أظهر تقرير لفحص ثان لجثة نشط مصري يوم الاربعاء أن وفاته كانت نتيجة "اسفكسيا الاختناق" وليس بسبب تعرضه للضرب على يد الشرطة. وأصبحت وفاة النشط حافزا لاحتجاجات معارضي قانون الطوارئ الذين يرون أنه أداة للتضييق على المعارضة. وقالت جماعات حقوقية ان الشاب خالد محمد سعيد (28 عاما) تعرض للضرب حتى الموت على يد أفراد من الشرطة السرية في مدينة الاسكندرية الساحلية في السادس من يونيو حزيران بعد أن وضع على الانترنت شريطا مصورا قالت أسرته انه كشف توزيع غنيمة من المخدرات المضبوطة بين أفراد من الشرطة. ودعا أنصار النشط المتوفى الى احتجاجات صامتة في أرجاء البلاد يوم الجمعة حدادا على وفاته. وقال محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي قد يخوض انتخابات الرئاسة في العام القادم انه سيشارك في احتجاجات يوم الجمعة. وكانت وزارة الداخلية المصرية قالت ان سعيد توفي مختنقا بالمخدرات التي ابتلعها قبل أن تقترب منه الشرطة لكن النائب العام أمر الاسبوع الماضي باعادة تشريح الجثة بعد الغضب العام اثر الاعلان عن نتيجة التشريح الاول. وانتهى التشريح الذي تجريه مصلحة الطب الشرعي التي تديرها الدولة الى أن وفاة سعيد كانت نتيجة "انسداد المسالك الهوائية... نتيجة انحشار لفافة بانجو في بداية المجرى الهوائي للشاب المتوفى وهي عبارة عن لفافة من السوليفان طولها 7.5 سنتيمترا وقطرها 2.5 سنتيمترا وحاول الشاب بلعها فانحشرت في الحلق وأدت لاختناقه." وقال النائب العام -في مؤتمر صحفي عرض فيه تقرير التشريح الثاني- ان اثار الكدمات والسحجات التي بدت على الجثة كانت نتيجة "المصادمة بأجسام صلبة" لكنه قال ان الاصابات في مجملها لا تؤدي للوفاة أبدا. وأصبحت وفاة سعيد دافعا للنشطين ومعارضي الحكومة الذين يحملون قانون الطوارئ مسؤولية تجاوزات الشرطة. وقانون الطوارئ المطبق منذ اغتيال الرئيس أنور السادات في عام 1981 وجرى تجديده حتى عام 2011 يسمح بالاعتقال دون توجيه اتهامات ويفرض قيودا على التجمعات العامة. وطالبت الولاياتالمتحدة مصر بالغاء قانون الطواريء. وتقول مصر انه يركز على الامن وقضايا المخدرات لكن المنتقدين يقولون انه لاسكات المعارضة. وبلغ عدد المنتسبين الى صفحة على موقع فيسبوك مكرسة لذكرى سعيد بعنوان "كلنا خالد سعيد" 130 ألفا. وتدعو المصريين الى ارتداء ملابس الحداد السوداء والمشاركة في احتجاج صامت لمدة ساعة يوم الجمعة. وأعلنت ثماني محافظات الى الان -من بينها الاسكندرية والقاهرة- أنها ستشارك في احتجاج متزامن بين الساعة السادسة والنصف والسابعة والنصف مساء يوم الجمعة. وقال البرادعي انه سيشارك في الاحتجاج في مدينة الاسكندرية