الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    صادم.. لن تصدق ماذا فعل رجال القبائل بمارب بالطائرة الأمريكية التي سقطت في مناطقهم! (شاهد الفيديو)    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    أسماء من العيار الثقيل.. استقطاب اللاعبين بالدوري السعودي ترفض طلبات للأندية للتوقيع مع لاعبين لهذا السبب!    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    ظلام دامس يلف وادي حضرموت: خروج توربين بترومسيلة للصيانة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    أمطار رعدية على عدد من المحافظات اليمنية.. وتحذيرات من الصواعق    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السياسي المعارض محمد عبد الملك المتوكل: يجب إسقاط المحافظات أولاً وتأجيل الزحف إلى القصر
نشر في المصدر يوم 28 - 04 - 2011

بدلا من الزحف إلى القصر، يلح الدكتور محمد عبد الملك المتوكل بشدة على فكرة إسقاط المدن بيد المعتصمين الآن والشروع في إدارتها قبل أن يمر الوقت.
ولدى نائب أمين عام اتحاد القوى الشعبية عديد أفكار بهذا الخصوص قد تثير جدلا واسعا، فهو يفضل تأجيل إسقاط العاصمة والتركيز على المحافظات للدخول في طور جديد من الثورة قبل فوات الأوان.
في حوار مطول يركز على تداعيات اللحظة الثورية الراهنة، يعترف الرجل بعديد أخطاء شابت أداء أحزاب المشترك مجتمعة ومنفردة ، لكنه مع ذلك يدافع عن سلامة مسار التكتل حيال قضايا ومواقف مختلفة .
عن المبادرة الأخيرة ومباحثات المشترك في الرياض، وعن أداء المعارضة وتقديراتها إجمالا خلال مرحلة الثورة، تحدث الخبير بخفايا السياسة إلى صحيفة "الشاهد" في هذا الحوار الذي يعيد المصدر أونلاين نشره بالاتفاق مع الصحيفة:

حوار: عبد العزيز المجيدي
* اخبرني ما الذي يحدث هناك ثورة تنزف في الشوارع وأنتم في المشترك منهمكون في مفاوضات للبحث عن مخرج للرئيس؟
- الذي يحدث كالتالي: هم يريدون بصراحة مخرج للاثنين معا. سواء كان الأمريكان أو الاتحاد الأوربي أو دول الخليج هم يريدون مخرجاً من لأزمة، وكيف بالإمكان أن تحل، في وضع يكون فيه الرئيس راضاً ويكون فيه الناس موافقين. لكن الفجوة كبيرة بين الأمرين معا، والثقة معدومة. وهناك فجوة أيضا بين المشاريع التي تطرح وبين السلطة والمعارضة وفجوة بين المعارضة والشارع وساحات التغيير، لأن هؤلاء هم في النهاية أصحاب الحق، فهم الذين يموتون (يقتلون) وهم الذين يواجهون المخاطر وهم الذين ثاروا ، فلا يستطيع المشترك ولا أي طرف أن يتجاهلهم . لكن هناك تصوراً للقوى الخارجية ( الأمريكان والأوربيين والخليجيين ) أن الأحزاب لها تأثير كبير جدا على هذه الساحات، وأن معظم هذه الساحات هم من كوادر هذه الأحزاب، لذلك لما قلنا لهم نريد أن يكون هناك ممثلون للشباب يذهبون لمقابلة إخواننا في الخليج، قالوا مرحبا.. ( مش انتوا بتمثلوا الشباب؟) الشيء الثاني هو صعوبة فعلا لأنه لم توجد حتى الآن تكتلات واضحة وقيادات واضحة تقول إنها تمثل الساحات .
إنعدام ثقة.
* أن يكون هناك فجوة بين المعارضة والسلطة هذا مفهوم، لكنك تتحدث عن فجوة بين المعارضة والشارع، هل يعني ذلك أن المعارضة تلعب الآن دور الوسيط؟
- نعم المعارضة تحاول أن تقوم بعمل سياسي، وتحاول قدر الإمكان أن تقارن بين المصلحة أو الفائدة والخسارة، فإذا كان بإمكان أي اتفاق أن يخفف من الخسارة التي يمكن تحدث مع عدم الاتفاق، فبالتالي هي تسعى إلى أن يكون هناك اتفاق، في حين أن الساحة ترفض كل هذه الأشياء . مثلا إذا كان بالإمكان إيجاد ضمانة معقولة منطقية واتفاق منطقي مدعوم بثقة وعدم وجوده سيكون هناك خسارة كبيرة وفيه دماء ، يبقى في مثل هذه الحال إذا وصلنا إلى ما يشبه الاتفاق بالإمكان أن يتم العودة إلى ساحات التغيير والدخول معها في حوار لأنه ليس ممكن أن المعارضة تقر شيئاً لا تعود فيه إلى الساحة . أذكر أنني في الساحة عندما طلب مني أن أتحدث في المنصة حول الحوارات، قالوا لا نريد حوارات، نريده ( الرئيس) أن يرحل، قلت لهم نحن لسنا مختلفين حول قضية الرحيل ، لكن السؤال هو كيف يرحل. هل بالإمكان أن يتم الرحيل بطريقة تخفف الكلفة والخسارة ، فهل لديكم مانع ، قالوا لا. الشيء الواضح أن هناك عدم ثقة. لا تستطيع أن تثق بالسلطة . اليوم مثلا : الاتفاق هذا ( يشير إلى المبادرة الخليجية الأخيرة ) ينص ( في أحد بنوده ) على رفع التوترات ، ماذا يقصد برفع التوترات ؟ يعني رفع المعتصمين ( من الساحات ) ، هل هذا ممكن ؟ اذا كنت تتحاور وتعطيه فرصة وهو بيده القوات المسلحة ولديه الأمن والمال العام ، و... الخ، من الذي يضمن لك أنه خلال الشهر سيلتزم (بالاتفاق).
* أريد أن أعرف ما هو توصيف المشترك للوضع القائم ، هل هي ثورة أم أزمة ؟
- المشكلة أنها خليط بين الأمرين معا. إنها ثورة. لكن في النهاية لا بد من رافعة سياسية، يعني لا بد للثورة من عمل سياسي يخفف الكلفة قدر الإمكان ، الآن التضحيات كبيرة في هذا الموضوع ، ولهذا السبب نقول إنه يجب أن نعود في النهاية إلى الساحات وعلى الساحات باعتبارها هي التي تضحي أن تقرر، فإن أرادت استمرار الثورة حتى تحقق كل مطالبها بما فيها المحاكمات واستعادة اموال الدولة، في مثل هذا الحال الساحة هي صاحبة الحق .
* الساحات قررت وأعتقد أن مطلبها الواضح هو الرحيل وإسقاط النظام،ماذا تبقى كي تفهموا الساحة ؟
- فقط نحن نبحث قدر الإمكان (أن نصل إلى حل) لأنه حتى في الحرب "وأنت بتحارب" أنت في النهاية سترجع للحوار والتفاوض .
