قال مسؤولون أمنيون في السودان إن أربعة متظاهرين قتلوا الجمعة برصاص مسلحين مجهولين خلال المسيرات التي خرجت في العاصمة الخرطوم احتجاجا على قرار الحكومة رفع الدعم عن المحروقات و "قمع" المتظاهرين. ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن الأجهزة الامنية قولها إن "مسلحين لم تعرف هوياتهم أطلقوا النار الجمعة على متظاهرين في الخرطوم بحري وفي الخرطوم وأم درمان وقتلوا اربعة متظاهرين".
في هذه الأثناء، قال مراسل بي بي سي في السودان نقلا عن شهود عيان إن الشرطة السودانية فرقت مسيرة احتجاجية بعد تشييع أحد قتلى الاحتجاجات في مقابر بري بالخرطوم.
وقال شهود العيان إن "المئات من الأشخاص الذين شاركوا في تشييع الجثمان خرجوا في مسيرات تندد بلجوء القوات الامنية إلى إطلاق الرصاص لقمع المحتجين".
وأضافوا أن " المسيرة سارت لمسافات طويلة في شارع الستين وهو من أطول الشوارع في الخرطوم قبل أن تتدخل قوات الشرطة لتفريقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع".
ويقول مراسلنا في العاصمة السودانية إنه لم تصدر حتى الآن أي دعوات من القوى السياسية أو الناشطين لتنظيم مظاهرات جديدة غير أن هناك احتمالات بخروج مسيرات، خصوصا لأن مظاهرات الأيام الماضية خرجت بشكل عفوي ومن داخل الأحياء السكنية.
وأفادت تقارير أن قوات الأمن خففت من انتشارها الكثيف في شوارع مدن العاصمة السودانية وأحيائها بعد أن كانت قد تحولت إلى ما يشبه الثكنة العسكرية خلال الأيام الماضية.
إثارة الشغب وكانت السلطات السودانية أعلنت اعتقال نحو ستمئة شخص خلال الاحتجاجات الأخيرة وقالت إنها ستقدمهم للمحاكمة الأسبوع المقبل بتهم تتعلق بإثارة الشغب وإتلاف الممتلكات العامة.
واندلعت شرارة الاحتجاجات في السودان عقب إعلان الحكومة رفع أسعار الوقود إثر تعليق الدعم الذي كانت تقدمه، في سياق ما تقول إنه اصلاحات اقتصادية.
ووصف مراسلون هذه المظاهرات، التي أخذت منحى عنيفا وتسببت في إتلاف وإحراق ممتلكات عامة وخاصة، بأنها الأوسع منذ تولي نظام الانقاذ السلطة في انقلاب عسكري في السودان عام 1989.
وقام آلاف المحتجين بإحراق سيارات ومحطات وقود وتصاعدت أعمدة الدخان وسط مدينة الخرطوم.
وقد أعلنت السلطات السودانية إغلاق المدارس في العاصمة السودانية حتى الثلاثين من سبتمبر / أيلول الحالي.