لتوي عدت الآن من الشارع الذي قلنا طوال الوقت اقرأوه قراءة تحليلية يا قوم , لم يسمع أحد , لم يرد أحد !! , وفي الشارع في حدة تحديدا وقفت عند صاحب الهند أو الذرة , كان ثمة حوار بالأيدي يلخص كل المسألة , صاحب الشنب الكبير يمسك حبة الذرة وصاحب البضاعة يمسك من الجهة الأخرى, أنقسمت نصفين , ذاك ذهب بسيارته , وأنا تقدمت أسأل الشاب المنهك : مالك ؟ كان يغالب دموعه: هذا السارق الكبير يريد أن أبيع له بالميه حقه أضعاف ما أبيع للناس , - كيف ؟ - هو سارق كبير , قلت : ما أدراك ؟ - هذا سرق أراضي لمن تعب , أخذت مااشتريت وذهبت , وفي الطريق تبين لي الوضع كله من خلال بائع الهند , وهي المعادلة التي أوصلتنا إلى المربع الأول من جديد أو أعادتنا , لا فرق , ((جمل يعصر وجمل يأكل عصار)) !! , لم يستطع أحد أن يحقق العدل في البلاد , وإذا أردت فأنظر إلى الهدف الذي يتحدث عن إشاعة العدل وأسأل المزايدين بالأهداف : هل أخرجت مسرحية واحدة طوال 52 عاما من وحي أي من الأهداف ؟؟ أقسم بالله العظيم أن كثيرين من الذين يتمخطرون في الشوارع لا يستطيع ترديد هدف من أهدافها , ويا ويلك إذا اقتربت قلك (( احنا كنا فوق الدبابة )) , قال صاحب صنعاء الذكي (( هذي ما عادهاش دبابه قد هي قاطرة)) كلهم ركبوا عليها !! , الآن بالنتيجة أقول مطمئنا لم ينجح أحد , هل علي أن أسال : أين ثقافة الثورة المحصٍنة افتراضا للواقع ؟ من يجيب ؟! , كل القوى فشلت , والآن الواقع أفرز قوته رضينا أم أبينا , وإلا فقولوا لنا بدليلكم ما الذي فعلتموه خلال سنوات أراق فيها اليمني كل تعبه على الأرض وبالنتيجة لم يكسب أحد , وحدهم الفاسدون من يلعقون ألسنتهم , وخذ أيضا ما قاله صاحب التاكسي : تشتوا لكم 330 عاما لتصفُوا فقط حساب 33 عاما ,أسأل وبكل الصدق أقول بالفعل سألت وليس تأليفا: العيد قادم , أشاح بوجهه عني : ماليش دعوة , وعليكم قراءة إجابته قراءة واعية إن أردتم , الآن بالنتيجة كل القوى التي يفترض أنها نتاج 52 عاما وأكثر عمليا ليس لها وجود , وأن سألت بواقيها عن اللحظة الراهنة وكيف تقرأ ؟ يقولون لك : الآتي قادم بلا بنطلونات !! , ترد أنت : وماذا فعل من لبسوها ؟؟ سؤال مشروع , فأي ثورة لم تستطع تحصين نفسها وفرز قواها الحامية هي أي شيء إلاَّ أن تكون ثورة , الثورة عملية تغيير جذرية , لن تستطيع القوى الراكدة الآن تكرارها في وجه ليس العهد المباد الذي ظللنا نشتمه ولم ننتبه أن عكفتة هم من يسيسون الأمر بمجمله ,نريد ثورة تقتلع الفساد لترسخ التغيير , وأخشى القول أن الفساد استطاع أن ينتصر بمقدرته على التحول والتلون , ولذلك ففساد اللحظة أكبر وأعمق وأكثر رسوخا من فساد سبقه هو من أعاد إنتاجه من جديد , ونحن ظللنا نردد (( الشعب يريد إسقاط النظام )) كان الفساد قد احتوى الفعل كله , والآن يعمل بكل ما أوتي من قوة لإفشال أي محاولة للشارع لإعادة إحياء عملية التغيير بضخ روح أخرى أكثر فاعلية إلى الشارع الذي لا تزال الفرصة قائمة وبين يديه لاجتثاث قوى الفساد وأركانه , على الشارع أن ينتصر ......وإلاَّ فمن يحنون للمهرة الأولى سيذبحونه من الوريد إلى الوريد ....