* هذه ليست حرباً، هذه ثورة سلمية شعبية يشترك فيها كل أطياف الشعب اليمني ، ما الذي يخيفكم من هذه الثورة ؟
- لا يخيفنا شيء . على العكس يخيفنا فقط، إذا كان بالإمكان أن تتخفف الكلفة على الثائرين فيها ونعمت، وإذا لم يكن بالإمكان يبقى لا بد أن تسير الثورة إلى مداها بالطريقة التي تريدها .
* أتذكر أنه بعد الانتخابات النيابية عام 2003م، كان هناك مؤتمر صحفي لأحزاب المشترك ، وكانوا يشتكون من الفساد ونهب موارد البلاد، وتزوير الانتخابات، وقد سألت قيادياً كبيراً لا أريد أن أسميه: لماذا لا تلجأون للشارع من اجل الضغط على السلطة لإجبارها على إجراء اصلاحات؟! فقال إنه يخشى أن تنفلت الأوضاع في البلاد وذهاب البلد إلى الفوضى. بهذه السياسة: هل جنبت المعارضة البلاد ما كانت تخشاه؟ لماذا وصلنا إلى هذه اللحظة ؟
- اتفق معك انه كان موقفا خاطئا، وكان هناك معارضة لهذا الموقف حتى من داخل المشترك، لأنه كان المفترض على الأقل أن لا تعترف ( بنتائج الانتخابات الرئاسية ) وتعمل مثل فيصل بن شملان، لكن قررت الأغلبية أنها تعترف بالأمر الواقع حينها.
* أنا أتحدث عن ذلك الموقف بعد انتخابات 2003 وليس 2006م، أي في وقت سابق على تداعيات الانتخابات الرئاسية؟
- نعم أنا معك في مثل هذا الموقف، هي كانت القضية: هل كان الشارع مستعدا؟ لا بد لك أن تدرك هل الشارع مستعد؟ هل كان الشارع في تلك الفترة مثل الشارع اليوم، الحراك الاجتماعي الهائل، تصاعد الوعي الكبير، الزخم الثوري الذي جاء على المنطقة كلها ..
* مقاطعا .. ماذا تبقى كي تنظروا إلى الشارع بقلق، الشارع الآن مستعد، هل انتم غير مستعدين ؟
- لا . نحن مستعدون جدا لكن أنا قلت لك إن القضية هي قضية تخفيف الكلفة، هل نريد تخفيف الكلفة ، هل بالإمكان عن طريق التفاوض تخفيف الكلفة أم لا . إذا ليس بالإمكان تخفيف الكلفة فلا يمكن التراجع .
* هذه ثورة سلمية خرجت في كل محافظات البلاد، وقد ترك الناس خلفهم كل ما يمتلكونه من إمكانيات القوة لمجابهة السلطات، عن أي كلفة تتحدثون، هي ثورة سلمية في مواجهة نظام قمعي ، هل تخشون مما يخوف به الرئيس من حرب أهلية وان البلد قنبلة موقوتة ؟
- لا . الآن نحن والساحات متفقون على شيء أساسي، أولا : رحيل النظام. احنا نسأل كيف يمكن أن يذهب النظام بكلفة اقل فقط. يعني محاولاتنا هي منصبة حول إمكانية أن يتم هذا الرحيل بكلفة أقل، إذا لم يكن ممكنا ان يتم ذلك إلا بالكلفة الاساسية الثورية، فلا خيار . لذلك أنا أقول اليوم إن المرحلة القادمة هي مرحلة تساقط المناطق. الآن سقطت صعدة ، سقطت الجوف، سقطت مأرب، وشبوة معظم المديريات سقطت ، استكمال هذا السقوط يشكل فارقاً كبير جداً ، في النهاية يجد النظام نفسه ( يسيطر ) على 2 كيلو متر .
* يبدو أن الرئيس لا يكترث لما تقول إنه سقوط في بعض المحافظات، هو ربما قد يفضل ان يبقى حتى في دار الرئاسة في ظل الوضع الذي هو عليه الآن.
- ماذا أمام الثورة ( أن تفعل) ، عليها أن تواصل هذا. يعني أنت واصل هذه الناحية بحيث تعمق الحركة السلمية بشكل كامل. أنا لست مع الذين يقولون بالزحف في صنعاء لأن التضحية ستكون كبيرة جدا، ولا تستطيع أن تضمن نجاحها، لكن عملية سقوط المناطق أولا يساعد في يوم من الأيام أن تكون القضية أسهل بكثير، هذا منهج من المناهج يمكن يكون فيه منهج آخر ، لكن الشيء المتفق عليه هو سقوط النظام .
* ما المجدي في أن تسقط المناطق ولا تسقط العاصمة، الدلالة الرمزية للحاكم هي في العاصمة والقصر تحديدا؟
- ولهذا أنا أقول ليس ( المهم) العاصمة . العاصمة ستسقط قد لا يسقط القصر الجمهوري في البداية ، لكن مع تصاعد حلقات ( السقوط )، تجد اليوم معظم العاصمة سقطت . كيف ننظم العملية بحيث تصبح السلطة قائمة، أي سلطة المعارضة. لعلك تذكر أنني طرحت قبل سنتين إقامة سلطة شعبية موازية، ولو عمل بها المشترك لكان الوضع المختلف .
* ألا تلحظ يا دكتور أننا بصدد لحظة مختلفة صنعها جيل مختلف، وهناك من يقول إن هذه اللحظة تدار بعقليات قديمة، ومن جيل قديم أيضا .
- أتفق معك تماما تناقشت وتحاورت مع الشباب في هذا . عندما كانوا يأتون ألي يسألونني ما رأيكم؟ ماذا نفعل؟ ، قلت لهم قولوا لنا أنتم ماذا تفعلون. أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب -كرم الله وجهه- قال لا تقصروا أولادكم على آرائكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم. قلت لهم ( للشباب) نحن مستقبلنا ورانا، القادم هو مستقبلكم انتم، كيف تريدونه ضعوا تصوركم، كيف تريدون هذا المستقبل، اذا تريدون الاستفادة من خبراتنا ومن طريقة عملنا هذا موضوع يأتي بعد ما تعدوا أنتم . كم أتمنى من شبابنا أنهم هم يتخذون المبادرة بإعداد أنفسهم ويكتلوا انفسهم ويفرضوا انفسهم على الآخرين . هناك ( شباب) في الساحات يشكون من هيمنة احزاب، وحزب الاصلاح بشكل خاص بحكم انه هو الحزب الأكبر وهو الذي أوكل إليه العملية التنظيمية، لكن لا تنسى أن كوادر الأحزاب تتعامل بالعقلية التي تربت عليها خلال مرحلة من المراحل . أحزابنا تربت مناطقية، وتربت طائفية وتربت شمولية لأنها (نشأت) أيام السرية . هذه مشكلة من المشاكل وكان هؤلاء ( نتاج) تربية عدائية . (بناء على ذلك سادت هذه الثقافة) فالحزب الاشتراكي كافر، والحزب الناصري عميل، وحزب الاصلاح ظلامي، والحزب الذي مش عارف ايش إمامي . كان كل منهم يربي حزبه على أساس ضد الآخر. هذه الثقافة لا تزال قائمة. ماذا يعني أن تضرب خيرة بناتنا في ساحة التغيير، هي عقلية ، وعقلية متخلفة ظلامية . عندك مثلا الفرقة الأولى مدرع ربيت تربية سلفية. أيضا كوادر الأحزاب الأخرى كذلك . أنا قلت لهم: مشكلتكم انكم لم تنزلوا (المشترك) إلى قواعدكم . القيادات كويسة تتعامل بشراكة كاملة ، لكنهم لم ينزلوا هذا إلى كوادرهم .
