في كتاب إيفا هوك شاهدت اليمن من دون حجاب: طبيبة بين الغرب والشرق 1948م- 1950م تأليف د. مسعود عمشوش استاذ الأدب العام والمقارن- جامعة عدن بحرفيةٍ عالية ونشاط دؤوب يواصل الأستاذ الدكتور/ مسعود عمشوش/ أستاذ الأدب العام والمقارن بجامعة عدن، العمل في مشروعه العلمي الأكاديمي المهم والقيّم والضخم وهو (دراسة اليمن في نصوص الغربيين) إذ صدر مؤخراً كتابه السابع في إطار ذلك المشروع والذي كرسه لدراسة (صورة تعز في كتاب الطبيبة الألمانية) ( إيفا هوك) شاهدت اليمن من دون حجاب: طبيبة بين الشرق والغرب). وقد حمل الكتاب عنوان«تعز» في كتاب (إيفا هوك) شاهدت اليمن من دون حجاب: طبيبة بين الشرق والغرب 1948م- 1950م وصدر عن دار جامعة عدن للطباعة والنشر، واحتوى على (98) صفحة من القطع المتوسط واشتمل على خمسة فصول ومقدمة... وفي مقدمة الكتاب قدم الأستاذ الدكتور/ مسعود سعيد عمشوش/ شرحاً مختصراً ووافياً عن محتويات الكتاب وأهميته، والأسباب التي دفعته لتكريس هذا الكتاب لدراسة (صورة تعز في كتاب إيفاهوك) إذ أشار عمشوش بأن هذا الكتاب يأتي في إطار مشروعه العلمي الأكاديمي الكبير ..دراسة اليمن في نصوص الغربيين فبحسب علمه لم يحظ كتاب الدكتورة الألمانية ( شاهدت اليمن من دون حجاب: طبيبة بين الشرق والغرب) بأي اهتمام لا في اللغات الغربية ولا في اللغة العربية وذلك على الرغم من انتشاره الواسع وترجمته المبكرة إلى اللغة العربية، وبعض اللغات الأجنبية الأخرى. وفي الفصل الأول من هذا الكتاب قام المؤلف بتقديم الطبيبة الألمانية (إيفا هوك) والأسباب التي دفعتها للمجيء إلى تعز، وكذلك علاقتها بالسكان المحليين وبزملائها الأجانب المستقرين في تعز. وفي الفصل الثاني تناول كيفية رصد (إيفا هوك) للعادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية السائدة حينذاك في تعز، أما في الفصل الثالث من الكتاب فقدم الصورة- التي رسمتها الطبيبة الألمانية للمرأة في تعز، فإيفاهوك استطاعت لكونها امرأة أن تقدم صورة أوسع للحياة الاجتماعية وحياة المرأة بشكل خاص في تعز وبما أن إيفاهوك مثل كثير من الغربيين الذين كتبوا عن اليمن، اهتمت بالتركيبة الاجتماعية للمجتمع اليمني فقد كُرس الفصل الرابع من الكتاب لدراسة محاولة الطبيبة الألمانية التمييز بين الفئات الاجتماعية في تعز، وذلك من خلال بعض العادات والملابس وطريقة وضع الجنبية كما تناول في هذا الفصل تقديم إيفاهوك لفئة “الأخدام”والجالية اليهودية، أما في الفصل الخامس، فقد درس المؤلف الكيفية التي رصدت بها الطبيبة الالمانية أحداث ثورة عام 1948م الدستورية في اليمن، وبشكل خاص تلك التي دارت رحاها في تعز فقد كرست هوك “34” صفحة من المئة والعشر صفحات التي خصصتها لسرد حياتها في تعز لتقديم أحداث ثورة عام 1948م، والحياة في تعز بعد فشل تلك الثورة. وفي خاتمة الكتاب قدم أ .