل كاف. وعلى وفق هذا التفكير، كان ذلك انقلابا غير قياسي في ديمقراطية غير مكتملة جدا. وسواء كان خطأ ام صوابا، فعلى الخبراء والمؤرخين وحكومات المنطقة والدبلوماسيين في العالم أن يتعاملوا مع واقع مصر الجديدة.

• فرح ونشوة في الصحف الإسرائيلية
قال موقع الجزيرة نت إن تغطية الإعلام الإسرائيلي للأحداث التي شهدتها مصر عقب التحرك العسكري الذي علق الجيش بموجبه دستور البلاد وعزل رئيسها محمد مرسي، عكست الموقف المبطن لتل أبيب المرحب والفرح بإبعاد جماعة الإخوان المسلمين عن سدة الحكم.

وأضافت أن التغطية الإعلامية الإسرائيلية اتسمت في معظمها بالفرح والنشوة والاحتفاء بعزل الرئيس مرسي، إذ ترقب إسرائيل تطورات وتداعيات الأحداث والخطوات المستقبلية للجيش المصري، وعليه اختارت التزام الصمت والامتناع حتى اللحظة عن اتخاذ موقف أو إصدار تصريحات رسمية.

وبحسب «الجزيرة نت»، فقد جاء ذلك مخالفا للتغطية وموقف تل أبيب الرسمي إبان ثورة 25 يناير حين تطوع الإعلام الإسرائيلي وانحاز إلى الرئيس المخلوع حسني مبارك، وكانت تغطيته بمضمونها وجوهرها منددة بالجيش والمشير محمد حسين طنطاوي ومشككة في رغبات وتطلعات الشعب المصري.

وتطوع بعض كتاب المقالات بالإشادة بما قام به وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وذلك بعد أيام من التحريض على شخص الرئيس مرسي عبر الدعم لمطالب الشعب المصري والتركيز على مظاهرات 30 يونيو الماضي والتصعيد بميدان التحرير، وتعمد تغييب الحراك الشعبي الذي شهده ميدان رابعة العدوية المناصر للشرعية والداعم لمرسي.

واستشهد الموقع ببعض آراء الصحف والكتاب الإسرائيليين المعززة لهذا التوجه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.