ندد الرئيس السوداني عمر البشير مجددا بالعدوان الإسرائيلي على بلاده ، وقال في كلمة تهنئة للأمة السودانية بمناسبة عيد الأضحى المبارك: إن إسرائيل أثبتت خوفها وارتعادها وإنها "غشيمة" أصابها الطيش. والرعب من التغيرات السياسية والاجتماعية التي سرت فى المنطقة ومن تقدم السودان، فارتكبت عدوانها على مجمع "اليرموك" للذخيرة . وأكد البشير صمود شعب السودان في مواجهة التحديات، وقدرته على سلوك الخيارات الصعبة، وثقته في تحقيق الانتصارات، مشيرا إلى ضرب مصنع "الشفاء" للأدوية عام 1998، فقامت عشرات المصانع، وتوفر الدواء كما لم يتوافر من قبل. وأضاف البشير قائلا "أعداؤنا لن يضرونا إلا أذى، نتحمله ونغالبه، ونمضي فى مسيرتنا، وتقوية مجتمعنا وصموده بوجه كل متربص بمكتسابتنا". وقال إن الظروف التي مرت بالسودان قوت إرادته واعتماده على ذاته، داعيا إلى إعطاء الوقت الكبير من الجهد والتفكير، لتحقيق الطفرة التنموية الشاملة، إنطلاقا من هذه الظروف. وأكد الرئيس السوداني أن بلاده تمتلك مصادر كامنة وهائلة للقوة تتمثل فى رسالة الإسلام السماوية الناصعة، وقيمها الروحية الراقية، وفى قدرات بشرية حية، وفى إرادة غالبة للصمود، وإرداة للشهادة فى سبيل الحق والتحرر، موضحا أن تقدم وتطور أي بلد لا يكون إلا بالسلم والأمن والرفاه والتنمية. من جهتهم، شن خطباء المساجد هجوما عنيفا على إسرائيل، منددين في خطبتي العيد والجمعة ، بالجريمة التي ارتكبتها بقصفها مجمع اليرموك بعد منتصف ليل الثلاثاء الماضي. في السياق توعدت الخرطوم دولة الكيان الصهيوني إسرائيل بأنها ستتخذ خطوات أكثر حسماً تجاه المصالح الإسرائيلية التي تعتبرها من الآن أهداف مشروعة لها بعد أن قامت الدولة العبرية بقصف مجمع اليرموك للتصنيع الحربي جنوب العاصمة الخرطوم. وأوضح وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان أن السودان يمتلك الأدلة على ذلك، مشيراً إلى أن "مجموعة من الفنيين أكدوا من خلال فحص مخلفات الأسلحة التي استخدمت في الهجوم عن وجود أدلة دامغة بأنها أسلحة إسرائيلية". وأضاف عثمان أن "اتهام إسرائيل بالقيام بضرب مصنع اليرموك لم يأت من فراغ وإنما مبني على حيثيات ثابتة ومشاهدات عيان". وشدد الوزير السوداني على أن التقنية العالية التي استخدمت في هذا الهجوم لا تمتلكها أي دولة في المنطقة غير إسرائيل، حيث تم تعطيل الرادارات في مطار الخرطوم قبل الهجوم بالطائرات وأشار عثمان إلى أنه ليس هناك أي عداوة تستدعي هذا الهجوم بين السودان وبين أي دولة أخرى في المنطقة سوى إسرائيل، وأن الإسرائيليين أعربوا سابقاً أن هذا المصنع يهدد مصالحهم الاستراتيجية والداخلية. ولمح الوزير السوداني إلى أن السودان سيقدم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، وهدد بأنه "سوف نتخذ خطوات أكثر حسماً تجاه المصالح الإسرائيلية التي نعتبرها من الآن أهدافاً مشروعة". وأوضح عثمان أنه تم تدمير 60 بالمئة من المصنع بشكل كلي، و40 بالمئة بشكل جزئي، و"أن السلطات السودانية كانت قد بدأت بالعمل على نقل المصنع إلى مكان خارج العاصمة، إلا أن الإسرائيليين علموا بذلك وبادروا بالقيام بالضربة".