* بنفس الوقت قد يرد الإصلاح ويقول بأن بقية الأحزاب ربما أيضا تعاملت بنفس الطريقة ولم تنزل –المشترك- إلى قواعدها .
- هذا وارد بالتأكيد .
* هذا يعني أن الفجوة داخل المشترك فيما يتعلق بإدارة الشأن السياسي في صفوف القواعد مازالت كبيرة .
- وعاد هناك شيء آخر.. أنت تعرف أن الايدلوجية لها تأثير كبير جدا في الضيق. تجد الناصري اليوم اقل أيدلوجية لأنه قد ضرب، تجد الاشتراكي اقل أيدلوجية لأنه قد ضرب، لكن الإصلاح وبالأخص وهو منطلق من ثقافة دينية، لا يزال حتى الآن هو أكثر الأحزاب – رغم التغير الكبير وأنا أقول دائما إن الإصلاح بدأ ينتقل من طائفة إلى حزب وفي الإصلاح كوادر رائعة جدا لكن فيه كوادر أخرى لا تزال طائفة أكثر مما هي حزب، وبالأخص الجناح السلفي ، ولهذا السبب كما قال عبد الوهاب الآنسي عندما جاء بعض الأخوة يشكون من الساحات، قال يا جماعة أحيانا (بعض التصرفات) ما تكونش تعنت أحيانا أفراد يمارسون هذا العمل وتقولون الإصلاح قد لا يكون الإصلاح كحزب وإنما هم أفراد. وأنا اتفق معه، أحيانا قد يكونون أفراداً ، لكن هذه مسؤولية القيادة الحزبية؛ ( المفروض) تنزل وتعيد تأهيل كوادرها بما يتفق مع الشراكة الجديدة، نحن نقول نريد أن نؤسس المجتمع المدني، الديمقراطية الحقيقية ولا يمكن أن يحدث ذلك وهناك من يرفض الآخر.
* قبل ذهاب المشترك إلى الرياض كان هناك بيان يتعهد بالشفافية في التعاطي مع مسألة الحوار وتوضيح الصورة للشباب في الساحات بهذا الخصوص، حتى الآن لم نلمس أي شكل من الشفافية ولم يعرف احد ما الذي حدث ؟
- رغم أنني لم أذهب ولم يذهب احد من اتحاد القوى الشعبية، وكما قدم لنا لم يحصل شيء، لأن المشترك تمسك بالمبادرة الصادرة في 3 ابريل ولم يقتنع بالملاحظات أو التبريرات التي طرحها الإخوان ، وبالتالي رجعوا (وفد المشترك). الخليجيين قالوا خلونا نلتقي بوفد الحكومة، والتقوا بالوفد في أبوظبي ، وجدوا أن السلطة متمسكة بموقفها أيضا، فطلعوا بهذه المبادرة ( كان يشير إلى نسخة على مكتبه) . هذه المبادرة إلى حد الآن، المشترك غير متفق معها ، لأن فيها عدداً من النقاط غير الواضحة . المشترك غير متفق بشكل نسبي على ما يبدو أما الساحات فهي غير متفقة معها بالمرة.
* لكن بعض قيادات المشترك وصفت مباحثات الرياض بالإيجابية .
- وصفوها بالايجابية لأنهم ( الخليجيين ) تفهموا وجهة نظرنا بأننا لا نستطيع أن نقبلها . شرحنا لهم ما فيها من سلبيات وما فيها من إيجابيات وبالتالي قلنا لهم: نحن لا نستطيع أن نقبلها ، نحن نوافق على المبدأ الأساسي (التنحي ).
* إذا كان لم يحدث شيء في هذه المباحثات، لماذا تجاهلتم الساحات ولم يصدر حتى بيان بهذا الشأن؟
- وهذا صحيح ، أنا أتفق معك في هذا، وكان المفترض على قيادة المشترك أن تنزل إلى الساحة وتعقد مؤتمراً صحفياً وتوضح وتشرح هذه الأشياء كاملة .
* نلاحظ الآن ما يشبه المفارقة شباب يصنعون الثورة ، وأحزاب تذهب للتفاوض لتقرير مصيرها في الخارج، ثم تعود ولا تكترث للناس، هل مازلنا في لحظة يتعامل فيها المشترك مع الشعب كما تتعامل السلطة ؟
- قد لا يكون (تصرف المشترك) مقصودا، قد يكون فيه إهمال في هذا الموضوع، وأنا أتفق معك في هذه القضية والمفترض كان مباشرة أن يعودوا إلى الساحة، بل إلى الساحات ويعملوا مؤتمراً صحفياً بحيث يتوزع على الساحات اليمنية كلها، ويقولوا ما دار و ما جرى ( في مباحثات الرياض) ، لكن هل يتصوروا أن التصريحات التي قالوها في التلفزيون قد وصلت إلى الناس ، ولهذا ردود الفعل ضد المشترك كبيرة جدا وأنا كنت في الساحة أمس (الخميس)، وعندهم الحق ليس لأننا لم نقل معلومات، وإنما لأننا لم نهتم بطرح هذه المعلومات.
* الصيغة الأخيرة التي جاء بها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الخميس يبدو إن صيغتها عدلت، أنت كيف تقرأها ؟
- هي لم تعدل كثيرا ، ومع ذلك لا يزال فيها ملاحظات كما يبدو في النقاش الأخير مع الأحزاب، هي ستعرض علينا ، والمشترك اجل الرد حتى يتم الاتفاق مع الاحزاب ( التي لم تذهب الى الرياض ) . معظم الاحزاب ليست موافقة على ماجاء فيها . لأنه عندك مثلا هذا البند الذي ينص على إقرار قوانين " تمنح الحصانة ضد الملاحقة القانونية والقضائية للرئيس ومن عملوا معه خلال فترة حكمه ". المشترك اقترح ومن سيغادر معه لان الذي اذا لم يغادر لم نعطه ضمانة . وبعدين الضمانات سيعطيها البرلمان وهي لا تتعلق بالحق الخاص ، هي ممكن ان تكون في الحق العام، لكن لا يستطيعون ان يعطوا أي ضمانات في الحق الخاص، كل قوانين الأرض لا تستطيع ان تفعل ذلك. قضية الانتقال يقول لك (نص المبادرة ) مثلا: نائب الرئيس هو الرئيس الشرعي بالإنابة. اذا كنت انت قدمت استقالتك وأصبح النائب هو الرئيس فما معني بالإنابة ؟ وبالتالي هو الذي يعد للانتخابات خلال 60 يوما . طيب اذا كنت أنت استقلت فبالتالي هل لا يزال لك حق التدخل؟ أين سيكون موقع الجيش والأمن! هل يستطيع هذا النائب ان يتصرف بالقوات المسلحة والأمن، هل تستطيع هذه الحكومة ( حكومة الوحدة الوطنية ) ان يصبح الجيش والأمن والإعلام والمال تحت تصرف هذه الحكومة تصرفا كاملا ويصبح الجيش تحت تصرف السلطة المدنية، هذا سؤال ؟ هل في هذه المرحلة إذا اراد الرئيس ان يتدخل هل يستطيع ان يفعل ذلك ؟ واذا تدخل ما الذي يمنعه!
