الثاني من أغسطس 1985 رحيل الموسيقي احمد محمد ناجي الفنان الموسيقي الراحل أحمد محمد ناجي كتلة من المشاعر والأحاسيس الإنسانية فهو العارف المتمكن على مختلف الآلات الموسيقية الذي استطاع بنجاح لافت غير معهود التعاطي مع كل قوالب وأشكال الغناء والموسيقى المتداولة في الإطار المحلي والعربي قدم اعمال للمسرح الغنائي، والغناء العاطفي، الأوبريتات، والأغاني الجماعية الوطنية والعاطفية، وفن الديالوج، والغناء الفردي بكل أشكاله وألوانه المتعددة ، الى جانب أغاني الأطفال بالإضافة إلى تقديمه وتلحينه مجموعة من «الموشحات اليمنية» فقد اتسمت أعماله بفرادتها وخصوصيتها شكلاً ومضموناً بل وتُعد تجربته في تلحين الموشح اليمني من أهم التجارب في هذا النمط الموسيقي الغنائي في سياق الغناء اليمني المعاصر بشكل عام. كما قدم الفن مجموعة من الأصوات الشابة في ساحة الغناء اليمني وزودها بأعماله المتميزة ليجعل منها أصواتاً قادرة مؤهلة لتصبح «معتمدة فناً وأدباً» في إذاعة وتلفزيون عدن منذ وقت مبكر من ظهورها، من أبرز هذه الوجوه: أمل كعدل، عصام خليدي،.أبوبكر سكاريب، حسن المهنى ، نوال محمد حسين فيصل الصلاحي ، محمد علي محسن، مريم برتوش ،حسن كريدي ،عباد الحسيني، محمد الحسني، فهد شاذلي...وآخرون. جمعته صداقة حميمة وعلاقة وطيدة وشكل مع الشاعر الغنائي علي عمر صالح ثنائياً ناجحاً متألقاً، كما كان الفنان الكبير أحمد محمد ناجي مؤسساً وعضواً نشطاً وفاعلاً في كثير من الفرق الفنية الموسيقية في عدن لعل أهمها وأبرزها فرقة الشرق ، فرقة وزارة الداخلية، فرقة القوات المسلحة، فرقة الثقافة وكانت له أعمال كثيرة ساهمت في إحياء وتفعيل نشاط هذه الفرق الفنية وتركت أثراً وبصمة واضحة جلية دونت في سجل تاريخ كل الفرق الموسيقية الفنية التي تعامل معها كعازف وملحن في عام 1984م قدم الفنان أحمد محمد ناجي عملين جديدين لفرقة وزارة الداخلية خرج بهما عن المألوف بتعامله كملحن مع الفرقة وبالأخص«فرقة الإنشاد والغناء الجماعي» وكان لهذين العملين في تلك الفترة وقع المفاجأة حيث اختلف الأمر تماماً باختياراته للنصوص الغنائية والتي كانت من الشعر الجاهلي الفصيح للشاعر «عنترة بن شداد» فالقصيدة الأولى بعنوان «لو كان قلبي معي» والقصيدة الثانية «إن يمنعوا عيني لحسنك أن ترى» بالفعل تم توثيقها في تلفزيون عدن كمرجع سيظل شاهداً ليؤكد عبقرية الفنان الكبير أحمد محمد ناجي في تطوير الغناء اليمني بأسلوب يحاكي الموشح العربي بكل تفاصيله وقواعده وأصوله المؤسسة ونظراً لروعة الاختيار والانتقاء الفني والأدبي للفنان المبدع أحمد محمد ناجي بقصيدتي عنترة بن شداد وما تضمنتاه من صورٍ شعرية رائعة في أبياتها نقتطف بعضاً منها بالإضافة لتحليل الموشحين مقامياً وموسيقياً توضيح الإيقاع المستخدم بهما ونوعه : «لو كان قلبي معي» لوكان قلبي معي مااخترت غيركمُ ولا أردتُ سواكمُ في الهواء بدلا لكنه راغب فيمن يعذبه وليس يقبل لي قولاً ولا عملا أشكو إلى الله من جور بليت به من اللئام الألى قد احكموا زللا مالي سواه معيناً أبتغي عوضا لأنه عادل..لا يرتضي بدلا «إن يمنعوا عيني» إن يمنعوا عيني لحسنك أن ترى أو يحجبوا عني خيالك في الكرى يامن بدهشته تحيرت الورى زدني بفرط الحب فيك تحيرا وارحم..حشا بلظى بهواك تسعرا التحليل الموسيقي للموشحين رحل الفنان الكبير أحمد محمد ناجي تاركاً وراءه ثروة فنية ضخمة من الأعمال الغنائية والموسيقية المتميزة الموثقة والمسجلة لكن الشئ الذي لن انساه ابدا عندما التقيت به في منزل المرحوم احمد يوسف الزبيدي في جدة وتفاجات به يخبرني بانه هو من كتب ولحن اول اغنية ظهر بها الفنان الراحل ابوبكر سكاريب وهي اغنية (مرة لو تجيني او ترسل لي جواب.. بتشوف ايش فيبي من طول الغياب .. عود وانسى العداوة والصد والعتاب) . والفنان ابوبكر سكاريب الفنان أبوبكر سكاريب من فناني الجيل الثالث بداية أبوبكر كانت من المدرسة في الستينات وهو يتمتع بصوت جميل وقد اكتشفه الفنان محمد مرشد ناجي.