سيطرت القوات السورية وحزب الله اللبناني المتحالف معها اليوم الأربعاء على بلدة القصير على الحدود مع لبنان في ضربة استراتيجية لمقاتلي الجيش الحر الذين يحاربون لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد منذ أكثر من عامين. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» صباح اليوم أن قوات الأسد استعادت السيطرة على كامل مدينة القصير بريف حمص. ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول قوله إن الجيش السوري قام بعمليات خاطفة ونوعية في مدينة القصير أسفرت عن القضاء على أعداد من الإرهابيين واستسلام أعداد أخرى منهم وإعادة الأمن والأمان إلى المدينة كاملة. وأعلن التلفزيون الرسمي السوري عن استعادة قوات النظام السيطرة على كامل مدينة القصير بريف حمص. وقال بيان إذاعة التلفزيون السوري «قواتنا المسلحة الباسلة تعيد الامن والاستقرار الى كامل مدينة القصير بريف حمص». المعارضة تؤكد السيطرة من جهته أكد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية استعادة نظام بشار الأسد لمدينة القصير في محافظة حمص في أيدي القوات النظامية السورية وحزب الله صباح الأربعاء. وقال الائتلاف في بيان له «بعد 48 يوماً من المعارك المحتدمة على جبهة القصير تمكن نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة له من التوغل في المدينة والسيطرة على أحياء جديدة فيها». وقال بيان لمقاتلي الجيش الحر إنهم انسحبوا ليلا من بلدة القصير السورية بعد مذبحة ارتكبها الجيش السوري ومقاتلو حزب الله اللبناني أسفرت عن مقتل المئات. وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية، إحدى أبرز المجموعات الناشطة ميدانيا، في صفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك»، سقوط المدينة. وجاء على الصفحة «نعم اخواني انها جولة خسرناها، ولكن الحرب سجال. ونحمد الله أن هيأ لأبطالنا أن يؤمنوا خروج المدنيين والجرحى»، مشيرة إلى أن المقاتلين واجهوا الترسانة المرعبة ونقص الإمدادات، وتدخل سافر من حزب إيران اللبناني أمام سمع العالم وبصره. تحذيرات من مجازر جماعية حذر الائتلاف من وقوع مجازر مروعة وجماعية في حال لم يتدخل المجتمع الدولي لمنع النظام من الاقتصاص من الأبرياء. وقال الناطق باسم لجان التنسيق المحلية بالقصير إن المدينة شبه مقسمة حيث سيطرت قوات النظام وعناصر حزب الله على الحي الجنوبي والشرقي، في حين مازال عناصر الجيش الحر وبضعة آلاف من المدنيين محاصرين في الحي الشمالي للمدينة. وحذر أبو الهدى الحمصي مما وصفها مجازر نكراء ترتكبها قوات بشار الأسد وعناصر حزب الله في القصير ضد العائلات المدنية التي مازالت محاصرة، مشيرا إلى أن جهود إجلاء الجرحى والمدنيين من القصير باءت بالفشل، وحمل حزب الله والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مسؤولية مصير الموجودين في القصير. وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، بأن مدينة القصير تعانى بشدة من نقص في المواد الغذائية والتموينية بسبب تطويق المدينة من قبل قوات النظام وعناصر حزب الله. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فإن طيران النظام لم يوقف غاراته على القصير، الأمر الذي دفع إلى إطلاق دعوات ومناشدات إلى المنظمات الإنسانية بالتدخل على وجه السرعة لتقديم الإغاثة والمساعدات لآلاف المحاصرين في المدينة بسبب نقص المواد الطبية بشكل شبه كامل من المستشفيات التي تغص بالجرحى. وقال المرصد انه يخشى على مصير نحو 1200 شخص في القصير وطالب بالسماح فورا بدخول اللجنة الدولية للصليب الاحمر. ونشرت تنسيقية القصير على موقع «فيسبوك» نداء من مشفى البويضة الشرقية أشار إلى أن هناك حملة بربرية وقصف همجي تنفذه قوات النظام" على القرية، وأشارت إلى إن مشفى البويضة الميداني يعج بالجرحى وسط شح كبير في المواد الطبية والمعدات والشاش وغيره داعيتا العالم أجمع ومنظمات الاغاثة وحقوق الانسان إلى تقديم العون. تهنئة إيرانية بعد إعلان نبأ سقوط القصير، سارعت إيران لتهنئة الجيش والشعب السوريين بالانتصار على الإرهابيين ، كما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين امير عبد اللهيان. وقال عبد اللهيان إن «بعض الأطراف تواصل إرسال أسلحة وتدعم الأعمال الإرهابية في سورية»، مشيرا إلى أن هذه الأطراف مسؤولة عن مجازر وتدمير في سورية ويجب أن تحاكم بجرائم حرب في إشارة إلى بعض الدول الغربية والعربية وتركيا التي تدعم مسلحي المعارضة السورية. وشهدت الضاحية الجنوبية في بيروت، معقل حزب الله اللبناني، احتفالات بسقوط مدينة القصير في محافظة حمص بوسط سوريا في أيدي الجيش السوري ومقاتلي حزب الله صباح الأربعاء. وبدت في شوارع الضاحية الجنوبية رايات حزب الله الصفراء، مكتوب عليها "القصير سقطت"، وقد انتشرت على أعمدة الإنارة والمباني. مواجهات مشتعلة على صعيد التطورات الميدانية الأخرى، شهدت الجبهة الغربية من المنطقة الواقعة بين مدينتي داريا ومعضمية الشام بريف دمشق منذ الصباح الباكر اشتباكات عنيفة جدا بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بمسلحين من حزب الله، وتزامنت هذه الاشتباكات مع قصف عنيف على الأحياء السكنية في مدينة داريا وفق الهيئة العامة للثورة السورية. وأشارت شبكة شام الإخبارية إلى أن الاشتباكات تركزت على الجهة الغربية من داريا التي تسعى قوات النظام السوري لاقتحامها منذ نحو شهرين. كما أفادت الشبكة أن قوات الثوار تمكنت من السيطرة على أحد الحواجز على أطراف مدينة معضمية الشام. وفي دمشق، أفادت لجان التنسيق أن قصفا عنيفا بقذائف الهاون استهدف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ترافق مع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام بالقرب من مبنى البلدية. كذلك أدى قصف عنيف بالهاون من قبل قوات النظام حي الحجر الأسود إلى دفع العديد من العائلات إلى ترك منازلهم. أما في ريف دمشق، وتحديداً في معضمية الشام، فاستخدمت قوات النظام كافة أنواع المدفعية والصواريخ ودبابات الشيلكا ترافقاً مع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بميلشيات حزب الله على الجبهة الجنوبية الغربية للمدينة. وفي دير الزور، تعرضت معظم أحيائها لقصف عنيف براجمات الصواريخ من قبل اللواء 127. وفي درعا قصفت قوات النظام مدينة بصر الحرير براجمات الصواريخ وقذائف الهاون مستهدفة الأحياء السكنية مما أدى إلى تدمير عدد كبير من المنازل.