رحبت السلطة الفلسطينية الاحد بقرار الحكومة الاسرائيلية الافراج عن 104 اسرى فلسطينيين. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «نرحب بقرار الحكومة الاسرائيلية بالافراج عن الاسرى المعتقلين قبل اتفاق اوسلو ونعتبرها خطوة هامة ونأمل ان نتمكن من استغلال الفرصة التي وفرتها الجهود التي بذلتها الادارة الاميركية بالتوصل الى اتفاق سلام دائم وعادل وشامل بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي». واضاف «نريد اتفاقا على اساس دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، تعيش بامن وسلام الى جانب دولة اسرائيل على حدود عام 1967». وكانت الحكومة الاسرائيلية وافقت أمس على اطلاق سراح اسرى فلسطينيين في اطار اعادة استئناف مفاوضات السلام المباشرة مع الفلسطينيين، بحسب ما اوردت الاذاعة العامة. وقالت الاذاعة ان مجلس الوزراء وافق على اطلاق سراح 104 اسرى فلسطينيين بغالبية 13 وزيرا مؤيدا مقابل سبعة وزراء معارضين بينما امتنع وزيران عن التصويت. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «وافقت الحكومة على اطلاق المفاوضات الدبلوماسية بين اسرائيل والفلسطينيين (...) ووافقت على تشكيل لجنة وزارية مسؤولة عن اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين في اطار المفاوضات». ولم يتم نشر اسماء الاسرى بشكل رسمي حتى الان او حتى ابلاغها للوزراء، لكن وسائل الاعلام تشير الى ان اللائحة تتضمن ناشطين فلسطينيين دينوا بقتل «نساء واطفال اسرائيليين» او بقتل فلسطينيين دينوا «بالتخابر» مع اسرائيل. وقال مسؤول فلسطيني طلب عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس السبت ان «المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ستنطلق في واشنطن الثلاثاء المقبل». من جهته، اكد قدورة فارس رئيس نادي الاسير الفلسطيني للاذاعة العامة أمسانه لن يكون هناك مفاوضات بدون عودة هؤلاء الاسرى الى عائلاتهم وبيوتهم. وقال «لن يكون هناك مفاوضات في حال عدم اطلاق سراحهم كلهم». وقالت حركة حماس إن حرية الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل «حق لهم ومن غير المقبول توظيفها للمقايضة على الثوابت الفلسطينية». واعتبر سامي أبو زهري الناطق باسم الحركة، في بيان صحفي، أنه «لا يجوز استخدام الوعود بالإفراج عن مجموعة من الأسرى الفلسطينيين كذريعة لتمرير مخطط استئناف المفاوضات الذي يقوض القضية الفلسطينية». وجدد أبو زهري رفض حماس لاستئناف المفاوضات بين السلطة وإسرائيل، معتبرا أن المستفيد من ذلك هو إسرائيل «حيث توظف المفاوضات كغطاء لاستمرار جرائم الاستيطان والتهويد». ونشر نادي الأسير الفلسطيني قائمة بأسماء الأسرى المتوقع الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، وتتضمن 14 من فلسطيني 48 وستة من شرقي القدس و23 من قطاع غزة فيما البقية من سكان الضفة الغربية. وبهذا الصدد أكد مدير نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، أنه لن يكون هناك اتفاق للسلام الفلسطيني- الإسرائيلي دون إطلاق سراح جميع الأسرى القدامى. وأعلن فارس، أن لجنة خاصة للتفاوض بشان إطلاق سراح بقية الأسرى سيتم تشكيلها لاحقا. وذكر فارس، أن الجانب الفلسطيني لن يوافق على إبعاد المفرج عنهم إلى قطاع غزة أو إلى خارج الأراضي الفلسطينية. وقالت مصادر إسرائيلية إن الإفراج عن الأسرى سيتم على عدة دفعات متفرقة خلال مدة 6 إلى 9 شهور المقررة لإجراء المفاوضات برعاية أمريكية. الى ذلك قال نتنياهو إن قرار إطلاق سراح أكثر من 100 أسير فلسطيني مؤلم ولكنه ضروري للدخول في محادثات السلام. وفي خطاب مفتوح لمواطني إسرائيل، سعى نتنياهو إلى تهدئة المعارضة قبل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين كشرط مسبق من الفلسطينيين للدخول في المحادثات. