خرجت الخلافات بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وسلفه علي عبدالله صالح إلى العلن في لقاء المصالحة الذي جمع أعضاء الهيئة القيادية لحزب المؤتمر والرئيس هادي، الذي رأس أمس الأربعاء اجتماعاً للجنة العامة لحزب المؤتمر الذي يتقلد فيه منصب الأمين العام وذلك للمرة الأولى منذ انتخابه رئيساً . وتحدث هادي عن الأشواط المنجزة في اتفاق التسوية والعقبات التي تحول دون المضي في بنود المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية، مشيراً إلى أن اليمن “يقف اليوم على المحك ما يوجب على كل الأطراف العمل من أجل مصلحة الوطن العليا وتجنب محاولات الإرباك أو المغالطة السياسية بكل اشكالها”، وأشار إلى أن الظرف لا يزال دقيقاً وحساساً ويحتاج الى تدارك بحس وطني صادق ومؤمن يخرج اليمن من دوامة الازمة والظروف الصعبة الى آفاق التطور والنماء . وجاء لقاء هادي بالهيئة القيادية لحزب المؤتمر، بعد دعوة وجهها قادة الحزب اليه لبحث الاتهامات التي قال مقربون من صالح إن هادي أفصح عنها في لقاءاته الأخيرة مع قادة ومنتسبي وزارتي الداخلية والدفاع وتوعد فيها بنزع الحصانة عن الرئيس السابق واتهامه بنشر مليشيا للتفجيرات واغتيال القادة العسكريين والأمنيين المقربين من الرئيس هادي . وأرسل هادي عبارات تطمينية لقادة حزب المؤتمر ولا سيما ما يخص قضية الحصانة، وقال إن “مضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية الزمنية وتطبيقها على أرض الواقع، كفيل بصيانة حقوق الجميع وكتابة عهد جديد بإغلاق صفحة الماضي بكل ما لها وعليها وفتح صفحة جديدة” . وحض هادي الهيئة القيادية لحزب المؤتمر على تحديد ممثلي الحزب في مؤتمر الحوار الوطني، وهي الخطوة التي تعثرت نتيجة رفض الرئيس السابق المشاركة دون الاستجابة لشروطه في ترؤس أعمال مؤتمر الحوار الوطني ومشاركة ممثلين عنه . وأكد رئيس مجلس النواب اللواء يحيى الراعي وهو قيادي في حزب المؤتمر، تأييد الهيئة القيادية للرئيس هادي وقراراته ودعمه في كل الخطوات التي يتخذها من أجل المضي بالتسوية السياسية وفقاً لمقتضيات المبادرة الخليجية . وشدد على تمسك حزب المؤتمر بالمبادرة على أسس عادلة مع كل الأطراف ورفضه تعرض طرف معين للظلم أو محاولات اقصاء مستمرة . فيما أكد قادة آخرون أن معالجة الازمة تتطلب الحكمة والعدل وعدم المخاتلة او المخادعة من هنا أو هناك، وطالبوا الرئيس هادي بالتمعن فيما اعتبروه “تجاوزاً للمسؤولية وتجنياً على أطراف معينة لها حقها في التسوية السياسية من حيث الحجم والمكانة” . وكان الرئيس هادي هدد برفع الحصانة عن رئيس حزب المؤتمر، علي عبدالله صالح وأعوانه، وتقديم المعرقلين للتسوية السياسية الى المحاكمة في خطبة ألقاها في ندوة هيكلة وزارة الداخلية في الكلية الحربية الأحد الماضي . من جهه اخرى تسلم الرئيس اليمني أول أمس الثلاثاء التقرير النهائي للترتيبات التي أقرتها اللجنة الفنية التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، والتي كانت أقرت في اجتماعها الأخير التقرير النهائي في شأن ترتيبات عقد مؤتمر الحوار الوطني المقرر عقده نهاية هذا الشهر . وأوضحت الناطقة الرسمية باسم اللجنة التحضيرية أمل الباشا أن اللجنة سلمت تقريرها النهائي إلى الرئيس هادي بعد أن أقره أعضاء اللجنة بالإجماع . ومن شأن هذه الخطوة التعجيل بعقد هذا المؤتمر الذي يعول عليه في صوغ دستور جديد وطرحه للاستفتاء العام، وإقرار التشريعات والقوانين المنظمة للانتخابات النيابية والرئاسية المقررة في مطلع العام ،2014 فضلاً عن إقرار خطة حلول عادلة للقضية الجنوبية ودورات العنف في محافظة صعدة، والتوافق على المبادئ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ليمن ما بعد الثورة . وشمل تقرير لجنة الحوار الوطني، الخطط والوثائق التفصيلية لأعمال مؤتمر الحوار وفي المقدمة اللائحة الداخلية لتنظيم سير عمل اللجنة الفنية التحضيرية، وخطة عملها المزمنة، والوثيقة المقرة من اللجنة التحضيرية والقوى السياسية والمتضمنة النقاط ال 20 المطلوب تنفيذها لضمان نجاح فعاليات مؤتمر الحوار الوطني، وكذلك مصفوفة الموضوعات والقضايا الفرعية المطروحة على جدول أعمال المؤتمر، والتقرير المالي المعد من اللجنة المالية المنبثقة والموازنة التقديرية المقترحة للفترة المقبلة حتى انعقاد مؤتمر الحوار الوطني . كما تضمن التقرير خطة الإعلام والمشاركة العامة، واللائحة الداخلية لتنظيم مؤتمر الحوار الوطني وضوابط الحوار، والميزانية التقديرية لمؤتمر الحوار الوطني، وخطة عمل الأمانة العامة ودليلها التنفيذي واللجان الفرعية . وأعلنت اللجنة أنها ستبدأ مرحلة جديدة، من العمل بداية الأسبوع المقبل وفقاً لتوجيه رئيس الجمهورية الذي كلف اللجنة الاستمرار في أداء مهماتها واستكمال التحضيرات الإدارية والعملية التفصيلية لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني بحيث تنتهي مهامها في أول يوم من انعقاد جلسات أعمال مؤتمر الحوار عند تسلّم هيئة رئاسة المؤتمر أعمال إدارة المؤتمر . الخليج