صدر مؤخراً عن دار جامعة عدن للطباعة والنشر كتاب (تعز 1948- 1950 , في كتاب إيفا هوك , شاهدت اليمن من دون حجاب " للدكتور/ مسعود عمشوش أستاذ الأدب العام والمقارن بجامعة عدن ونائب عميد كلية الآداب للشؤون الأكاديمية. وقد تضمن الكتاب سبعة فصول وكان الفصل بعنوان لماذا تعز؟ تطرق من خلاله إلى الأسباب التي دفعت إيفا هوك للمجيء لتعز , وكذا علاقتها بالسكان المحليين وولي العهد والأجانب , أما الفصل الثاني كان بعنوان العادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية التي كانت سائدة حينذاك في تعز, والفصل الثالث كان بعنوان المرأة في تعز في نهاية أربعينيات القرن العشرين حيث قدم الصورة التي رسمتها الطبيبة الألمانية للمرأة في تعز , في حين تناول الفصل الرابع دراسة محاولة الطبيبة الألمانية التمييز بين الفئات الاجتماعية في تعز وذلك من خلال بعض العادات والتقاليد والملابس , وتضمن الفصل الخامس الكيفية التي رصدت بها الطبيبة الألمانية أحداث ثورة 1948م الدستورية بعيون إيفا هوك ومصير تعز بعد انتكاسة الثورة , أما الفصل السادس فقد قدم طريقة وصف إيفا هوك للطبيعة والعمران في تعز والمشاهد الطبيعية فيها , أما الفصل الأخير تضمن الأسباب التي دفعت بإيفا هوك مغادرة تعز قبل أن تنهي المدة التي ينص عليها العقد الذي كانت قد أبرمته مع المملكة المتوكلية والمنغصات الرسمية والفردية ومزاج الإمام المتقلب تجاه الأجانب. ويأتي هذا الكتاب في إطار مشروع الدكتور مسعود سعيد عمشوش ابن حضرموت التاريخ والأصالة حول: دراسة اليمن في نصوص الغربيين. فقد كرس الدكتور مسعود عمشوش، أستاذ الأدب العام والمقارن بجامعة عدن، كتابه السابع، الذي صدر هذا الشهر عن دار جامعة عدن للطباعة والنشر، لدراسة صورة تعز (1948 - 1950) في كتاب الطبيبة الألمانية إيفا هوك: (شاهدتُ اليمن من دون حجاب: طبيبة بين الشرق والغرب). فهذا الكتاب لمْ يَحْظ بأيّ اهتمام لا في اللغاتِ الغربيةِ ولا في اللغة العربِية، وذلك على الرغم من انتشاره الواسع وترجمته المبكرة إلى اللغة العربية وبعض اللغات الأجنبية الأخرى. في الفصل الأول من هذا الكتاب، قام المؤلف بتقديم الطبيبة إيفا هوك والأسباب التي دفعتها إلى المجيء إلى تعز، وكذلك علاقتها بالسكان المحليين، وبزملائها الأجانب المستقرين في تعز. وفي الفصل الثانيِ، تناول كيفية رصد إيفا هوك للعادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية السائدة حينذاك في تعز. أما في الفصل الثالث من الكتاب فقدم الصورة التي رسمتها الطبيبة الألمانية للمرأة في تعز. فإيفا هوك استطاعت، لكونها امرأة، أن تقدم صورة أوسع للحياة الاجتماعية وحياة المرأة بشكل خاص في تعز. وبما أن إيفا هوك، مثل كثير من الغربيين الذين كتبوا عن اليمن، قد اهتمت بالتركيبة الاجتماعية للمجتمع اليمني، فقد كرس الفصل الرابع من الكتاب لدراسة محاولة الطبيبة الألمانية التمييز بين الفئات الاجتماعية في تعز، وذلك من خلال بعض العادات والملابس