تشهد عدد من المدن السودانية موجة احتجاجات شعبية لليوم السادس على التوالي، إثر رفع الدعم عن الوقود من قبل الحكومة والتي ما تزال تتمسك بقرارها. ودعا ناشطون سودانيون إلى تنفيذ عصيان مدنى فى البلاد اليوم، الأحد، احتجاجًا على قرار رفع الدعم عن الوقود وللقمع الأمنى الذى أدى لمقتل وإصابة العشرات فى المظاهرات التى شهدتها عدة مدن سودانية فى الأيام الماضية، والتي تعد أسوأ اضطرابات يشهدها نظام الرئيس السودانى عمر البشير منذ سنوات. وردد ألاف المتظاهرين السودانيين فيها شعارات مناوئة للبشير وتطالب بالحرية والتغيير قوات الامن، بحسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية. من جانبه دعا الحزب الشيوعي السودني إلى مواصلة النضال حتي إسقاط النظام ومؤكداً أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً. واستخدمت قوات الامن السودانية القوة لتفريق احتجاجات حاشدة خرجت في العاصمة الخرطوم منذ منتصف الاسبوع الماضي، وقتل فيها عشرات المشاركين، كما إعتقلت القوات السودانية عدد من الناشطين، حسب مراسل وكالة الانباء الفرنسية. من جهتها أعلنت قوى المعارضة وقوى شبابية ومنظمات مدنية عن تشكيل جبهة موحده تحت اسم تنسيقية قوى التغيير السودانية. وتضم الجبهة بحسب البيان الأول للتنسيقية: تحالف شباب الثورة السودانية وقوى الاجماع الوطني والنقابات المهنية وتحالف منظمات المجتمع المدني. ووفقا للبيان فإن ابرز مطالب هذه القوى تتمثل في تنحي النظام الحالي فورا، وتكوين حكومة انتقالية تضم كل اطياف الشعب السوداني تتولى ادارة البلاد لمرحلة انتقالية مقبلة. كما طالب بيان التنسيقية بالمحاسبة والقصاص لكل من شارك في جرائم القمع والتعذيب والقتل في حق ابناء الشعب السوداني، وايقاف الحرب الدائرة فوراً و وضع الاسس للسلام المستدام عبر عملية مصالحة وطنية شاملة تخاطب بذور الازمة السودانية. كان مسؤولون أمنيون قالوا إن أربعة متظاهرين قتلوا الجمعة برصاص مسلحين مجهولين خلال المسيرات التي خرجت في العاصمة السودانية وهو ما يرفع عدد القتلى في الاضطرابات الأخيرة إلى نحو 33 شخصا كما اوقف 600 آخرون. من جهة اخرى، صادرت السلطات ثلاث صحف يومية او منعتها من الصدور علما بانها مؤيدة للحكومة. وتواصل الحكومة التزام الصمت حيال هذه الاحتجاجات التي لم تشهد اتساعا مماثلا منذ تسلم الرئيس البشير الحكم في 1989، لكن المدارس اغلقت حتى الاثنين. ووصف مراسلون عدد من الوكالات هذه المظاهرات، التي أخذت منحى عنيفا وتسببت في إتلاف وإحراق ممتلكات عامة وخاصة، بأنها الأوسع منذ تولي نظام الانقاذ السلطة في انقلاب عسكري في السودان عام 1989. وقام آلاف المحتجين بإحراق سيارات ومحطات وقود وتصاعدت أعمدة الدخان وسط مدينة الخرطوم. ونقلت "البي بي سي" عن مراسلها في الخرطوم إنه لم تصدر حتى الآن أي دعوات من القوى السياسية أو الناشطين لتنظيم مظاهرات جديدة غير أن هناك احتمالات بخروج مسيرات، خصوصا لأن مظاهرات الأيام الماضية خرجت بشكل عفوي ومن داخل الأحياء السكنية. وأفادت تقارير أن قوات الأمن خففت من انتشارها الكثيف في شوارع مدن العاصمة السودانية وأحيائها بعد أن كانت قد تحولت إلى ما يشبه الثكنة العسكرية خلال الأيام الماضية. واتهمت منظمتان غير حكوميتين هما المركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام ومنظمة العفو الدولية القوات الامنية باطلاق النار عمدا على المتظاهرين. وكانت شبكة الانترنت قطعت الجمعة للمرة الثانية خلال اسبوع ثم اعيدت الى الخدمة في المساء كما اغلقت السلطات مكتبي قناتي العربية وسكاي نيوز العربية في الخرطوم، كما ذكرت هاتان الفضائيتان.