عندما يهبط الصحفي من مقام صاحبة الجلالة (الصحافة ) إلى أسفل سافلين فإن الجمال الذي يكتسب الصحافة من خلال الأقلام الشريفة التي يكون خبرها نورا وضاء فإنها تنحدر انحدارا غير طبيعي بسبب ظلامية الأقلام ذات المشاعر السوداوية ولقد توجت الصحافة برجال حملوا لواءها بكل جلال ومهابة فكانت الصحافة بالفعل هي الرسالة التنويرية التي أشرقت من مجاهل الظلمات وأعطت الحياة معناها السامي . الرسالة التنويرية التي أشرقت من مجاهل الظلمات وأعطت الحياة معناها السامي . ولكن الملاحظ اليوم أن الكثير من الصحفيين يعملون جاهدين من أجل إسقاط مرتبة صاحبة الجلالة دون أن يدركوا أنهم يسقطون مراتبهم كأشخاص عليهم مسؤولية وطنية وأخلاقية في معالجة قضايا المجتمع وسبر أغواره والوصول به إلى المقام الذي لا تشوبه ضبابية النفوس الظلمانية وأصحاب المصالح والأهواء التي يجدون فيها الغلبة على مصلحة الوطن ويغلبون الأدنى على الأعلى من الناحية القيمية عند هذا تضيع القيم وتتحول الحياة إلى سراديب مظلمة لا تعيش فيها سواء الخفافيش وكم يحز في النفس أن نجد بعض الزملاء يسلكون هذه المسالك المشينة . لقد تابعنا الحملة الإعلامية المسعورة التي استهدفت الأخ الأستاذ حمود خالد الصوفي محافظ تعز نجدنا نتساءل مع أنفسنا ومع كل الذين تناولوا الأخ المحافظ تناولاً سلبياً ماذا يريد هؤلاء ؟ فإذا كان مبعث ذلك أهو العداء فإن ذلك ليس مهمة الصحافة التنويرية التي تبصرنا بأخطائنا وتشد على أيدينا أن أحببنا وإذا كانت الغاية هو الترويج لصحف الإثارة وإبراز عضلات أصحاب الأقلام الموبوءة مستغلين المناخ الديمقراطي الذي تعيشه بلادنا في ضل قيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية فإن ذلك لا يعني أن قدرات الكاتب هي الصورة الواضحة فيما يكتب ولكن الصورة تعرض حالة الضعف النفسي والأخلاقي وعدم الشعور بالمسئولية الوطنية تجاه رموز وقامات وطنية .. وهنا ينبغي أن يفهم الحليم بالإشارة قبل العبارة .. والأمل يحذونا من كل الصحفيين أن يجعلوا من الكلمة مشكاة تنير الدروب وأن يجعلوا من حبر أقلامهم صفحة سوداء تحجب شمس الحقيقة وتثير سحاب الاكتئاب .. إن الواجب الوطني يقتضي من الجميع العمل على تعزيز قيم المحبة والرخاء والسلام تحت راية الثورة والوحدة التي ربطت ماضي الوطن بحاضرة ومستقبله المشرق فالصوفي أكبر من أن تنال الأصوات النشاز الذين أدمنوا على الكذب والتزوير وتزييف الحقائق والذين لا يرون أكثر من أنوفهم .