قال الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني: "في البداية لا أعتقد أن هناك كلمات أفضل من ما تقدم به أبناؤنا وأطفالنا في بداية هذا اللقاء الكريم، فقد كان طلبهم م طلب سامي ورسالتي لهم يا أبنائي إذا كان هذا التجمع الكريم هو من سيرسم مستقبل اليمن فانتم وأبناؤكم بخير ان شاء الله". وبحسب( وكالة سبأ للأنباء) قال في كلمته التي ألقاها في افتتاح الجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار الوطني اليوم السبت: يطيب لي أن أتقدم لكم بجزيل الشكر والتقدير على هذه الدعوة الكريمة لمشاركتكم تدشين الجلسة الثانية في مؤتمر الحوار الوطني وانا اغتنم هذه الفرصة لأهنئ فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني والشعب اليمني الشقيق بنجاح المرحلة الأولى من مؤتمر الحوار وما سبقها من قرارات وخطوات تم اتخاذها في سبيل تنفيذ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية". وأكد اهتمام أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون ووزراء خارجيته لليمن وأمنه واستقراره وازدهاره ومتابعتهم لأعمال مؤتمر الحوار ونجاح مرحلته الأولى. واعتبر النجاح الذي توجت به أعمال المرحلة الأولى من مؤتمر الحوار الوطني والوصول إلى تدشين الجلسة العامة الثانية من جلسات المؤتمر، مرحلة متقدمة من مراحله يعزز من قناعتنا في دول مجلس التعاون بان الإرادة الوطنية اليمنية قادرة على تخطي كافة التحديات والصعاب والانتقال باليمن إلى مشارف الاستقرار المنشود، مؤكداً أن دول المجلس ستظل تراهن على هذه الإرادة من أجل استكمال تنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وجدد تأكيد دعم دول مجلس التعاون لليمن وشعبها وللقيادة السياسية اليمنية ممثلة في فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي في كل ما يتخذه من قرارات وإجراءات وخطوات تهدف إلى ترجمة بنود المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية. وأشار إلى أن افتتاح مكتب تنفيذي لمجلس التعاون في اليمن والذي ارتقى مستواه إلى بعثة دبلوماسية كاملة ومزاولة أعماله في مدينة صنعاء، يأتي ضمن اهتمام دول المجلس باليمن وحرصها على متابعة تنفيذ المبادرة الخليجية بما في ذلك مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تحرص الأمانة العامة على متابعة جلساته أولاً بأول من خلال البعثة وتسعد بنجاحاته وذلك تأكيدا من دول المجلس على أهمية دعم اليمن وتعزيز قدراته لتجاوز تحديات المرحلة الراهنة. وقال الدكتور الزياني:" إن دول مجلس التعاون تعول كثيراً على الإرادة اليمنية وحرص كافة القوى السياسية والاجتماعية الممثلة في مؤتمر الحوار الوطني في مواصلة العمل، مستحضرين مصلحة اليمن والشعب اليمني العزيز والعمل بروح الفريق الواحد لإنجاح هذا الاستحقاق الوطني الهام الذي يمثل السبيل الوحيد للخروج باليمن من أزماته الراهنة وبناء اليمن الجديد. وأضاف :" إن دول مجلس التعاون تؤكد دعمها وتأييدها لأي مخرجات توافقية يخلص إليها مؤتمر الحوار الوطني وتكون معبرة عن الإرادة الجماعية للشعب اليمني وتسهم في الحفاظ على وحدة اليمن وسيادته واستقراره، إننا نتطلع بكل أمل وتفاؤل ان نشارككم اختتام أعمال مؤتمر الحوار المبارك بعد إنجاز المرحلة الثانية بنجاح". وأعرب عن أمله في أن يشكل هذا المؤتمر خطوة مهمة في صياغة ورسم مستقبل اليمن الجديد. من جهته قال مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بنعمر انه في الثامن عشر من مارس الماضي، اجتمعنا في هذه القاعة لافتتاح أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي دشّن فصلاً جديداً من عملية الانتقال السلمي للسلطة، فصل كرّس جدية القيادات السياسية والتزامها التحاور بشكل حضاري وسلمي للوصول إلى حلول توافقية لجميع القضايا المطروحة. موضحا انه خلال الفترة الماضية، لمس جهوداً كبيرة من قبل الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، ومن هيئة الرئاسة والأمانة العامة لمؤتمر الحوار برئاسة الدكتور أحمد عوض بن مبارك، ومن فرق العمل، لتسهيل أعمال مؤتمر الحوار والمضي على طريق النجاح والذي اسعدني لدور الفعّال الذي تقوم به المرأة والشباب في هذا الإطار. وقال " اليوم، بعد أكثر من شهرين ونصف على انطلاق أعمال مؤتمر الحوار، لا يسعني إلا أن أهنئكم جميعاً على ما حققتموه من إنجازات.. أهنئكم أولاً لأنكم اخترتم الحوار على الاقتتال، والتوافق على فرض الأمر الواقع، والتعاون على التفرّد، والمشاركة على الانعزالية، أهنئكم لأنكم شباباً ونساءً ورجالاً، من مختلف ألوان الطيف اليمني، اجتمعتم تحت سقف واحد هو سقف الحوار الوطني، ومن أجل هدف واحد هو إيصال اليمن إلى بر الأمان". كما أقول" أرفعوا رؤوسكم وافتخروا لأنكم جنّبتم بلادكم ويلات حرب بل حروب أهلية، وان عزيمة الحوار والتوافق انتصرت على لغة