✍ تركيا بلد جميل لشعبه والمستثمرين فقط ورؤوس الأموال ومن لديه نفوذ مالي ووجاهاتي. صحيح نحن انبهرنا بالنموذج التركي وقدمناه على انه نموذج إسلامي وهذا جيد من ناحية كون الدولة في سياستها الخارجية تقف الى جانب شعوب المنطقة انطلاقا من قيمها التاريخية وسعيها لحيازة وجود استراتيجي يضمن مصالحها في سياق صراع دولي متصاعد على منابع النفط والطاقة والغاز ومقومات التصنيع ومواقع التحكم الاستراتيجي ،ويقوي اقتصادها ويمكنها من استرداد طموح القوة والفاعلية ، هناك مخيال جمعي يقود طموح تركيا من اجل ذلك وبالتالي فان الرئيس التركي من الذكاء بحيث يلتقط المناسبات التي تأخذ بعدا اعلاميا ويستثمرها لصالح تلميع حكومته وحزبه ودولته فهو مثلا لن يأبه للحالات الانسانية المتوارية بعيدا عن عدسات الكاميرا لانها لم تتخذ بعدا جماهيريا واعلاميا يمكن استثماره لتلميع الذات ، لكن من الناحية الواقعية فتركيا بلد علماني راسمالي قح يحضر الاسلام منزويا في المساجد والمآذن وفِي الرموز والشعارات والشكليات التاريخية التي تمنحها بعدا جماليا وسياحيا يقوي من معدل الدخل القومي ،الدين يمكن استثماره في السياسة الخارجية كما في السياحة الداخلية ، لكنه منعدم في التعاملات الواقعية والسلوك اليومي مظاهر العلمانية هنا اكثر حضورا "الويسكي" يحتل حيزا ممتازا في اهتمامات الشعب انه جزء مركزي في تقوية اقتصاد تركيا ،الدخان هنا لا يغادر شفاه الاتراك شبابا وشيوخا وشيبانا رجالا ونساء علماني ومتدين ، لا يمكن ان تمنحك مستشفيات تركيا ان كنت فقيرا فرصة للعلاج الجيد كل شيء هنا له ثمن حتى وضوء الصلاة .! اليمن تحتل في ذاكرة الاخوة الاتراك مكان سيئا وفي تفكير الاتراك ، هناك أغنية تعيد اليهم مآسيهم في بلادنا إنها بلد مات فيه الكثير إبّان الوجود العثماني فيها وإن كنت يمني فانت أقل من ان يهتم بك ويتم الاهتمام فقط بالقوى الاستثمارية وذوي النفوذ الذين يقعون ضمن المناطق الاستراتيجية والنفطية والغازية كصلاح باتيس وقيادات الإصلاح المؤثرة في تشكيل المستقبل وفقا لما يربط مناطق اليمن الاستراتيجية بطموحات الاستراتيجيا التركية بوصفها قوة قادمة . إن كنت مريضا هنا ستموت ألما الحياة مكلفة جدا للوافدين البسطاء وستموت جوعا ايضا وستموت وحدة وربما تموت متجمدا من شدة البرد ، تركيا ليست كما نعتقد هي بلد فقط جميل لاهلها ولمن يضيف قوة لاقتصاد تركيا ونفوذها ، بلد علماني أتاح للدين فرصة الحضور من أجل ضمان عدم تحول مريديه الى أدوات سياسية ضارة ، ومن اجل حشد محيطها بوصفه عمقا لها وراءها من خلاله ... تركيا ليست كما في مسلسلاتها التاريخية بل كما في الرؤية الفلسفية المادية الغربية الاسلام مجرد شعارات ومظاهر تجميل وحشد وتأكيد حضور .