في وقت تتزايد فيه أعداد القتلى وأشكال التعذيب في سوريا لجأ سوريون إلى الفكاهة كعلاج بديل. ويتجلى حسّ الفكاهة لدى السوريين في اللافتات التي يحملونها أثناء مظاهراتهم، وهو ما اشتهرت به مدينة كفر نبل التي كانت تصف الواقع السوري بعبارات طريفة تحملها اللافتات. رمزية الثورة: جينتاو هو بشار الأسد وترمز "جمهورية الصين" إلى "الجمهورية السورية" و"بكين" تشير إلى "دمشق" كما يرمز "جينتاو" إلى "الأسد". وتحتوي الصفحة على أكثر من 100 ألف معجب مشتركين بها، كما تشتهر بفعاليتها العالية على مدار الساعة، حيث إنها لا تفوّت فرصة للسخرية من النظام السوري. وتقوم صفحة الثورة الصينية بتجميع الأخبار المحلية من المحافظات السورية المختلفة، لتناقش وتطرح القضايا العالمية والإقليمية بلهجة مضحكة بارعة. وأنشأت صفحة الثورة الصينية في العام الماضي في شهر يونيو/حزيران من قبل شابين في منتصف العشرينيات، هما في الأصل من حمص معقل الثورة السورية بمساعدة شابة كردية، وهؤلاء الأشخاص مجهولو الهوية هم وراء أشهر الصفحات الإلكترونية للثورة السورية على "فيسبوك". الطالب "سونجا" يغادر سوريا وأجبر "سونجا"، الطالب الجامعي، على مغادرة سوريا بعد أن ظهر في فيديو لإحدى المظاهرات في حمص، أما أخوه الذي اختار البقاء في سوريا فتم إعدامه من قبل الشبيحة، كما وصفهم سونجا في لقاء مع "العربية" عبر سكايب. إضافة إلى تحديث محتويات الصفحة بروح الدعابة، اشتهر "سونجا" بتسجيل فيديوهات يقلد فيها صوت الرئيس الأسد أثناء خطاباته. وقال سونجا: "تلقيت عدة تهديدات بالقتل أنا وعائلتي، فضلاً عن مطالب بكشف هويتي والاستسلام للسلطات". وأوضح أن اختيار الصين كرمز للصفحة جاء ضمن عدة أسباب، أحدها أن هذا البلد واحد من حلفاء الأسد، كما قال "الأهم من ذلك هو أن يشعر الناس بالراحة حين ينتقدون جينتاو بدلاً من الأسد". مغسل ومشحم حمص الدولي للدبابات كما قال عمار الحمصي، أحد مديري صفحة شعبية مشهورة أخرى: "جاءتنا فكرة إنشاء صفحة على فيسبوك أنا وصديقي حين رأينا دبابة تابعة للجيش السوري واقفة أمام مغسلة للسيارات في حي الخالدية، حيث كانت متسخة جداً ومغطاة تماماً بالغبار، حينها قال صديقي ما رأيك بأن ندخل هذه الدبابة المسكينة إلى المغسلة، وفي اليوم التالي أنشأنا صفحة مغسل ومشحم حمص الدولي للدبابات". وأجبر حمصي على مغادرة بلده سوريا نتيجة لأسباب أمنية لكنه كما قال: "يأمل بأن يعود بسرعة بمشيئة الله"، وأشار الحمصي إلى تعاون مديري صفحات الثورة على فيسبوك لإيصال رسالة معينة إلا أن لكلٍّ طريقة خاصة يتعامل بها مع الموضوع. وأضاف حمصي: "كما اشتهر أهالي حمص بنكاتهم المختلفة ومزاحهم، وأرادوا أن يسلطوا الضوء على معاناتهم اليومية من خلال الكوميديا السوداء". الثورة لم تقتل حسّ الفكاهة لدى الشعب ولم تحصر الثورة السورية أذهان الناس بل إنها طرحت عدة تساؤلات حول ما سيحدث لذكائهم الفكاهي في حال سقط نظام البعث الوقود الرئيسي لإبداعاتهم. وأضاف حمصي معلقاً على ذلك: "فقط عند سقوط النظام سنبدأ فعلياً باستخدام مواهبنا، حينها فقط ستبدأ المعركة الحقيقية لبناء البلد، ثورة الحرية والديمقراطية لن تنتهي أبداً". أما سونجا فلديه هدف واضح حيث قال: "سنوجه إبداعاتنا نحو النظام الجديد الذي سيحكم سوريا بعد الأسد كائناً من كان، عليه أن يواجه قوة من الناس المبدعين الذين لن يستطيع أحد إسكاتهم بعد اليوم". العربية-(ترجمة) نور سليمان