* آخر تصريح للناطق باسم احزاب المشترك ، قال فيه إنه اذا لم يكن هناك حل ، فإن المشترك سيلتحم بالشارع وبالارادة الشعبية، هل يعني هذا ان المشترك لم يلتحق بالشارع حتى الآن.
- أنا لا أدري . نحن في الدعوة الأولى طلبنا من كوادرنا ان تلتحم بالشارع لأن الشباب طلبوا منا ان لا يكون لنا تواجد في الشارع "كي لا تسرقوا منا الثورة ، ولا نريد ان تكون كوادركم بعيدة". فعملنا هذا وطلبنا من كوادرنا ان تلتحم بالشارع وتصبح جزءاً من الشارع في هذا الموقف . هذا معناه ان يصبح المشترك ما عاد له دور كحزب كرافعة سياسية يصبح جزءاً من الشعب .
* لكن من الذي يحدد الآن مسار الساحات ؟ا
- إن جئت من الناحية العملية فالذي يحددها في الحقيقة الجهة المنظمة .
* (مقاطعا).. من هي الجهة المنظمة ؟
- الجهة المنظمة هي من حزب الإصلاح ، ودخلت الفرقة –للأسف الشديد- الآن في الصورة، وأصبح جنود الفرقة يتدخلون في كثير من القضايا، وهذه من الاشياء التي يشكو منها ( الشباب) في الساحة وبدأت تناقش .
*علي محسن في البداية أعلن تأييده للثورة، هل بدأ يشارك في توجيه مسار الثورة الآن؟
- هو قال إنه سيحمي الثورة، وهو وقع اتفاقاً مع علي عبد الله صالح . هذا الاتفاق كان قد عرضه علينا .
* أي اتفاق تقصد ؟
- هو هذا ( يمسك بنسخة من المبادرة الخليجية ) تقريبا يكاد ان يكون هو ، وهو والرئيس وقعاه وكان طلب مننا ( المشترك ) أن نشارك في توقيعه فرفضنا .
* على أي أساس؟ ما هو مضمونه ؟
- إن الرئيس يتنازل بعد فترة وتشكل حكومة ..
* مقاطعا .. الاتفاق وقع بين الاثنين ( الرئيس وعلي محسن)؟
- نعم بين الاثنين وكان بواسطة عبد الكريم الارياني وابو حورية وغيرهما تدخلوا في هذا الموضوع، وكان طالب ان نكون شركاء في هذا الموضوع فرفض المشترك، وهو في الاجمال تقريبا الصيغة الأولى لهذه المبادرة المقدمة من الخليجيين الآن. لكن كان المبرر ان هؤلاء "عسكر" ولا نريد ان يتحولوا الى صراع مسلح ، فكان المبرر ان يعمل على محسن الاتفاق - وهو حر في ذلك - لكي يتجنبوا الصراع المسلح . هذا كان منطقيا .
* لكن هل أصبح الآن يتدخل في ضبط ايقاع الساحة ؟
- العسكر ( افراد الفرقة ) هم من يتدخلون .
* هل يتصرف أفراد الفرقة من تلقاء أنفسهم ؟
- لهذا السبب هناك الآن انتقادات . بلغني اليوم أن هناك سجناً في الفرقة وهذا خطا كبير جدا . كانت اللجنة الأمنية، تسجن في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، والآن يقول لي أحدهم إن هناك سجناً داخل الفرقة " وماعاد بيقدروش يدخلوا له " . هذا خطأ كبير ولا بد ان يكون للمشترك موقف في هذا الموضوع بالذات . مثلما قلت لك إننا أحيانا نتصرف بسلوك بالعادة ، ولا ندري أننا نصنع المستقبل بقيم ومبادئ جديدة ولازم نكيف سلوكنا مع القيم والمبادئ الجديدة، وإلا بأي حق نقنع الآخرين بأننا سنكون احسن ، وهذا محل حوار الآن . مثلا اليوم جاءتني رسالة من عدد من الائتلافات داخل الساحة بأن جماعة الناصريين والإصلاح شكلوا المجلس الاعلى للثورة وحدهم؛ بالتالي لماذا يفعلون هذا وكأنهم يمثلون الساحة كلها ، ايضا هذا محل خلاف وسيثيرون خلافاً داخل الساحة. هناك داخل اللجنة التنظيمية للساحة ناس جيدون كالدكتور محمد الظاهري وعدد من الاخوة الذين يجب ان يكون لهم دور . لكن مثل ما قلت لك لا استطيع ان اعيد هذا الى انها بأوامر معينة من جهة منظمة سواء كان من داخل الفرقة او من الإصلاح .
* طيب يادكتور . .هل نستطيع ان نقول بأن هناك من قرر - اذا جاز التعبير- " تبريد " ساحات الثورة ، والبعض يعتقد أن المشترك نفسه حريص على إبقاء الثورة في مستوى معين حتى لا تصل الى أركانه .
- الثورة ماضية واذا كان احد قادر يتدخل في ساحة صنعاء ، عندك الآن ساحة تعز ساحة عدن ساحة حضرموت ، عندك الآن عشرين ساحة اليوم فيها كل القوى تموج ، ولا احد يستطيع ان ينفرد . هذا ليس ممكنا ولهذا انا اقول لكي نضمن الديمقراطية يجب ان نضمن توازن القوى ، اذا اختل التوازن اختلت الديمقراطية . ولهذا الآن مثلا الساحات الاخرى ما أحوالها ؟ هناك شباب نزلوا الى عدن الى تعز والى عدد من المناطق لإقامة تحالفات وتكتلات . انا قلت للشباب : هل بالإمكان ان تحولوا هذه الساحات الى اداة للاندماج الوطني ؟ الاندماج الوطني لم يتحقق الى اليوم لا داخل احزابنا ولا داخل ثقافتنا ولا داخل مجتمعنا ، ولهذا تجد انه من غير الممكن داخل الأحزاب مثلا ان يختار الحزب "امين عام" من منطقة معينة اخرى غير المنطقة التي جاء منها ، اذا الاندماج الوطني لم يتحقق الى اليوم ولا حتى داخل الاحزاب نفسها .فهذه الوسيلة اليوم . الساحات جميلة جدا اليوم، وما يدور داخلها من نقاشات وحوارات شيء رائع ، فهل بإمكانكم أنتم الاعلاميين والصحفيين أن تسهموا في هذا . البعض يقول يجب أن لا نناقش هذه الأخطاء . هذا منطق غلط . واذا كنا اليوم نمارس غلطاً ونحن في الشارع غدا سنمارسه ونحن في السلطة .
