لو استطاعت الأحزاب اليمنية الكبرى إعادة الاعتبار لهذه المرحلة الخشنة لاستطاعت إنتاجها بصورة أكثر التزاماً بمشروع دولة هي الشّرعية، ومن خلالها كأحزاب سياسية ومؤسسات مدنية وكذلك معسكرات للمقاومة بعيداً عن بروبجاندات التواصل الاجتماعي مثلاً، والتي كشفت الستار عن قدرتها على تجربف تلك اﻷحزاب ذات التاريخ النضالي سياسيا من الميدان إلى أروقتها المليئة بفوضى العالم لافتراضي بالتالي فقدت قدرتها على توجيه أولوياتها ضمن المشاريع الوطنية سياسيا واجتماعبا وثقافيا هذا ما أودى بها لتكون أحزاب فاشلة شكلا وموضوعا، بل وباتت عالة على منتسبيها ومناصريها وحتى على متابعيها هنا وهناك. الأحزاب بحاجة لمؤتمرات عدّة للمصالحة الوطنية أولاً، وللوفاق السياسي وإعادة الثقة ضِمناً ولتوحيد الموقف من جهة أشمل سواء في تعاطيها مع التحالف العربي والحكومة الشرعية أو كموقف المواجهة ضد الانقلاب كهدف أساس. الخطوة الأكثر شجاعة لهذه الأحزاب الوطنية هي أن تبدأ بصياغة رؤية خلاّقة لتفاعل بمسئولية جادة مع وثيقة التحالف السياسي التي أقرّت عام 2017م أيضا إعلان 14 إبريل 2019 م في سيئون الذي أعلن فيه 18مكونا سياسيا يمنيا تحالفهم السياسي كحامل سياسي موضوعي سيضمن جزء أهم من إعادة الثقة فيما بينها كمشروع لن يمنحها الثقة بما تقوم به سواه وهو ما سيمنحها صلاحية التأثير الحيوي على الأحداث وعلى مجرياتها علي حد سواء وبمسئولية ستعيدها للمشهد السياسي بقوة مضاعفة قد تضعها في صدارة المشهد بأكثر مما كانت عليه في مرحلة اللقاء المشترك نن نجح في التغيير وفشل باستثماره إن لم يكن قد انتهى كإطار سياسي له ماله وعليه ما عليه، وربما حتى مشروع أحزاب التحالف السياسي اﻷخير قد يتعثر طالما وتلك اﻷحزاب تعيش حالة نفور سياسي مبني على عدم ثقة وحالات استقطاب أخرى وقعت هذه اﻷحزاب في مصيدتها الذكية التي تديرها أنظمة إقليمية أو أخرى دولية، هذا أفقدها السيطرة سياسيا على مضمونية المشروع والمشروع السياسي المضمون، أضف فقدان هيبتها جماهيريا، اﻷمر الذي سيتيح لتيار نهضة اليمن فرصة ذهبية ربما لن تتكرر ليس للدخول في خط المواجهة لكن ليكون بديلا سياسيا بنسبة خلاقة سيقدمها الحزب في سياق العملية السياسية في أثناء وما بعد الحرب الانقلابية السلالية الراهنة. تتهيأ مختلف ظروف الواقع اليمني السياسي لتتخلق منها حالات سياسية حزبية ككيانات مغايرة ستكون البديل الموضوعي في ظل الركود الحزبي التراكمي المتجمد، هذا التخلق سيتمحور بخلق حراك كياني سياسي يتصدره تيار نهضة اليمن كأحد أهمها سيما وأنه جاء بلحظة حاسمة مليئة بتعقيدات وثقالات وانكسارات وعثرات وهزائم سياسية عبثية متلاحقة بالحرب الانقلابية وبالاستقطابات والفشل واﻹفشال الحزبي الحالي، إضافة لتجميد جبهات الحرب بأوامر عليا لعلها من قيادة التحالف العربي هذه لوحدها قد تسببت في إفراز ظاهرة إحباط اجتماعية وعبثية سياسية وحالة عسكرية دفاعية هجومية فوضوية هي اﻷخرى تعاني إحباطات تعقيدية متراكمة ﻷنها حشرت في مربع اللا حرب واللا سلم ضيق جدا، هذه أيضا وسعت الفجوة في المشروع الوطني والذي جاء تيار نهضة اليمن كتيار سياسي وجبهة مدنية من أجل المشاركة في ردمها وفق رؤيته الاستراتيجية. بالمحصّل :لا تزال الأحزاب اليمنية الداعمة للشرعية عملاقة في مشاريعها السياسية وحضورها الجماهيري أو في استراتيجيتها للمرحلة ولكنها بحاجة لإعادة النظر بعلاقاتها كشركاء سياسيين حتى هذه اللحظة غضّ النظر عن أي تفاصيل عكّرت صفو تلك العلاقات، وما تشهده الساحة المدنية في محافظة تعز إلاّ إحدى تلك النتائج الملموسة لتفاعلاتها كأحزاب قادرة على إنتاج الواقع القادر على تجاوز ثقّالات الحرب بوعيها الأكثر تحضّراً ولكنها بأمسّ الحاجة لترميم ندوبها وبهذا ستكون غير طاردة لأي من شركائها الجدد منهم تيار نهضة اليمن في حالة قبولها وعدم التحريض عليه ستكون قدّمت نفسه كقوى مدنية وحاضنات سياسية لا تزال حية وتخترق بثِقلها الطبيعي أغلب سياجات العزلة الحرب والحاضر المتعثر وقادرة على ردم فجوات الأزمة السياسية أو حتى الحربية حيث هي جزء أصيل من الجبهة وبشكل مباشر، وهذا الذي سيحفز تيار نهضة اليمن ليأخذ موقعه بجغرافيا العمل الجيوسياسي اليمني ضمن الداعمين للمشروع الجمهوري والقضية الوطنية.