احتشد الآلاف من ثوار عدن في ساحة الحرية بكريتر لأداء صلاة جمعة (ثورة سوريا منتصرة) وقد شهدت الجمعة حضورًا لافتا رغم ارتفاع الحرارة الشديدة في المحافظة. وكان خطيب ساحة الحرية الدكتور عبدالله العليمي باوزير قد أكد على أن الاعتداء على النفس البشرية جرم عظيم بل هو من أكبر الكبائر وقد جاء الإسلام ليحفظ الكليات الخمس الضرورية (الدين والنفس والعرض والعقل والمال).
وأدان باوزير مجازر نظام الأسد ضد أبناء سوريا وما حققه الشعب السوري من بطولات وتضحيات قالاً: ثلاثة عشر شهرًا والسوريون يدفعون دمائهم وأرواحهم وأطفالهم وبيوتهم ثمنًا للحرية والكرامة وفداءً لثورتهم المباركة التي ليس لها معين إلا الله تعالى، مضيفًا أن عائلة الأسد الدموية الحاقدة .. عصابة الإجرام والقتل والطغيان والظلم لها أكثر من أربعون عام وهي تتحكم في بسوريا العروبة.
مضيفا أن شعب سوريا العظيم خرج في ثورة عظيمة ينشد الحرية والكرامة والعدالة ضد نظام إجرامي بامتياز قاتل الأطفال .. وذابح النساء .. ومهدم القرى والحارات.
وأشار باوزير أن عدد شهداء الثورة السوريا بلغ أكثر من خمسة عشر الف وستمائة شهيد في أربعمائة وأربعون يومًا بمعدل خمسة وثلاثين شهيدًا لكل يوم وبلع عدد الشهيدات ألف ومائة إمرأة وعدد الشهداء من الأطفال ألف ومائتين شهيد، وقد بلغ عدد المفقودين اكثر من 65 الف مفقود وأن عدد المعتقلين 212 الف معتقل وكان عدد اللاجئين السوريين يفوق 65 ألف لاجئ في لبنان وتركيا والأردن والعراق.. أي جرم هذا أي نظام دموي هذا.
وطالب باوزير من حكومة الوفاق الوطني في اليمن بطرد سفير سوريا وقطع جميع العلاقات الدبلوماسية في البلدين حتى سقوط الطاغية بشار وعصابته. وتابع الخطيب:" بأنه مر علينا في مثل هذا الأسبوع من العام الماضي وبالتحديد في التاسع والعشرين من مايو ما قام به شقيق النظام السوري المجرم وهو نظام المخلوع علي صالح بإحراق ساحة الحرية بتعز حدث هام ومفصلي في تاريخ الثورة اليمنية المباركة، محطة من محطات الإجرام الذي مارسها المخلوع وزبانيته ..هلوكوست تعز .. خمسة عشر ساعة من الإجرام قتل فيها إحدى عشر شهيدًا وأصيب المئات أحرقت الساحة كاملة دمرت المستشفيات، عمل إرهابي تحول منفذه إلى وحش مفترس .. تتار جديد ومغول حديث وكأنهم من خارج اليمن بل من خراج الإنسانية .. اقتحموا كل شيء أحرقوا كل شيء دمروا كل شيء"،موضحا أن تلك الايادي الآثمة القاتلة التي خططت لمحرقة ساحة الحرية بتعز هي ذاتها التي تخطط للأعمال الإجرامية، فمن خطط لإحراق ساحة نعز هو من خطط لمجزرة الكرامة وهو ذانه من خطط لمجزرة القاع والزبيري وجولة كنتاكي هو ذاته من خطط لإحراق ساحة الحرية بعدن وساحة المكلا وتريم هو ذاته من خطط للإعتداء على شباب الثورة السلمية في المنصورة والمعلا وساحة الحرية بعدن، المخطط واحد..والمطبخ واحد .. اختلفت الأدوات التنفيذية فقط. وأكد بأن من يعبث بأمن واستقرار وسكينة عدن ومن يعتدي على الساحة وشباب الثورة مجموعة وعصابة مأجورة تستغل حالة الفلتان الأمني والضعف الأمني وتدعي أنها تنتصر للجنوب وقضيته العادلة، فعن أي جنوب يتحدثون وعن أي قضية يناضلون وعن أي مظلمة يدافعون .. أهذا الجنوب الذي يبشون به .. أهذه الدولة التي يحلم علي سالم البيض أن يأتي ليحكمها مرة أخرى .. أهذه عدن التي يريدونها أن تكون .. قطع للطرقات وحرق للساحة ونشر للسلاح والفوضى والمخدرات وتقطع وسرقة وإرهاب وإيذاء .. لا صوت إلا صوتهم ولا مسيرة إلا مسيرتهم ولا نضال إلا نضالهم .. عن أي حرية يدافع البيض وأي عدالة ينشدها وأي مستقبل يريده وهم يؤدون حربًا بالوكالة وصاروا ينفذون أجندة بقايا النظام الذي خرجنا من آجله، نقول لهؤلاء: مهلاً أيها المأجورون الجنوب اليوم ليس جنوب الأمس وجيل اليوم ليس جيل الامس والحاضر ابدًا ليس كالماضي .. مهلاً أيها الإقصائيون ..الجنوب لنا جميعًا نحن وانتم هنا هذه أرضنا مثلما هي أرضكم، هذه مدينتنا مثلما هي مدينتكم .. كل الجنوب اهلنا ووطننا كل شبر في الجنوب نحن وأنتم شركاء فيه لنا في كل حارة وفي كل قرية أنصار وأحباب.
وشكر باوزير شباب الثورة السلمية الذين اسقطوا نظام المخلوع وكانوا ولا زالوا في مقدمة النضال وفي طليعة الحراك السلمي الراقي في بداية عام 2007 مضيفًا نحتفظ بكم هائل من المواقف والتضحيات نفخر بذلك ولسنا نادمين عليه لأننا جزء من الجنوب .. قضيته قضيتنا .. يسعدنا ما يسعده .. ويؤرقنا ما يؤرقه .. تلك قيمنا ومبادينا وسنواجه الدنيا كلها في سبيل القيم والمبادئ التي نحملها، نؤمن بالحوار والشراكة والقبول بالآخر كما نؤمن بالسلام والوئام والمحبة والأخوة ونؤمن بالتنوع والتعدد.
وفي نهاية خطبته وجه الدعوة للرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني إلى الإسراع من هيكلة الجيش والأمن وتعزيز الأجهزة الأمنية بعدن كما طالب بطرد أذيال بشار الأسد من اليمن كما طالب الرئيس والحكومة لاستدعاء السفير اللبناني لإبلاغه اجماع الشعب اليمني عن احتضان دعاة التمزيق ومحرضي الفتنة وأبواق الحقد والكراهية.