كتب مراسل (بي بي سي) لشؤون الشرق الأوسط، "بيل لو"، يقول": "إن القرارات الأخيرة التي أصدرتها دولة الإمارات العربية المتحدة لتضييق الخناق على مستخدمي الانترنت ما هي إلا محاولات من حكومات دول الخليج للتحكم في سيل الانتقادات والآراء التي تنشر على هذه المواقع". وأضاف المراسل إن "التعديلات بشأن جرائم الانترنت التي أصدرها الرئيس الإماراتي، خليفة بن زايد آل نهيان، في مرسوم رسمي تنص على العقاب بالسجن لمدة 3 سنوات لكل من استعمل الشبكة المعلوماتية أو صمم موقعاً على الانترنت بقصد السخرية أو الإضرار بسمعة الدولة أو رئيس الدولة أو نائبه أو أي من حكام الإمارات السبع، أو أي شيء يتعلق بعلم البلاد أو النشيد الوطني أو أي رمز من رموز الدول". وأصدر الشيخ خليفة هذا المرسوم قبل 3 ساعات من فوز الإمارات بعضوية مجلس حقوق الإنسان لمدة ثلاث سنوات متواصلة. ورأت منظمة هيومن رايتش ووتش أن "الهدف من وراء هذا القانون هو فرض قيود صارمة على حرية التعبير". وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في المنظمة "جو ستورك" :"كان لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير فعال"، متسائلا: "من يقرر مفهوم الإهانة أو الإضرار بسمعة أحد؟ من يضع الخطوط الحمراء؟ هذا القانون يعكس عدم التسامح مع أي انتقاد يوجه إلى الحكومة". وأضاف المراسل أن أحد المحامين في منطقة الخليج، أكد أن موكله الشاعر القطري محمد العجمي والمعروف ب"ابن الذيب: "حكم عليه بالسجن المؤبد بسبب نظمه لقصيدة "ثورة الياسمين في تونس". ووجهت إلى العجمي تهمة "التحريض على قلب نظام الحكم في قطر وإهانة الأمير". وكان العجمي أنشد قصيدة بشأن ثورة "الياسمين في تونس" ثم حملها على الشبكة العنكبوتية في يناير 2011 وعبر فيها عن دعمه للثورة التونسية، قائلا: "كلنا تونسيون في وجه النخبة المستبدة". ثم "شجب جميع الأنظمة العربية" بوصفها تمثل "لصوصا لا يميزون بين أحد، وانتقد فيها أنظمة الحكم الشمولية في المنطقة". وفي عمان، حكم على العديد من المدونين بالسجن في يوليو لمدة تتراوح بين عام إلى 18 شهراً بسبب تشويه سمعة السلطان. وأضاف المراسل أن الناشط السياسي البحريني نبيل رجب يقضي عقوبة مدتها 3 سنوات في أحد السجون البحرينية. وقال رجب في تغريدة على حسابه على توتير التي يتابعها حوالي 100 ألف شخص: "بسبب تغريداتي حكم علي في 9 يوليو لمدة 3 سنوات، ويقوم أصدقائي الآن بالاهتمام بحسابي على موقع توتير نيابة عني". وتحظر في البحرين جميع التجمعات العامة والتظاهرات، وتؤكد الدولة ان هذه الاجراءات هي مؤقتة. "توتير". بينما يقول المدون السعودي أحمد العمران: "عندما فتحت حساباً لي على توتير في 2006، لم يكن أي شخص في المملكة يعرف بشأن وسيلة التواصل الاجتماعي هذه". وأضاف العمران ل بي بي سي: "اليوم الأمر عكس ذلك تماماً، فالسعودية تشهد تنامياً ملحوظاً في استخدام التوتير، وفي شهر واحد فقط وصلت نسبة مستخدمي توتير حوالي 3000 في المائة". والسؤال اليوم هو: هل بإمكان وسائل التواصل الاجتماعي تغيير المنطقة التي تحكمها العائلات الملكية؟ والكثير من الشباب في الدول الخليجية يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائهم خاصة في ظل ثورات الربيع العربي. وهذا الأمر يشكل خطراً على الحكومات الخليجية التي تتعامل مع المطالبين بالإصلاحات بقليل من التسامح. وبالرغم من المراقبة الشديدة لوسائل التواصل الاجتماعي في دول الخليج، إلا أن أعداد مستخدمي الانترنت في ازدياد متواصل، وهم ينشرون العديد من تعليقاتهم وحواراتهم على الانترنت مما يجعل من الصعب جداً إن لم يكن من المستحيل ضبطها. ويقول أحد المدونين السعوديين الشباب: "إن الحكومة لا يمكنها أن تسجن جميع الأشخاص الذين يعبرون عن آراء لا تروق لها". وفي تصريح لرئيس تحرير قناة العرب في السعودية جمال الخاشقجي في مؤتمر في واشنطن قال: "توتير هو بمثابة الصحيفة التي لم نمتلكها قط، فلديه تأثير لم نشهده من قبل، فما الذي يقدر أن يفعله التوتير والفيس بوك قد يعيد تشكيل وهيكلية المملكة العربية السعودية والله وحده يعلم، وهذا الأمر بدأ فعلاً". وأكد المدون السعودي الشاب ذلك بالقول: "التوتير مثل الطوفان ليس هنا فقط، بل في العالم أجمع، والسعودية لا يمكنها إيقافه". العصر