د. مسعود عمشوش تقييماً موجزاً عن مدى موضوعية المعلومات التي قدمها /ايفاهوك/ عن تعز في كتابها “شاهدت اليمن من دون حجاب : طبيبة بين الشرق والغرب” حاول فيها الكشف عن دور الخطاب النسوي الغربي في صياغة الصورة التي رسمتها الطبيبة الألمانية لتعز. ومن أهم ما قاله في تلك الخاتمة : “ ولاشك أن كتاب “ايفاهوك” شاهدت اليمن من دون حجاب : طبيبة بين الشرق والغرب” يحتوي على كثير من المعلومات الواقعية والعلمية حول العادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية السائدة في تعز في نهاية العقد الخامس من القرن الماضي فإيفاهوك استطاعت لكونها امرأة أن تقدم صورة أوسع للحياة الاجتماعية، وحياة المرأة بشكل خاص في تعز، ومما يرفع من مصداقية الصورة التي رسمتها.. الطبيبة الألمانية لسكان تعز بشكل عام هو أنها تمكنت بحكم مهمتها أن تحتك بهم وتراقب حياتهم اليومية. ومع ذلك من اليسير علينا أن نلمس أن بعض الاحكام التي تلصقها “ايفاهوك” بسكان تعز لا تتعدى كونها “أحكاماً مسبقة” تتكرر في كتابات الغربيين عن الشرق المسلم بشكل عام. لذلك وبعكس ما يذهب إليه المترجم “خيري حماد” في مقدمته نرى أن الطبيبة الغربية لم تكن دائماً موضوعية فيما كتبته حول تعز والإمام، وعلينا أن نسلّم بأن الصورة التي رسمتها لتعز في كتابها “شاهدت اليمن من دون حجاب : طبيبة بين الشرق والغرب” لم تسلم من الأحكام المسبقة وتأثير الخطاب الغربي لذلك فهي تدخل ضمن الصور النمطية التي وضعها الغربيون للشرق”. ويمكن القول أن أ. د مسعود سعيد عمشوش قد نجح نجاحاً كبيراً في تقديم قراءة نقدية وتحليلية لصورة تعز كما رسمتها الطبيبة الألمانية “ايفاهوك” في كتابها “شاهدت اليمن من دون حجاب : طبيبة بين الشرق والغرب” فالدكتور عمشوش أديب وأستاذ الأدب العام والمقارن بجامعة عدن إضافة لإجادته عدة لغات أجنبية واطلاعه الواسع على نصوص الغربيين الذين كتبوا عن اليمن. بقي أن نقول: إن مؤلفة كتاب «شاهدت اليمن من دون حجاب : طبيبة بين الشرق والغرب 1948م 1950م» طبيبة ألمانية، عاشت في اليمن وحضرموت عشر سنوات تقع بين عام 1948م وعام 1957م وفي عام 1958م نشرت كتاباً باللغة الألمانية يروي رحلتها وإقامتها في اليمن بعنوان : “شاهدت اليمن من دون حجاب : طبيبة بين الشرق والغرب وفي السنة نفسها ظهرت ترجمة انجليزية للكتاب بعنوان “طبيبة بين البدو “Doctor among Bedouins” وفي عام 1962م نشر خيري حماد ترجمته العربية بعنوان «سنوات في اليمن وحضرموت». أما مؤلف كتاب «تعز في كتاب ايفاهوك شاهدت اليمن من دون حجاب : طبيبة بين الشرق والغرب 1948م 1950م» فهو الأستاذ الدكتور مسعود سعيد عمشوش، أستاذ الأدب العام والمقارن بجامعة عدن، ويشغل حالياً النائب الأكاديمي بكلية الآداب بالجامعة، ويحمل دكتوراه في الأدب العام والمقارن، جامعة السوربون 1988م وغيرها كثير من الشهادات الأكاديمية العلمية الرفيعة، كما تولى العديد من المهام الإشرافية السابقة في جامعة عدن وله العديد من الكتب المنشورة القيمة، كما أن له العديد من الأبحاث العلمية المقدمة في ندوات، وهو غني عن التعريف، وكتابه الأخير «تعز في كتاب ايفاهوك : شاهدت اليمن من دون حجاب : طبيبة بين الغرب والشرق 1948م 1950م» يمثّل إضافة جديدة للمكتبة الأدبية والتاريخية في اليمن.