بدأ مساء أمس فرز أصوات الناخبين المصريين بعد إغلاق مراكز الاقتراع في اليوم الثاني من الانتخابات الرئاسية، حيث واصل المصريون الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيسهم الجديد من بين 13 مرشحاً يتنافسون على المنصب الرفيع، في أول انتخابات تعددية وديمقراطية في تاريخهم، بعدما أطاحت ثورة 25 يناير الرئيس السابق حسني مبارك . وتباينت نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع بحسب المحافظات، وبلغت عموماً نحو 50% (25 مليوناً) بحسب لجنة الانتخابات الرئاسية، التي مددت التصويت ساعة إضافية، نافية تمديد الفترة يوماً إضافياً، فيما توقع خبراء ومراقبون أن حسم السباق الرئاسي سيتطلب جولة انتخابية ثانية، وسط حديث عن إمكان حدوث مفاجآت . وعلى الرغم من الرقابة المحلية والأجنبية، استمرت ظاهرة الخروق والانتهاكات الانتخابية بكل أشكالها ومظاهرها وإن انخفضت نسبتها عن اليوم الأول، إلى جانب المشادات الكلامية وأحياناً الاشتباكات بين أنصار حملات المرشحين، وقدمت “شبكة مراقبون بلا حدود” الحقوقية أربعة بلاغات جديدة إلى اللجنة العليا للانتخابات، بسبب عدم التزام الحملات بوقف الدعاية الانتخابية . وتشكلت مجدداً الطوابير أمام لجان الاقتراع في القاهرة ومختلف المحافظات، فيما بدا من الصعب التكهن بأي مؤشرات لنتائج التصويت بعد اليوم الأول للاقتراع، بسبب احتدام المنافسة بين المرشحين الخمسة الرئيسين . ورجح خبراء ومعلقون عدم حصول أي مرشح على الأغلبية المطلقة (50 + 1) في الجولة الأولى . ويفترض أن تعلن نتائج الجولة الأولى للانتخابات رسميا في 27 مايو/ أيار المقبل، لكن ينتظر أن يعلن المرشحون قبل ذلك النتائج التي سيجمعها مندوبوهم من 13 ألف مكتب اقتراع في مختلف أنحاء البلاد . وعكست تصريحات أطلقتها حملات لمرشحين رئاسيين، أمس، تضارباً لافتاً يشير على نحو واضح إلى واحد من أهم ملامح الانتخابات، وهو أن المصريين لن يعرفوا حتى إعلان النتائج النهائية للصناديق اسم الرئيس الذي سوف يحكمهم لأربع سنوات مقبلة . وقالت حملة مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي، أمس، إن تقارير المتابعة لمندوبيها في مختلف المحافظات المصرية تظهر تقدماً لافتاً لمرشح الحرية والعدالة، الأمر الذي يؤكد حسمه للسباق الرئاسي من الجولة الأولى، في الوقت الذي قالت فيه حملة المرشح عمرو موسى إن مرشحها يتقدم بخطى ثابتة نحو المركز الأول، متقدما بصورة لافتة على باقي المرشحين . وحصرت حملة الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح المنافسة خلال الساعات الأخيرة بين مرشحها ومرشح “الإخوان”، وسط مزاحمة من المرشح الثالث أحمد شفيق، وهو ما ردت عليه حملة المرشح عمرو موسى ببيان أكدت فيه “اكتساح مرشحها عدداً من المحافظات المصرية ذات الثقل الانتخابي”، وأصدرت حملة المرشح حمدين صباحي سلسلة من البيانات، أكدت خلالها تقدم مرشحها بخطوات ثابتة في العديد من المحافظات المصرية، ما يؤشر إلى جولة إعادة ساخنة، وهو ما أكده خبير الإعلام السياسي ورئيس وحدة بحوث الرأي العام بجامعة سوهاج الدكتور صابر حارث بشأن حدوث مفاجأة كبرى أشار إلى أن كثيراً من الأصوات التي فقدها شفيق ذهبت إلى موسى وحمدين صباحي .