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها نتنياهو علنا على اتفاق إطلاق سراح السجناء الذي تردد على نطاق واسع في الآونة الأخيرة. على صعيد اخر، اقرت الحكومة الاسرائيلية مشروع قانون ينص على تنظيم استفتاء في حال التوصل الى اي اتفاق سلام مع الفلسطينيين، بحسب ما اورد بيان صادر عن مكتب نتنياهو. ونقل البيان عن نتنياهو قوله «اي اتفاق قد يتم التوصل اليه في المفاوضات سيتم طرحه للاستفتاء»، مؤكدا ان «من المهم في قرارات تاريخية مماثلة ان يدلي كل مواطن بصوته مباشرة في قضية ستحدد مستقبل الدولة». وفي حال المصادقة على قانون الاستفتاء، فان ذلك سيشكل التأييد الاخير لاي معاهدة سلام بعد تصديق الحكومة والبرلمان الاسرائيلي عليها. ويعتبر مشروع القانون بادرة لوزراء الحكومة من اليمين المتطرف المعارضين لاي تنازلات. وقال بيان حكومي ان الحكومة ترى الموافقة على هذا المشروع امرا «عاجلا ومهما»، مؤكدا بانها ستطلب من البرلمان تسريع المصادقة عليه. ويستلزم اجراء استفتاء في الحالات التي يتم فيها في اطار اي اتفاق سلام او قرار حكومي تنازل اسرائيل عن اراض تدعي سيادتها عليها. وهذا يتضمن اي جزء من القدس الشرقية المحتلة. في السياق، اشتبك عشرات الشبان من اعضاء وانصار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع قوات الامن الفلسطينية التي حاولت منعهم من الوصول الى المقاطعة للمطالبة بعدم العودة الى المفاوضات مع اسرائيل. والقى الشبان الحجارة والعصي على قوات الامن الفلسطينية على بعد مئات الامتار من المقاطعة حيث كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعقد اجتماعا لحكومته. واستخدمت قوات مكافحة الشغب العصي والحجارة في ملاحقة الشبان الذين عادوا ادراجهم الى مركز المدينة بعد المواجهات التي اصيب عدد فيها من افراد الامن بالحجارة. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اربعة فلسطينيين من بلدة يطا جنوب الخليل في الضفة الغربيةالمحتلة. وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال دهمت البلدة وسط اطلاق نار كثيف واعتقلتهم مشيرة الى قيام قوات الاحتلال بتسليم عدد اخر من المواطنين اخطارين بهدم بركس وبئر مياه. وتشن قوات الاحتلال يوميا حملات دهم واعتقال تطال عشرات الفلسطينيين في مدن وبلدات الضفة الغربية بحجج وذرائع مختلفة. إلى ذلك، طرد مصلون وطلبة حلقات العلم في المسجد الأقصى المبارك أمس مجموعة من المستوطنين يتقدمها المتطرف اليهودي يهودا كليك من باحاته. وذكرت مصادر فلسطينية إن المستوطنين المتطرفين استأنفوا منذ ساعات الصباح الباكر اقتحامهم للأقصى من جهة باب المغاربة يتقدمهم المتطرف «كليك» المعروف بعنصريته ضد الفلسطينيين وبرفقته حراسات معززة ومشددة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال الاسرائيلي. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان صحفي أمس إن المستوطنين نفذوا جولات في باحات ومرافق المسجد تضمنت شرحا حول تاريخ الهيكل المزعوم وبعد انتهاء الجولة الأولى اقتحم ‹كليك› ومجموعة أخرى من المستوطنين المسجد ما أثار حفيظة المصلين الذين تصدوا له وللمستوطنين بالصيحات والتكبيرات. وأضافت في بيانها أن الناشط الليكودي› كليك› امتنع في بادئ الأمر عن الخروج من باب السلسلة إلا أن شرطة الاحتلال أخرجته تحت ضغط المصلين وتكبيراتهم.