أشك في أن مبدأ ( واحدية الثورة ) الذي يؤمن به السبتمبريون كفيل بتأكيد أن سبتمبر أم و أكتوبر بنت ، مثلما لم يكن تجاهل اليوبيل الذهبي لثورة أكتوبر الواضح على مستوى الإعلام الرسمي وغير الرسمي قادراً على الانتقاص منها بقدر ما كان دالاً بالقطع على أن التمييز بين الشمال والجنوب لايزال قائما حتى في ظل رئاسة هادي وباسندوة الجنوبيين للجمهورية والحكومة . يظن البعض أنه لم نلاحظ أن الاحتفالات بعيد 26 سبتمبر بدأ الترويج لها رسمياً منذ ماقبل شهر سبتمبر واستمر إلى بلوغ شهر أكتوبر وهو العيد ال 51 ، وأما اليوبيل الذهبي لسبتمبر الذي صادف العام الفائت فحدّث ولا حرج ، بينما اليوبيل الذهبي لثورة أكتوبر التي دحرت الاستعمار البريطاني تم تذكره قبل أسبوع فقط من يوم 14 أكتوبر ( الموافق بعد يوم غد ) حتى أني شككت في أن يكون العيد الخمسين ( اليوبيل الذهبي ) . وإذا كان التمييز لايزال قائماً بين سبتمبر (الشمالي) وأكتوبر (الجنوبية) وقد مضى عليهما أكثر من نصف قرن كإرث وتاريخ فما الحال بالنسبة لاستحقاقات الراهن والتي تؤكد بمالا يدع مجالا للشك بأن السبتمبريين مهما اختلفوا في قضايا سياسية عديدة ، وحتى لو وصل الأمر إلى الاقتتال والاغتيال ( الحصبة والنهدين ) إلا أنهم يتفقون على الأم سبتمبر والبنت أكتوبر و(الخالة 22 مايو) .. والأخيرة لا أدل على الاتفاق عليها ما يدور في كواليس ما يسمى مؤتمر الحوار الوطني الشامل وليس وطنياً ولا شاملاً ولكن شُبه للحوثيين ( أنصار الله ) و (بعض الحراكيين) ، وبمناسبة ذكر هذين الفريقين فإني أشك في أن مقاطعتهما للجلسة العامة الثالثة / الختامية لمؤتمر الحوار سيفضي إلى نتيجة تخدم قضيتا صعدة والجنوب وأقطع بأن المقاطعة لاتعدو كونها تكتيكاً اضطرارياً لا يبلغ الرؤية الاستراتيجية التي تحتاجها اللحظة التاريخية ، تبعاً لقطعي السابق بفشل حوار موفنبيك مسبقا وبولادته ميتا وسفاحاً منذ اللحظة الأولى ، فما بني على باطل ( المبادرة الخليجية ) فهو باطل بلا شك أو ريب . ثقافة الضم والإلحاق القائمة على مستوى ضم أكتوبر لسبتمبر وضم الأصل (الشمال) للفرع (الجنوب) وصنعاء عاصمة وعدن قرية للغربان ، كانت ولاتزال سائدة وأشك في أن مؤتمراً شمالياً يستطيع أن يلغيها بقدر ما أقطع بأنه لن يلغيها إلا أن يقرر شعب الجنوب مصيره لا أن يقرره عنه فصيل شمالي أو جنوبي ، ويلقن أصحاب هذه الثقافة درساً في احترام الآخر وعدم التعدي على حقوق الغير ، وعلى صعدة أن تلقن أصحاب ثقافة الضم والإلحاق وأمراء الحرب الدرس ذاته ضمن إطار الشمال دون أن تقع في اختراقات (مشتركية) تعيدها إلى نقطة الصفر .