وطريقة وضع الجنبية. كما تناول في هذا الفصل تقديم إيفا هوك لفئة (الأخدام) والجالية اليهودية. أما في الفصل الخامس فقد درس المؤلف الكيفية التي رصدت بها الطبيبة الألمانية أحداث ثورة عام 1948 الدستورية في اليمن، وبشكل خاص تلك التي دارت رحاها في تعز. فقد كرست هوك أربع وثلاثين صفحة من المائة والعشر صفحات التي خصصتها لسرد حياتها في تعز لتقديم أحداث ثورة عام 1948 والحياة في تعز بعد فشل تلك الثورة. وفي اعتقادنا تكتسب تلك الصفحات أهمية بالغة لكونها توثق إحدى أبرز الهبّات الثورية التي قام بها اليمنيون في العصر الحديث وباءت بالفشل. وعلينا اليوم أن نقرأها بتمعن، لنعتبر من دروسها كيلا تنتكس ثورتنا الراهنة. وتجدر الإشارة إلى صديقي البروفسور مسعود عمشوش، قد أهدا كتابه هذا (إلى الذين يتوقون إلى ألا يكون اليوم شبيها بالأمس وغدا شبيها باليوم). وتجدر الإشارة كذلك إلى أن الدكتور عمشوش، الذي دأب على تضمين كتبه السابقة نماذج من الصور والرسومات، لم يضمن كتابه الشيق هذا عن تعز، الذي يقع في مئة صفحة من الحجم العريض، أي من الصور الجميلة التي نجدها في النسختين الألمانية والإنجليزية من الكتاب. ولعله يتمكن من ذلك في الطبعات القادمة للكتاب. وفي خاتمة كتابه يقوم الدكتور عمشوش بإصدار حكمين تقييميين حول ما كتبته الطبيبة الألمانية إيفا هوك حول تعز. فهو، من ناحية يشيد بالمعلومات العلمية الكثيرة التي تضمنتها الكتاب قائلا: "لاشك أن كتاب إيفا هوك (شاهدتُ اليمن من دون حجاب: طبيبة بين الشرق والغرب) يحتوي على كثير من المعلومات الواقعية والعلمية حول العادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية السائدة في تعز في نهاية العقد الخامس من القرن الماضي. فإيفا هوك استطاعت، لكونها امرأة، أن تقدم صورة أوسع للحياة الاجتماعية وحياة المرأة بشكل خاص في تعز. ومما يرفع من مصداقية الصورة التي رسمتها الطبيبة الألمانية لسكان تعز بشكل عام هو أنها تمكنت - بحكم مهنتها- أن تحتك بهم وتراقب حياتهم اليومية عن كثب". ومن ناحية أخرى، يرى "أن الطبيبة الغربية لم تكن دائما موضوعية فيما كتبته حول تعز والإمام. وعلينا أنْ نسلِّم بأنّ الصورة التي رسمتها لتعز في كتابها (شاهدتُ اليمن من دون حجاب: طبيبة بين الشرق والغرب) لم تسلَم من الأحكام المسبقة وتأثير الخطاب الغربي. لذلك فهي تدخل ضمن الصور النمطية التي وضعها الغربيون للشرق". وتمنى مؤلف هذا الكتاب الدكتور/مسعود عمشوش أن يستفاد طلاب العلم والمعرفة والمؤسسات التربوية من هذا الإنتاج العلمي للتأريخ اليمني الذي يزخر بالكثير من الشواهد المعرفية والعلمية والتي تعتز به بلادنا , وعبر عن شكره الجزيل لكل المسؤولين في دار جامعة عدن للطباعة والنش على جهودهم الطيبة لإخراج هذا الجهد والعمل إلى النور. ويقع هذا الكتاب ضمن سلسلة الكتاب الجامعي لعام 2012م والذي سيشكل إضافة جديدة إلى المعرفة عموماً والمكتبة الجامعية على وجه الخصوص. جهاد الوادي باحداد - عبد العالم السامعي