* نحن الآن على مقربة من نهاية شهر ثالث على الثورة ، الامور طالت والوضع الاقتصادي ينهار، الى متى سيظل الناس في الساحات دون أن يتحقق الهدف الرئيسي برحيل النظام! وواضح بأن الرئيس حتى الآن يفضل الطريقة التي اعتادها طوال الفترة الماضية : المناورة والمراوغة والمراهنة على الوقت ، على ماتراهنون أنتم في المشترك؟
- الحقيقة مثل ماقلت لك: ما الذي يجعل المشترك يسعى إلى إيجاد حلول بأقل كلفة؟ الوصول الى تحقيق الهدف نفسه بأقل كلفة هو ما يجعل المشترك يقبل يتحاور مع الخليج والامريكان ، ليس من أجل أن يتنازل او يتظاهر، وانما لكي يوجد حل يخفف الكلفة ، هذه واحدة . الشيء الثاني : اعتقد ان امام الساحات خياراً واحداً هو : البدء بتولي السلطة في المناطق المختلفة ، يشكلون مجالس محلية ، ينتخبون محافظين يبدأون يديرون البلد من مواقعهم المختلفة وبالتالي سيسرعون من العملية ( سقوط النظام ).
* البعض يعتقد ان الحديث عن مسألة تخفيف الكلفة ليس أكثر من مغالطة من المشترك وهروب من مواجهة استحقاقات اللحظة الثورية ، بدليل ان المئات قتلوا في الجنوب وجرح واعتقل الآلاف، طوال الفترة الماضيية، وشهدت صعدة ست حروب قتلت وشردت عشرات الآلاف فاين كان المشترك من هذه الكلفة!
- ماذا تتصور بإمكان المشترك ان يفعل ، هناك توازن قوى وهو الذي يحكم. انت تريد ثورة سلمية . قضية ان تبدأ تنتقل من الثورة السلمية الى الثورة المسلحة هذا لم يفكر به ولا هو في تصور احد ..
* (مقاطعا) من قال إن الناس يريدون ان يذهبوا الى المواجهة المسلحة ؟
- هو لهذا أنا أقول، فماهو المطلوب ان يعمل. أنا قلت ان الخطوة الثانية وهو ما اطرحه انا بشكل دائم هو تساقط المناطق . الزحف في صنعاء سيؤدي إلى كلفة كبيرة جدا ولن يؤدي النتيجة . الشباب يتساقطون في شارع الزبيري، هل بالإمكان مهما كانت التضحية ان يتحقق شيء، أخشى ان لا يتحقق . الا اذا اعدت اعدادا كاملاً. لديك مثلا المناطق القبلية المحيطة بصنعاء . هؤلاء قد يقومون بعمل معين، لكن مسلح وهو ما تعودوا عليه.
* (مقاطعا) هؤلاء القبائل قدموا الى العاصمة عزل والتحقوا بثورة سلمية .
- نعم للنضال السلمي، لكن إذا طلبت منه أن يقوم بعملية معينة في هذا الموضوع ، انت تريد ان تحشد فتواجهك دبابة، وتواجهك طيارة ..
* (مقاطعا) الدبابة هي من تواجه الناس الآن ، ماهو الفارق ، قد يقول قائل : أن أدفع كلفة وأنا على بوابة القصر خير من أن اقتل وأنا في شارع الزبيري.
- أوكيه أوكيه .. أنا اقول: مامدى الاستعداد؟ الذين يقودون الثورة هم الشباب . ما مدى الاستعداد ؟ لأنني اسمع الآن صراخاً كبيراً جدا ان هؤلاء المتطرفين يحاولون أن يجروا الشباب الى الموت وهم يهربون . سمعت أن بعضهم يلبس الكفن حقه ، واول ما يبدأ المواجهة "بيهرب هوه ". أخشى أن تكون التضحيات كبيرة لأن توازن القوى مفقود نهائيا في حين انت ستتعامل مع زحف.
* بعض التحليلات تقول إن علي عبد الله صالح سقط عمليا في 18 مارس عندما ارتكبت قواته المجزرة المروعة بحق المعتصمين ، انهار جزءكبير من النظام، وعانى من ارتباك كبير، وكل ماحصل هو أن المشترك منحه فرصة اخرى للبقاء من خلال القبول بالمبادرة التي طرحها الأمريكان .
- والله قد يكون في هذا شيء من المبرر للآخرين. لو كان المشترك لم يقبل بهذا ما الذي كان سيحصل ؟
* كان هناك تصاعد للثورة ، وفقد الرجل القدرة على السيطرة ، وبالتالي كان على وشك الانهيار كأي نظام يواجه ثورة شعبية .
- في ايران مثلا بدأ الناس الثورة الشعبية في الشوارع . الجيش استمر في القتل ولم تتوقف الثورة الشعبية ، فاضطر الجيش يتوقف عن القتل . كان الشعب يقدم لهم الزهور . هل تعتقد ان العسكر( في الجيش اليمني ) الذي سيواجهون سيقتلون ثم ضميرهم يصحو ويفعلون مثل ماعمل الجيش في ايران! هل تعتقد أن الجيش سيعمل ما عمله الجيش في مصر! نجاح الثورة في مصر وفي تونس كان للجيش فضل كبير فيهم . الجيش الذي سيواجهه الشباب هنا هل سيتوقف ( عن القتل ) وإلا سيكون مستعدا لقتل " من جاء " .
* (مقاطعا) يادكتور في البداية خرج عدد من الشباب في بعض المحافظات كنواة للثورة وكان الناس يسخرون منهم، في ذلك الوقت كان الرئيس يمتلك كل إمكانيات السيطرة ولديه نظام متماسك، مع ذلك فقد أصبحت الثورة الشعبية في كل مكان، وفقد النظام جزءا كبيرا من قوته ، لماذا تحاولون التقليل من إمكانية نجاح الثورة الشعبية في الإطاحة بالرئيس ؟
- لا . أبدا نحن نحاول بقدر الامكان نقيسها ، لأنه لو كنا نحن الذين سنقوم بالعملية ، يمكن تجي عندنا هذه الثورة العملية، لكن عندما نكون نحاسب على الآخرين نشعر بالمسؤولية بصراحة . ولهذا انا اقول لماذا لا نبدأ بالخطوة الاولى وهي تساقط المناطق وإحاطة صنعاء وجعلها في النهاية هي التي تستقط وستسقط حتما . ما هو المانع . هذا القرار لسنا من نتخذه ، هذا القرار يتخذه الشباب الذي سيضحي .
