قررت الآلية السياسية الامنية المشتركة بين السودان ودولة الجنوب،نقل اجتماعاتها الى اديس ابابا وعقدها بحضور رئيس الالية الافريقية رفيعة المستوي ثامبيو امبيكي ،السبت المقبل بعد ان فشلا للمرة الثانية بالخرطوموجوبا في التوصل الى اتفاق حول اجندة الترتيبات الامنية، وقال وزير الدفاع السوداني المهندس عبد الرحيم محمد حسين في تصريحات صحفية بالخرطوم أمس، انه اجري لقاءً مطولا بوزير دفاع دولة الجنوب الفريق جون كونج شارك فيه مبعوث الامين العام للامم المتحدة للسودان وجنوب السودان هايلي منكريوس وممثل الوساطة الافريقية، لبحث بروتوكول التعاون الموقع بين البلدين، واوضح حسين ان اجتماعات الطرفين التي امتدت لنحو يومين تمخض عنها الاتفاق علي مواصلة الحوار في الخامس عشر من ديسمبر الجاري بالعاصمة الاثيوبية بحضور رئيس الالية الافريقية رفيعة المستوي ثامبيو امبيكي ورئيس بورندي السابق ابوبكر وبايويا. من جهته اكد وزير دفاع دولة الجنوب، جون كونج، ان الاجتماعات بين الطرفين تمضي بنجاح لافتا الي استئناف المباحثات يوم السبت المقبل متزامنة مع اجتماعات مجلس السلم والامن الافريقي بشأن الوضع النهائي لابيي، واوضح كونج ان ارجاء المفاوضات ونقلها الي اديس ابابا لايعني وصول الطرفين الي طريق مسدود، ولكن هناك بعض القضايا ينبغي التفاوض حولها تحت اشراف الوساطة الافريقية رفيعة المستوي. وكان الجانبان قد التقيا في جوبا في الخامس من نوفمبر الماضي،وقررا مواصلة الاجتماعات في الخرطوم بعد ان تعثرت الجولة بتمسك الوفد الجنوبي بعدم ادراج فك ارتباط الحركة الشعبية قطاع الشمال ضمن الاجندة،بينما تمسك وفد السودان بإدراج ذلك ضمن الاجندة، وتواصلت اجتماعات اللجان الفنية بالخرطوم منذ يومين لذات الغرض، ولم تتوصل الى نتائج محددة ،الامر الذي حدا بالوزيرين نقل الاجتماعات الى اديس ابابا. وكان د. نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني ، قال إن اتفاق ترسيم الحدود بين بين السودان وجنوب السودان ليس بحاجة إلى تدخل دولي أو أفريقي، مؤكدا أن هذا الاتفاق قابل للتطبيق، وأشار إلى أن الوساطة الأفريقية تشرف الآن على تطبيق الاتفاق، مشددا على ترحيب بلاده بهذه الوساطة ورفضها لإقحام قضايا السودان في "المعترك الدولي بدون مبرر" . وقال نافع إن مسألة ترسيم الحدود بين الجانبين ليست مشكلة، مؤكدا أن الخرطوم تفي بجميع التزاماتها في هذا المجال، وذكر أن اتفاق ترسيم الحدود بين البلدين ليس بحاجة إلى تدخل دولي أو أفريقي، مؤكدا أن هذا الاتفاق قابل للتطبيق، ورهن نافع، عبور نفط جنوب السودان بالشمال، بتنفيذ جميع الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين. في السياق رفض حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان قبول أى مقترحات دولية أو إقليمية بشأن القضايا الخلافية مع دولة جنوب السودان أو إجراء أي تعديلات على بنود إتفاق التعاون المشترك الذى وقع بأديس أبابا مع دولة الجنوب فى العام الجاري. وأوضح الناطق الرسمى باسم الحزب د.بدر الدين ابراهيم "ان المؤتمر الوطني لايقبل بأي مقترحات أو إتجاهات خارجية حول إتفاق التعاون المشترك تقف من ورائها دولة الجنوب بغية تمكنها من تمرير نفطها عبر الأراضى السودانية". وقال ان "نقل القضايا المشتركة بين الدولتين من شأنه أن يضعف من تنفيذ بنود إتفاق التعاون فى الإجراءات المتعلقة بتحريك الملفات الخلافية كملف الترتيبات الأمنية". ودعا إبراهيم الأطراف الجنوبية إلى الإلتزام والجلوس فى طاولة مشتركة مع السودان لحل القضايا الخلافية دون اللجوء إلى جهات خارجية أو إقليمية تسعى لتقويض إتفاق التعاون المشترك. وكانت جوبا أكدت قبولها بأى وساطة دولية لانهاء الخلافية مع السودان، فى الوقت ذاته طالب كبير مفاوضي دولة جنوب السودان باقات اموم، فى تصريحات سابقة باللجوء الى التحكيم الدولى بشأن ترسيم الحدود بين البلدين. ووقع السودان وجنوب السودان في السابع والعشرين من سبتمبر الماضي حزمة اتفاقات للتعاون بينهما تتعلق بالأمن وأوضاع المواطنين وقضايا الحدود وقضايا اقتصادية وقضايا تتصل بالنفط والتجارة بعد مفاوضات ماراثونية بين رئيسي البلدين بأديس أبابا.