أكد السفير العبيد أحمد مروح، الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية، إن موضوع تطبيق العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ليس واحداً من انشغالات السودان في الوقت الراهن، وأن الإدارة الأمريكية نفسها ليست في وضع سياسي يمكنها من التحرك في هذا الاتجاه. وأشار العبيد في تصريح له أمس، أن موقف الحكومة السودانية تجاه العلاقات مع أمريكا واضح لم يتغير، وهو أنه إذا ما ترك ملف تطبيع العلاقات السودانية الأمريكية بين يدي مجموعات الضغط بالكونجرس الأمريكي فإن السودان لايرجو خيراً من هذا الاتجاه. وأضاف ، "قد أخبرنا الرئيس الأمريكي بذلك خلال تقديم السودان التهنئة له بفوزه بالرئاسة الأمريكية للمرة الثانية". وفيما يتعلق بالشروط التي اطلقها المبعوث الامريكي لسلام دارفور دان سميث بشأن تطبيع العلاقات أكد الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية، أن السودان يعمل في إطار خطط مدروسة ومعلومة في علاقاته الخارجية وله مواقفه المعلنة بشأن تطبيع العلاقات ولن تؤثر أي شروط أو إملاءات في تغيير مواقفه المبنية على الثوابت الوطنية ومراعاة مصالحها العليا.
في سياق آخر دعا السودان للانسحاب الفوري وغير المشروط للجيش الشعبي من أربع نقاط حدودية متنازع عليها ..و تستأنف اللجنة السياسية الأمنية بين السودان ودولة الجنوب اجتماعاتها بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا للتفاوض في القضايا الخاصة بالملف الأمني. وتهدف المحادثات الى الوصول الى حل مشترك حول كيفية تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين دولتى السودان وجنوب السودان والتي يأتي في قمة أولوياتها بالنسبة الى الجانب السوداني الإنسحاب الفوري وغير المشروط للجيش الشعبي من أربع نقاط حدودية متنازع عليها ووقف الدعم والإيواء الذي ما زالت تقدمه دولة جنوب السودان للمجموعات المتمردة في السودان. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد، إن وزير الدفاع السوداني المهندس عبدالرحيم محمد حسين توجه إلى أديس أبابا امس، مترأسا وفد اللجنة السياسية الأمنية المشتركة التي ستجتمع لمدة ثلاثة أيام استكمالاً لما بدأته اللجنة بجوباوالخرطوم على خلفية الاتفاقيات الموقعة بين البلدين بغية الوصول إلى حل مشترك حول كيفية تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين دولتي السودان والجنوب. وأشار إلى أن الجانب السوداني يشدد على الانسحاب الفوري وغير المشروط للجيش الشعبي من أربع نقاط حدودية متنازع عليها ووقف الدعم والإيواء الذي ما زالت تقدمه دولة جنوب السودان للمجموعات المتمردة في السودان. وأضاف أن المحادثات ستتطرق لكيفية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مؤخراً في اتفاقية الدفاع المشترك بحضور الوسيط الإفريقي ثابو أمبيكي الذي سيتسلم المقترحات المقدمة من الجانبين السوداني والجنوب سوداني بأديس أبابا. وكان مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع قال في الشهر الماضي إن تطبيق الترتيبات الأمنية أولاً في اتفاقية التعاون المشترك بين الدولتين هو الطريق لتنفيذ باقي الاتفاقات والتعاون في المجالات الأخرى. وكان الاتحاد الافريقي قد دعا لمباحثات عاجلة حول منطقة ابيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان متراجعاً عن تهديده السابق بإحالة الملف لمجلس الأمن الدولي. وأعطى مجلس الأمن والسلم الأفريقي في أكتوبر الماضي الدولتين مهلة حتى الخامس من ديسمبر الحالي للوصول لحل حول المنطقة الغنية بالنفط والتي سيطرت عليها القوات السودانية على مدى عام كامل حتى مايو الماضي. وقرر المجلس في أكتوبر الماضي أن الطرفين لم يتوصلا لحل حول ابيي وأن عليهما الالتزام بمقترح وسطاء الاتحاد الأفريقي باجراء استفتاء حول مصير المنطقة في أكتوبر من العام القادم. يشار إلى أن قوات حفظ السلام من أثيوبيا تسيطر على منطقة أبيي.
في السياق جدد حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان تمسكه بعدم مرور نفط جنوب السودان عبر أنابيب الشمال ما لم تلتزم جوبا بتنفيذ بند الترتيبات الأمنية من اتفاق التعاون المشترك كاملا. وأوضح أمين أمانة الاتصال السياسي بالحزب حسبو محمد عبد الرحمن، في تصريح صحفي أمس، أن الحكومة والحزب أكدا التزامهما التام بتنفيذ كافة البنود المتصلة باتفاق التعاون المشترك الذي تم توقيعه بأديس أبابا في سبتمبر الماضي بحضور الرئيسين البشير وسلفاكير. وأضاف أن حزبه أكد مطالبته بالإسراع في تنفيذ كافة بنود الترتيبات المتعلقة باتفاق التعاون المشترك خاصة بند الترتيبات الأمنية ، وربط مرور نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية باستعجال حسم بند الترتيبات كاملا دون إضافة أو حذف أحد بنوده المتفق عليها ، بالإضافة إلى وقف كافة التعاملات الاقتصادية والتجارية المرتبطة بموضوع الملف الأمني. ودعا إلى سرعة معالجة العقبات التي تقف أمام تنفيذ البنود المتعثرة مع مراعاة مصلحة شعبي البلدين خاصة في المناطق الحدودية.