بيني وبين دمشق .. سر يكبر سنوات إقامتي "العشر" فيها بكثير ويصغر "قاسيونها" بقليل كل يوم تتكشف خبايا هذا السر .. فكلما تجدد هواؤها في صدري شهيقاً وزفيراً تظهر ياسمينة وليدة في أحد جدرانه المتكلسة .. وتذوب قوانين الأم المؤرجحة بين الحب بقسوة متناهية والحب بدلال لا متناه .. وتختمر الأحلام الجديدة في جوف بلورة متحفية كانت قلباً جبلياً يعلن احتضاره كل صباح ويحتفل بعيد مولده في المساء الوحيد . وفي لحظة مستطيلة تكفكف دمعي دمشق .. وفاتورة العشق مملوءة بالقصائد .. لاشيء أدفع غير رحيق من الحبر أجلبه من بساتينها طالما ريشتي ترقص القُبلة الممكنة ولاشيء يمكنني أن أقايض فيه هنيهاتها المستحيلة طالما ريشتي ترقص القُبلة الممكنة بيني وبين دمشق .. عشر من السنوات ومليون ألف من الكلمات .. وألف لحظة سحر مذاب بأرصفة "الصالحية" .. بحضرة "زينب" مليون تسبيحة ودعاء . ل "شيخ التصوف" إطلالة في "فتوحاته" .. باقة من "فصوص الحكم" . بيني وبين دمشق "سكرة" غورها ليس يسبره غير صمت تراخى سدولاً بوجه معالم "جلّق" محروسةً ب"الأمل" .. لكن حزناً تدثره بسمة هادئة .. هي ذاك الصراط الذي يأنف الأشقياء .. راغب في سلام الصناديد .. راغب عن حدود تحاصر أزهارنا بين شوك انكسار الوغى وبين ظلام الأخاديد ... هكذا أخبرتني معالم "جلّق" في صمتها الكستنائي .. كان لوناً من الشعر لم يُكتشف .. كان زيتاً لزيتونة من "حلب" . وبصمت يقاوم بعض الكلام أرد عليها وأشكر خطبتها الصافية .. وأحمد كوني بحضرتها كامتداد المعاني بوجه الصور . تحفظ السر "جلّق" تحرسه مثلما تحفظ الحب أمي آية لا تحرّف .. غاية دونها الروح .. إنها من رياحين لم تندثر قال رب السماء : إنها زينة للبشر . عندما أصبح السر يوماً "مراهق" كان عمر الطفولة عمري .. وكانت دمشق تعلمني كيف أصبح شيخاً يؤم الصلاة التي يشتهي خمرها الأصفياء .. جوعهم ليس يسكته دون أن يصبحوا آلهة .. كان في السر "أنثى" .. تشتهيه اغتراباً .. تزدريه اقتراباً .. كانت الريح .. كان "حطاماً" .. تارة للحريق وقود .. تارة فارس لا يشق جحافله غير قهقهة مستحبة .. ول "صنعاء" في السر روح العلن .. رونق الغيرة المستطابة لوحة صارخة ، لم تجارِ الزمن .. صاغ شاعرها قصةً من تراث السماء .. قال : إن (ثُريا) ل (سُهيل) المُنى ثم إن سُهيلاً من ثريا دنا .... [email protected] سما/خاص