السلاح.. ولأنكم على طريق تحقيق طموحاتكم المشروعة، التي من أجلها نزل كثير منكم الساحات وقدّموا التضحيات لأنكم تخطّون تاريخكم بأيديكم، ولأنكم تصنعون مستقبلاً أفضل لبناتكم وأبنائكم، فالمجتمع الإقليمي والدولي كله فخور بكم، ومعجب بتجربتكم الفريدة من نوعها في منطقة تتعطش للسلام والأمن والاستقرار والحرية". وعبر بنعمر عن تمنياته لأعضاء وعضوات الحوار المزيد من التكاتف للتغلب على الخلافات الضيقة، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة، ومواصلة عملكم البنّاء داخل مؤتمر الحوار وخارجه والاستماع لأصوات الشابات والشباب والإصغاء لمطالبهم، فهم مستقبل اليمن، وهم محركه الأساس وقادته، وان تواصلوا التمسّك بالحوار، فهو فرصتكم التاريخية، عليكم يعتمد مصير الشعب والبلاد، وإليكم تتجه أنظار المحيط والعالم". وقال المسؤول الأممي " قبل أيام زرت الحديدة، وهالني ما سمعته من أبنائها عن ظروفهم المعيشية الصعبة ورغم اختلاف انتماءاتهم، مطالبهم واحدة: الأمن والكهرباء والخدمات الأساسية كالصحة والتعليم، والمشاركة في صنع القرار، في كلام آخر، هم يطالبون بالتنمية والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية، وأعتقد أن جميع اليمنيات واليمنيين شركاء في هذه المطالب، وجلّهم لا يريد طريقاً لبلوغها سوى الحوار، متمنيا أن تستمعوا لهذه الأصوات، وأن تتابعوا مسيرة الانتقال السلمي وفق خارطة الطريق الشاملة التي وضعتموها بناء على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. ودعا إلى تسوية ما تبقى من قضايا عالقة بعد وصول المؤتمر إلى أدق مهام هذه المرحلة وعلى بعد أسابيع فقط من موعد نهاية مؤتمر الحوار الوطني، لا تزال مسؤوليات جسيمة تقع على عاتقكم، وأن تتواصلوا مع المواطنين في جميع المحافظات من دون استثناء لضمان مشاركتهم في صنع القرار، وان تفكروا في عملية صوغ دستور جديد، عملية تضمن مبدأ الشفافية والمشاركة الواسعة، كما نصت عليه الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية. وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة إن اليمنيات واليمنيون يتطلعون إلى دستور يحفظ حقوقهم جميعاً من دون تمييز، ويتطلعون كذلك إلى انتخابات لا تعيد إنتاج نظام سابق، بل تؤسس نظام حكم جديد ليمن جديد يسوده القانون والديموقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد، نظام يعزز مفهوم المواطنة، ويتيح التنافس النزيه على أساس المساواة والحرية وتداول السلطة.. حاثا الجميع استثمار هذه الفرصة التاريخية للمشاركة الفعالة في وضع حلول شاملة لتحقيق نتائج ملموسة تكون من صنعكم أنتم. فوحدكم أصحاب القرار، مؤكدا ان الأممالمتحدة ليست لديها وصفات جاهزة لحل أية قضية.. لكننا نشدد على ألا خيار إلا إنجاح مؤتمر الحوار، عبر مخرجات حقيقية تعالج القضية الجنوبية وقضية صعدة وتحقق المصالحة الوطنية وتبني عقداً اجتماعياً جديداً. كما اكد المبعوث بنعمر على ضرورة المضي قدماً في تنفيذ إجراءات بناء الثقة في الجنوب ومعالجة المظالم والمطالب المشروعة، ولدعوة مؤتمر الحوار مجدداً إلى تنفيذ التزامه التواصل مع جميع الفعاليات الجنوبية للانضمام إلى الحوار. وذكر بانه على الرغم من التحديات التي قد تظل قائمة فانه على ثقة أن الحكمة اليمانية والإرادة السياسية ستنتصران في النهاية لما فيه خير هذا البلد وشعبه، وجدد تأكيده أن مجلس الأمن الذي لطالما ساندكم بصوت واحد، سيواصل دعم العملية السياسية وجهود الرئيس عبد ربه منصور هادي. كما اعرب عن مواصلة الأممالمتحدة وضع اليمن في مقدمة أولوياتها، وتوظيف الموارد والخبرات الضرورية لإنجاح هذه التجربة، وكذا مواصلة التعاون الوثيق والبنّاء مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدكتور عبد اللطيف الزياني، الذين يبذلون مساع حثيثة ويقدمون دعماً كبيراً لليمن. وأيضا التعاون كذلك مع مجموعة الدول العشر وأصدقاء اليمن، الذين نثمّن جهودهم ودعمهم السخي. وطلب المبعوث الأممي جمال بنعمر في ختام كلمته من المتحاورين ان يدركوا حجم الإنجازات التي تحققت بانتقال السلطة عبر عملية تفاوضية سلمية وحوار وطني نموذجي في إطار تجارب دول الربيع العربي، معبرا عن افتخاره بأن اليمنيات واليمنيين باتوا قدوة لجميع شعوب المنطقة، وأن تضحياتهم لن تذهب هباءً، وأنهم لن يكونوا إلا حلفاء النجاح. وتخلل الجلسة الافتتاحية تقديم رسالة من أطفال اليمن، فضلا عن استعراض فيلم تسجيلي عن ثمانين يوم من الحوار تناول مجريات الحوار عبر فرق العمل وخلاصات للأنشطة والنزولات الميدانية إلى الجهات المستهدفة في 17 محافظة.. وخلص الفيلم إلى التأكيد ان النجاح الكبير الذي كلل أعمال الحوار خلال الثمانين يوما الماضية يعكس حرص الجميع المشاركين في مؤتمر الحوار على ترجمة الأهداف المنشودة منه في سبيل بناء اليمن الجديد وصنع المستقبل الأفضل.