* على أي أساس إذاً هدد الناطق باسم احزاب اللقاء المشترك بالزحف الى القصر؟
- هذه المشكلة ، ولهذا عوتب محمد قحطان في هذا الموضوع وانتقده الشباب.
* لكن بعض المعلومات قالت إن التهديد جاء ردا على تهديدات الرئاسة بتصفية قيادات المشترك وإنها كانت ردة فعل دفاعا عن حياة قيادات المشترك ؟
- سأقول لك بأمانة هذا غير صحيح . محمد قحطان لما عاتبناه في المشترك قلنا له بأي حق تقول هذا الكلام ، هو برر كالتالي : قال إن على عبد الله صالح أعلن أنها ستكون حرباً أهلية ، وانا قصدت أن أرد عليه بأنها لن تكون حرباً أهلية وإنما حرب عليك " هذا مابرر به قحطان وكان كل الاخوان في المشترك من الاصلاح الى بقية الآخرين كانوا مستائين من التصريحات . انا ايضا وجدت الشباب ايضا مستائين وقالوا كيف محمد قحطان يقول إن الشباب قرروا!
* فسر لي هذه الطلاسم بشأن موقع القصر الجمهوري . عندما يتحدث المشترك بهذا الخصوص ، يتحدث عن دار الرئاسة في الوقت الذي لا يبعد القصر الجمهوري سوى بضعة دقائق عن آخر خيمة للمعتصمين ، عن أي قصر يتحدث المشترك ؟
- نحن لم نعد نرى القصر الجمهوري ، ولم يعد فيه أحد .
* (مقاطعا) لماذا دار الرئاسة وهو معروف أنه مكان سكن للرئيس .
- دار الرئاسة لأنه يوجد به الرئيس وهو هناك بكل إمكانياته . القصر الجمهوري لم يعد يداوم فيه ولا يدير الدولة منه ..
* (مقاطعا) لكن ألا يمثل رمزية سياسية .
- (مقاطعا) تقصد أن الشباب يذهبون إليه ؟
* أنا أسأل عن هذا أنتم هل تبحثون عن شخص ام إسقاط رمزيته السياسية أولا؟
- أنا عندي سؤال : من الذي يتخذ القرار ؟ لا يمكن أن اتخذ القرار عن ناس هم من سيذهب . الشباب هم من يتخذ قرار في هذا الموضوع ، لأن القرار هنا مسؤولية كبيرة جدا .
* أليس للمسألة علاقة بمحاولة خلق حاجز مكاني ونفسي بين المعتصمين والقصر تجنبا لإسقاط الرئيس بالزحف .
- اقسم لك بالله ان المشترك اول من يريد إسقاط الرئيس بأي ثمن ، لأنهم يعانون معاناة كبيرة جدا ، لكن مثلما قلت لايمكن أن أعمل شيء على حساب غيري ، هذا الشخص نفسه هومن يجب ان يقرر.
* سأقول لك شيئا: عندما ذهب وفد المشترك الى الرياض اتخذ قرار من المنصة في الساحة بصنعاء بخروج مظاهرة وكانت للمرة الاولى تذهب خارج المكان المعتاد الذي تذهب اليه المسيرات وقد قتل عدد من الشباب وجرح المئات ، ماهي مسؤلية المشترك حيال هؤلاء ؟
- هل المشترك هو من يقرر؟
* إذا كانت هذه المسيرة خرجت بالتزامن مع سفر الوفد ..
- (مقاطعا) نعم نعم من الذي يقرر، يجب أن تتأكد من الذي قرر هذا، هل قرره المشترك .
* لدي معلومات بأن القرار كان قراراً حزبياً .
- تقصد من الاصلاح ؟
* لا أدري . أنا أقول قرار حزبي قد يكون جماعيا .
- أنا أريد أن تذهب إلى اللجنة التنظيمية لتقابل الدكتور محمد الظاهري وأساله من الذي اتخذ القرار، وقابل علي الديلمي، هؤلاء من غير الإصلاح وقابل من الاصلاح واسألهم: كيف تم اتخاذ القرار بالخروج.
* فسر لي ما يحدث : يخرج الناس يوميا الى أماكن محددة وهم يعرفون سلفا أنهم سيواجهون بالرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع ، ما الجدوى من خروج لا يحقق شيئا ، فإذا كنتم تتحدثون عن مسؤولية تجاه ارواح الناس ، هذا يعني ان ارواح الناس تذهب سدى .
- لهذا أنت عادك تقول لي انهم لازم يزحفون ، يعني سيحصل لهم نفس الكلام .
* أنا أتحدث عن سقوط ناس يذهبون باتجاه تصعيدي وحاسم ، بينما ما يحدث الآن هو عملية مراوحة في نفس المكان والناس يخسرو أراوحهم ايضا .
- لو زحفوا ، هل يستطيعون أن يصلوا إلى السبعين.
* لماذا تبعد المسافة يادكتور والقصر الجمهوري على بعد مسافة قريبة من الساحة ؟
- لا.لا أنا اسأل لأنني أسال لما سيواجهونه من عسكر ، وإلا تقصد يزحفون إلى القصر الجمهوري.
* نعم .
- ما هو المانع ، ماعنديش فكرة ما هو المانع العملي ، لكن من هو الذي يقرر .المشترك لا يقرر ،لا زحف ولا غير زحف ، ولم يتخذ قراراً إلا اذا كان فيه لوبي مصغر فهذا امر ثاني ، لكن عندنا بصراحة لم يتخذ أي قرار لا بزحف ولا بعدم زحف .
* ما هي دلالة انتقال القضية اليمنية الى مجلس الامن الدولي ؟
- أنا جاءتني رسالة من الشيخ الأحمر يقول لي إنه كان قراراً هزيلاً وضعيفاً، وكان دليلا على عدم اهتمامنا بعملنا، ولم نعرض قضيتنا والجرائم التي ارتكبت ، تدل على ضعف علاقتنا بالقوى الخارجية ، فرددت عليه برسالة قلت له: إدخال قضية اليمن إلى مجلس الأمن ليس من أجل اليمن وإنما هي تمهيد لإدخال القضية السورية، هم يريدون سوريا ولا يريدون اليمن ، ولهذا خرج القرار بهذا الشكل الهزيل، دعوة الى ضبط النفس . فالقضية في مجلس الامن ليست قضية اليمن، وانما هي قضية تفعيل ادخال سوريا لأنه ليس ممكنا أن يدخلوا سوريا ، وهم لم يدخلوا اليمن قبلها ، هذه وجهة نظري .
* أليس للمسالة علاقة بنظرة الخارج للشأن اليمني ، هناك من يتحدث عن مخاوف من صراع مسلح قد ينشب بالذات مع حدوث الانشقاق العسكري ، وقد تحدث مندوب ألمانيا في المجلس عن هذه مخاوف: انفلات الأوضاع في اليمن وتأثيرها على الملاحة البحرية ؟
- هذا احتمال، لكن الغرب لا يهمهم بلادنا أو أن نتقاتل ، ما يخوف الغرب هو أن تنتقل السلطة الى قوى متطرفة، يريدون حد الآن هم يشعرون بأن السلطة ستنتقل إلى قوى متطرفة سلفية وبالتالي هم لا يريدون ذلك ..
