ارتفع عدد ضحايا الاشتباكات الدامية بمنجم منطقة (جبل عامر) للتعدين الأهلي عن الذهب بدارفور إلى 31 قتيلا و65 جريحا ، وقررت السلطات إغلاق المنجم ودفعت بتعزيزات عسكرية إلى هناك للسيطرة على الأحداث المستمرة منذ أيام . في السياق وجهت رئاسة الجمهورية كل من وزارتي الدفاع والداخلية والقوات النظامية في ولاية شمال دارفور بتدارك الموقف المتوتر في المنطقة ، بعد خلافات حول المناطق المحددة للتعدين عن الذهب بين عدد من القبائل . كما وجهت الرئاسة ولاة ولايات دارفور الخمس للتحرك لمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور لاحتواء الأزمة ، فيما وصل وفد اتحادي وأطراف متعددة من الإدارات الأهلية والعمد للمنطقة لتدارك الأمر . ووصلت كذلك 3 طائرات مروحية إلى محلية (السريف بني حسين) لإخلاء الجرحى والمصابين جراء القتال والاشتباكات الدامية بين العرب (الأبالة) وعرب (بني حسين) .
وقال هارون حسين جامع، معتمد محلية (السريف بني حسين) إن عدد القتلى حتى أمس بلغ 31 والمصابين 65 والقرى المحروقة حوالي 25 قرية ، فيما وضعت القوات المسلحة يدها على منطقة التعدين التي انطلقت منها أعمال الاقتتال بين (الأبالة) و (بني حسين). بيد ان عمدة دار بن السريف، عمر محمد النو، أكد في تصريح له مقتل مالا يقل عن 100 شخص واصابة اكثر من 300 جراء تجدد المواجهات ،مشيراً الى ان المجموعة القبلية المسلحة اعتدت بالمدافع والاربجي مستغلين عربات ماركة التاتشر على اكثر من 20 قرية بمحلية دار بن السريف واحرقوا معظمها بحسب مسئولين فى المنطقة. واشار العمدة الى ان المجموعة المسلحة غزت امس منذ الصباح قري (مرتمبو و ام جروا وجاب الله وخضيرة والعدار والجهير والمندرا وسابو والكباية وابو سارة وغيرها)، واحرقتها بالكامل ،وقال ان الآلاف نزحوا منذ صباح امس الى رئاسة المحلية، بينما هناك المئات من المفقودين ، وناشد العمدة الحكومة الاتحادية بالتدخل .
في الاثناء أجرت الممثل الخاص المشترك بالإنابة لبعثة الأممالمتحدة والإتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد) عايشاتو ميندادو ، محادثات مع والي وسط دارفور د. يوسف تِبن ، وأعربت عن قلقها الشديد إزاء استمرار القتال في غرب (جبل مرة) . وأبلغ الوالي رئيسة البعثة بالإنابة أن ما يقارب 850 أسرة قد نزحت وفرت إلى قرية (نيرتيتي) بسبب الاقتتال من جانب الحركات المسلحة ، في حين يعتقد أن بعض الأسر لازالت هائمة في الجبال بحثا عن ملاذات آمنة.