أرهقت نفسي يوم أمس وأنا أتنقل في صفحات الصحافة اليمنية بحثا عن فعالية او تهنئة للصحفيين بيوم الصحافة العالمي الذي يصادف 3 ايار من كل عام . وزارة الإعلام يبدو انها ماسمعت بهذا اليوم بعد ، ولا ترغب بسماعه او ذكره ، فسجلها المخجل في الصحافة اليمنية وقضايا الصحفيين يحول بينها وبين الإحتفال بهكذا يوم ، امرا قد تتحاشاه خوفا من إعتصام ينظمة الصحفيون تضامنا مع عبدالاله حيدر او صحيفة الايام وحتى لا يتذكر احد الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين ومحاكمتهم ولعل اخرها مثول الزميل عرفات مدابش والزميل محمد الصالحي امام محكمة الصحافة فضلا عن التهديدات والإعتداءات التي طالت الكثير منهم . الكثير من التوقعات التي راودتني هذا اليوم تحت نظرية ومشاريع التغيير وأغاني وأماني الثورة ...كانت سرابا ، فبين الحلم بإطلاق حيدر وعودة الايام و إلغاء محاكمة الصحفيين ...كنت أأمل من فخامة الرئيس ان يكرم عدد من الصحف وأن يطل على الإعلام بقرار يمنح الصحافة الحصانة تحت سقف الثوابت الوطنية. ولا اخفيكم امرا ...ان شعور من الخيبة ساورني في نهاية اليوم بعد ان توصلت الى نتيجة مفادها اننا في اليمن مهما تغيرت الحكومات وتعددت الثورات وبرقت الشعارات لن ياتي يوم نحترم فيه الحبر النازف بأهات الوطن ومعاناته ، فنحن في وطن يحاكم فيه أرباب الفكر وتكمم افواههم ، ويكرم فيه من يمسك بزناد البندقية ليعتدي على منشئة عامة او يقطع كهرباء ، وقد يكون الحصول على ترخيص لمعسكر لتدريب القاعدة أسهل من الحصول على ترخيص لصحيفة تنبض بهموم الشارع اليمني . وفي الحقيقة ان التقارير الدولية الصادرة يوم امس مخجلة لحكومة اللاوفاق والرئيس هادي ان تتراجع اليمن بمؤشر فيما يتعلق بحرية الصحافة عن عهد صالح . وقد يتفق الجميع مع هذا التقييم اذا ما اخذنا بعين الإعتبار إستمرار محاكمة الصحافيين وإيقاف بعض الصحف والإعتداء والتهديد على بعض الكتاب فضلا عن كون الصحافة الحكومية لا تزال رهينة لشخصيات تمثل سياجا يحول بين إحداث اي تطور او نقله نوعية في المضمون والشكل ...وقد تشعر بالملل وانت تجد نفس الشخصيات التي مجدت الأمس ...تقدس اليوم ...وباب المحراب يظيق امام اي وجوه جديدة . وبالمقارنة مع الصحافة الأهلية فرغم القيود والمحاكمات الا ان ثمة محاولات مستمرة للإرتقاء بالمضمون والشكل وان كنا احيانا نلاحظ مفردات متناثرة تدس السم في كيان الوطن الواحد فمن وجهة النظر الشخصية نتيجة عائدة لغياب القوانيين الناظمة للمهنة . ربما الكثير من الملاحظات تراود المتابعين للصحافة اليمنية والتي لايتسع المجال لذكرها ...الا ان الجميع يجمع ان الوضع الذي الت اليه الصحافة اليمنية تتحمل مسؤوليته وزارة الإعلام ونقابة الصحفيين التي تعاني من موت سريري افقدها الأمل بالعودة الى الحياة لتقوم بدورها كما ينبغي ، وكنت أأمل من صحافة اليمن يوم امس تشييع جثمان الفقيدة بصبر واحتساب ...وكل عام وصحفيوا اليمن خارج السجون بعيدا عن المحاكمات .