* (مقاطعا) أنت تقصد الاصلاح ؟
- الاصلاح ليس حزباً سلفياً.
* لأنه هو القوة السياسية الكبيرة في البلاد التي قد ترث حكم البلاد.
- معظم الإصلاح هم من الاخوان المسلمين، مش من السلفيين، لكن يوجد عدد كبير جدا من السلفيين خارج الإصلاح وداخل الإصلاح . لو سألت من هي القوة التي بالإمكان ان يكون لها دور في السلطة القادمة من القوى السياسية كلها .
* القوة السياسية المهيأة بحسب المعطيات والمرشحة للعب دور هي حزب الإصلاح؟
- ويرتبط حزب الاصلاح مثلا بعلاقات مع مؤسسة عسكرية..
* من تقصد علي محسن ؟
- نعم علي محسن ، لأن المؤسسة العسكرية مؤسسة سلفية ، ويرتبط ايضا بعلاقات واسعة مع عدد كبيرجدا من المشائخ. الغرب يفكر أنه لو حصل وهيمنت قوى واحدة احتمال أن الديمقراطية تنتهي، وتنتقل السلطة الى قوى متطرفة ، ولهذا نحن نريد ان يكون هناك قوى متوازنة لكي يستطيع الغرب أن يقتنع بأنه لم يعد باستطاعة احد ان يقف في وجهها . وأنا عندي قناعة كاملة أنه ماعاد احد يستطيع إيقافها : لاحزب شمولي ولا أشخاص ولا شيء . البلد كبرت ، والحراك الاجتماعي كبير جدا، لكن مع ذلك هذه مخاوفهم ( الغرب ).
* وهل الغرب حريص على الديمقراطية ؟
- لا لا. ليس حريصا على الديمقراطية ، لكنه لا يريد ان تنتقل السلطة الى قوى متطرفة ضد مصالحه، هو يتمنى لو يقدر يتعامل مع فرد مثل ماكان يفعل ( في السابق) لكن هو يشعر اليوم بأن الفرد مش ممكن .
* ما هي دوافع التحرك الخليجي الآن بشأن اليمن ، هل يخشون من انفلات الأوضاع أم خوفا من الثورة نفسها ؟
- بالنسبة للخليجيين اليمن بالنسبة لهم شرها عليهم وخيرها عليهم ، وقد قالها الملك عبد العزيز آل سعود من زمان قال: شركم من اليمن وخيركم من اليمن . لأننا في ساحة واحدة ، وهم يتأثرون بنا ونحن نتأثر بهم سواء شرا او خيرا .
* لكن يبدو ان هذه المقولة قرئت بشكل خاطيء ، فهناك دول حريصة على ابقاء اليمن عند مستوى معين من الاضطراب .
- أنا كتبت حول هذا الموضوع 7 حلقات عن العلاقات اليمنية السعودية قلت: أخشى ان عددا من الاخوان في السعودية قرأوا الشر ولم يقرأوا الخير ،لكن انا اعتقد ان هناك تطوراً كبيراً داخل المملكة العربية السعودية واستيعاب للمستجدات وفيه حراك اجتماعي كبير وغير عادي. عندك مثلا ماحدث في المنطقة بشكل عام : الثورة في سوريا، والثورة مشت في تونس واالثورة مضت في مصر ، وفي الاردن الشارع يهتز اهتزازاً كبيراً جدا ، البحرين عمان ، واليمن .
* عندما ضاق الخناق على الرئيس صالح في مواجهة الثورة ، لماذا حرص برأيك على إعادة القضية اليمنية الى الطاولة السعودية وطلب مرارا وساطتها ؟
- ليس الرئيس وحده الذي حرص على هذا ، اعتقد ان الامريكان والاوربيين حرصوا على هذا لأنهم يعرفون أن الأمر في النهاية يحتاج الى امكانيات مالية لبلد مفلس ، ويعتقدون ان الخليج هو الذي يجب ان يتحمل المسؤلية في هذا الظرف . هذه ناحية . والناحية الثانية ان الاوربيين والامريكان مقتنعون ان دول الخيج وبالأخص السعودية، لها تأثير كبير جدا على كثير من الاشخاص داخل الساحة، وبالتالي فهم يستطيعون أن يقوموا بعمل ما ، وهم يسعون سعيا حثيثا الى أن لا يختل الوضع بالطريقة التي تؤدي الى ما لا يحبونه . بعد تجربتهم مع أيران لا يردون أن يتكرر الامر كما حدث هناك، هم ساهموا في ثورة ايران في البداية ، لكن لم يستطيعوا ضبطها لاحقا . هم دائما عندما تنتهي صلاحية حاكم كان معهم يبحثون عن طريقة لإسقاطه، لكن بالطريقة التي لا تؤدي إلى الإضرار بمصالحهم ، وهم هنا ( في الحالة اليمنية) يبحثون بهذه الطريقة، اذا لم يجدوا فسيضلون يواصلون حتى يلقون بديلا.
* هل فشلت الثورة اليمنية في طمأنة العالم من عدم الانزلاق الى حرب أهلية؟ وهل استجاب العالم الى تخويف الرئيس من انفجار حرب أهلية في البلاد ؟
- إلى حد الآن أخشى أن المشترك هو الذي فشل حتى اليوم ان يطمئنهم بأن الامور ستسير بالطريق الذي لا تتعارض فيه المصالح وهو الطريق الديمقراطي الذي يريده اليمنيون وبشكل لا يتعارض فيه مع مصالحهم ( الغرب ) .
* ما الذي كان بيد المشترك ان يفعله ولم يفعله؟
- أعتقد أن قضية التواصل مع القوى الخارجية كان محدودا من ناحية، الشيء الثاني هم (الخارج ) يدرسون كل شيء ويتابعون كل شيء والتقوا حتى بعدد من الشباب . وما يجري في الساحة ينعكس ( على صورة المشترك) . مثلا ما حدث للكاتبة أروى عثمان وأخواتها، هذا سيؤدي عندهم الى مردود سيء جدا جدا ، وسيؤكد مخاوفهم من انتقال السلطة الى السلفيين . هم يشاهدون كل هذه الأشياء . لهم مشكلة مع الزنداني ولهم مشكلة مع السلفيين ، ولهم مشكلة مع القاعدة . هذه النتيجة كلها اين ستذهب؟ هل استطاع المشترك ان يقنعهم انه هو البديل الممتاز؟ لم يسبق له حتى ان طرح نفسه بديلا، وانه قادر على ان يؤدي الدور الأخير ، ولهذا هم يحاولون الآن ان تنتقل الأمور انتقالا سلميا دون ان تنهار الأوضاع كلها ، وبالتالي يظل التماسك ماضياً خطوة بخطوة . هم حريصون بصراحة على ان يوجد توازن داخل القوى . وانا على يقين ان قضية التوازن لم يعد احد قادر يهيمن ، لكن بالإمكان تأتي فترة "نضطر الناس يرجعوا يصارعوا". بدل ما يبدأ الصراع من جديد لماذا لا نرتب امورنا من الآن .
