تجددت، صباح أمس، الاحتجاجات الرافضة لقرار الحكومة السودانية برفع الدعم عن الوقود في العاصمة الخرطوم ومدينة أم درمان غرب العاصمة السودانية. وقال شهود عيان إن المئات أغلقوا طريقين رئيسين بحي الثورة بمدينة أم درمان، وأضرموا النار في إطارات السيارات وسط اشتباكات مع الشرطة التي تستخدم الغاز المسيل للدموع، دون الإبلاغ عن وجود إصابات، مضيفين أن طلاب وطالبات المدارس انضموا للاحتجاجات. كما تجمع عشرات في منطقة بري، شرقي الخرطوم، للتظاهر ضد قرار رفع الدعم، مرددين هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" وأحرقوا إحدى محطات الوقود، وسيارة نقل عامة. من ناحيتتها نفت الشرطة، مسئوليتها عن وفاة شخص أٌصيب بالرصاص أثناء فض احتجاجات بمدنية ود مدني، بولاية الجزيرة وسط السودان، أمس. وقالت الشرطة، في بيان صحفي لها ، إن القتيل أصيب برصاص أطلقه مجهولين من سيارة نصف نقل، بعد أن رشقها المحتجون بالحجارة، ثم فرت هاربة. وكان شهود عيان أشاروا إلى أن شابا عمره (23 عاما) توفي أمس، بعد أن تعرض لإطلاق نار من سيارة دفع رباعي من النوع الذي تستخدمه الأجهزة الأمنية، لم يكن بها لوحات مرورية. وفور تعديل محطات الوقود لأسعارها المعروضة، تجمع نحو 800 محتج في وسط الخرطوم، وهم يهتفون "لا، لا، لارتفاع الأسعار"، ودعا آخرون إلى استقالة البشير، هاتفين "ارحل، ارحل" ، وعندما وصلت قوات الشرطة أخذت تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. وقالت الحكومة السودانية إنها كانت تتوقع خروج هذه المظاهرات الاحتجاجية، بعد أن وصفت القرار بأنه قاس، ورأت أنه لا مفر من تطبيقه. وبدأت السلطات السودانية، الأحد، تنفيذ قرار رفع الدعم عن الوقود، الذي اتخذه الرئيس السوداني عمر البشير قبل أيام. وكان الرئيس السوداني قد عقد مؤتمرا صحفيا مساء الأحد لمدة ساعتين دافع فيه عن قراره إلغاء دعم الوقود. ووعد البشير باستخدام الأموال الموفرة في مساعدة الفقراء، وزيادة الرواتب لموظفي الدولة. غير أن كثيرا من السودانيين نفد صبرهم بعد سنوات مما يصفونه بأنه أزمات اقتصادية سببها سوء الإدارة، والعقوبات الاقتصادية الأمريكية.