* واضح من خلال اداء المشترك ا ن هناك سلسلة كبيرة من الأخطاء في تقدير الحالة في البلد واتخاذ الموقف المناسب حيال مايحدث، رغم ذلك حتى الآن لم نشهد إقداما من قبل قيادات المشترك للاعتراف بهذه الأخطاء والاعتذار للناس ومغادرة المشهد ؟
- مثلا، ما هي الأخطاء التي ارتكبها.
* مثلا استغرق موضوع الاعتراف بالقضية الجنوبية من قبل المشترك اكثر من عامين ، حصل ماحصل خلال تلك الفترة، ثم عاد المشترك الذي كان بعض اطرافه يتحفظ في موضوع القضية الجنوبية ، ليعترف بها ويعتبرها مدخلا لإصلاح أوضاع البلاد ، هل كنا بحاجة الى ان نخسر عامين من الوقت كي يصل المشترك الى هذا القرار؟
- اتفق معك أنه تأخر واحتاج الى كثير في هذا ، لكن أنا لم اتأخر ( يضحك )، عموما ياسيدي، لكن لا تنس انه كان مثلا في قضية حرب صعدة ، منذ البداية عمل بيانا أن الحل في صعدة لايمكن ان يتم الا بحل وطني.
* ماذا فعلت البيانات طوال 20 عاما من نشاط الاحزاب ؟
- ماذا يفعل غير البيان..
* (مقاطعا) أنتم احزاب سياسية ولديكم قواعد ولديكم قدرة على الضغط ، اذا كان الآن يتم استخدام الشارع من اجل الضغط فقط لمفاوضات مع الرئيس في وقت يكون الناس قد انتقلوا فيه الى الثورة ؟
- يا اخي الفضل لبوعزيزي ، وإلا لولا بوعزيزي لما تحرك الشارع، ، لكن بوعزيزي والمناخ الثوري ، يعني هبت علينا الرياح التي هبت على اوروبا الشرقية ، خريف تساقط الانظمة الديكتاتورية، هذا الذي ساعد . هي حالة من الحالات هل نحن نستطيع نقتنصها ونستفيد منها هذا الذي تستطيع ان تحاسبنا عليه.
* الشارع الآن جاهز ومستعد ، هل قيادات المشترك مهيأة للتعامل مع اللحظة ؟
- أنا اعتقد انها لن تفشل الشارع ولن تتخلى عن الشارع ولن تتجاوز الشارع ، هذه قناعتي الى الآن لما أعرفه داخل المشترك.
* ألا ترى ان هناك تعاملا اقل من اللحظة داخل المشترك ؟
- ربما كان يتطلب أداء اكبر ، ربما يتطلب تواجداً اكبر ، ربما .
* ما هي السيناريوهات المحتملة حدوثها خلال الفترة المقبلة لإنهاء هذا الوضع القائم الآن؟
- أنا أخشى إذا لم يتحرك المشترك تحركا عمليا لإعداد المناطق لحكم محلي من الآن ويدفعها ويستغل الزخم الثوري، أعتقد ان المناطق ستتساقط من نفسها وسنتعب اكثر بعد ذلك في استعادتها والمشترك قادر حتى الآن، الشيء الآخر ربما اذا لم يتحرك المشترك على هذا المستوى فإن الزخم الثوري سيضعف نتيجة لأن علي عبد الله صالح يراهن على الوقت ويراهن على الصراعات داخل المشترك وداخل الساحات، وبدأ يسعد لما يشهده اليوم من صراعات . الشيء الثاني هو قادر انه يتعامل حتى مع المؤسسة العسكرية بالتفاهم والمحاباة بين هؤلاء على حساب هؤلاء كل شيء وارد ، وبالتالي ستكون المسألة أصعب بكثير ما لم يتحرك المشترك تحركا فعليا وعمليا للعمل على مستوى المناطق. أما صنعاء فانا اقول لك اترك صنعاء للمرحلة القادمة ، وابدأ بالمناطق المختلفة . يا اخي الزخم الموجود في تعز شيء رائع جدا جدا، وهم هؤلاء الذين كانوا يقولون عنهم رعية . اهل تهامة اليوم الذين قال لهم الرئيس السلال: " انتم جالسين تعرقوا وبس "، الآن يعيشون ثورة حقيقية . هذا الزخم لا بد ان يؤدي دوراً، لكن يحتاج من يساعده وينظمه ويتخذ خطوات معينة، قد لاتكون الخطوات التي انت تقصدها والتي قد تكون كلفتها كبيرة، لكن خطوات تؤدي الى نتيجة بأقل كلفة ، واذا لم يقم ( المشترك ) بهذا فسيكون قد جنى على الثورة ، سيمرالوقت ، وهذا مايراهن عليه الرئيس علي عبد الله صالح .
* هل حان الوقت ، لقيادات المشترك أن ترتاح ؟
- (مقاطعا) أن ترحل.
* نعم؟
- أقسم بالله أن الوقت قد حان لنا أن نرتاح ، لكن قولوا لنا ارحلوا ( يضحك )، لكن مثلا شوف الفرق بين المشترك والسلطة . السلطة تحميها عسكر وتفرض نفسها، المشترك اختار الناس والشباب . لماذا لا يحسنون اختيار قياداتهم اليوم . في الحقيقة أنا طلبت حتى من شباب الإصلاح ، قلت لهم انتقلوا من ولاء الطاعة الى ولاء القناعة ، ولاء القناعة معناه ان تكون شريكاً ان تناقش وتحاور. اليوم الأول كانوا يسألونني : قالوا اذا كان فيه شباب لهم وجهة نظر وحزبهم له وجهة نظر أخرى . قلت لهم كالتالي : على هذا الشباب ان يقيس أين يكون ضميره، وأين تكون مصلحة الوطن ، فإن كانت مصلحة الوطن في ما يقتنع به هو فعليه تنفيذه، وإن كانت مصلحة الوطن في ما يطرحه الحزب لأنه لا يجوز ان يكون الحزب فوق الوطن ولا ان يكون الوطن خادما للحزب على العكس الحزب يجب ان يكون خادما للوطن . وأنا أقول دائما لطلبتي في الجامعة: افرضوا ان اتحاد القوى الشعبية "رشح واحد فاتر" وأمامه واحد ممتاز من المؤتمر او من الإصلاح وإلا من أي حزب آخر ، فتقوم تختار هذا فقط لأنه من حزبك . هذا معناه ان حزبك فوق الوطن برأيك . هذه تقاليد جديدة ومفهوم جديد يجب أن يتعلمه الناس ، ونحن مازلنا جدداً على العمل الديمقراطي ، لكن للأمانة هناك الآن زخم لا بأس به والفضل لكم أيها الإعلاميون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.