وافقت أطراف الحرب في اليمن على هدنة لمدة 72 ساعة، حسبما أعلن مبعوث الأممالمتحدة المكلف بالملف اليمني. وسوف يبدأ سريان وقف إطلاق النار من الدقيقة الأخيرة من يوم الأربعاء وبداية يوم الخميس، وفق بيان صادر عن اسماعيل ولد الشيخ في نيويورك. وأكد ولد الشيخ أن الهدنة ستكون شاملة قابلة للتمديد. وكان ولد الشيخ ووزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والبريطاني بوريس جونسون قد طالبوا السبت بوقف غير مشروط للقتال في اليمن. وقف القتال سوف يجنب اليمنيين مزيدا من إراقة الدماء ويسمح بتوسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية. اسماعيل ولد الشيخ، مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن وجاءت الدعوة بعد إعلان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية أن طائراتها قصفت الأسبوع الماضي "بالخطأ" مجلس عزاء في صنعاء ما أسفر عن مجزرة قُتل فيها 140 شخصا واصيب أكثر من 500 آخرين. وأقر التحالف بأن الضربة الجوية للمجلس نفذت "بناء على معلومات مغلوطة"، بعد أن تصاعدت مطالبات دولية بإجراء تحقيق دولي في احتمال وقوع جرائم حرب في اليمن. وقال ولد الشيخ إن وقف القتال سوف "يجنب اليمنيين مزيدا من إراقة الدماء." وعبر عن أمله في أن تسمح الهدنة بتوسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية" في اليمن، أفقر بلدان المنطقة. وكانت الأممالمتحدة قد نهبت منذ أيام إلى تفشي وباء الكوليرا في اليمن، وطالبت بضرورة الإسراع بتوصيل المعونات الإنسانية في أنحاء البلاد. ويقول ولد الشيخ إن شروط وقف العمليات العدائية هي نفسها التي اتفق عليها لتطبيق هدنة العاشر من أبريل/نيسان الماضي. ويضف بيان ولد الشيخ إن فترة الهدنة الجديدة ومبدئية ويمكن تمديدها لما بعد ال 72 ساعة. حصار تعز وأكد عبد الملك المخلافي وزير الخارجية في حكومة الرئيس اليمني المعترف بها دوليا إن هناك إمكانية لتمديد الهدنة. وقال المخلافي في تدوينة على حسابه بموقع تويتر إن "الرئيس (عبد ربه منصور هادي) وافق على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد لو التزام الطرف الآخر بها." ولم يصدر على الفور تأكيد من الحوثيين أو قوات الرئيس السابق على عبد الله صالح الموالية لهم بشأن قبول الهدنة. الرئيس وافق على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد لو التزام الطرف الآخر بها وقبل تفعيل لجنة نزع التصعيد والتنسيق ورفع الحصار عن تعز. عبد عبد الملك المخلافي وزير الخارجية في حكومة هادي وأضاف المخلافي أن هادي يشترط أيضا أن يوافق الحوثيون على "تفعيل لجنة نزع التصعيد والتنسيق ورفع الحصار عن تعز". ولجنة نزع التصعيد والتنسيق هي لجنة عسكرية تلقى مساندة الأممالمتحدة وتتولى مهمة الإشراف على أي اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن. وكان عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، قد ابدى الاثنين استعداد بلاده قبول وقف لإطلاق النار لو قبله الحوثيون. غير أن الجبير عبر عن تشككه في نجاح مساعي السلام بعد فشل الهدن السابقة. وتقول تقديرات الأممالمتحدة إن حوالي 10 آلاف شخص، بينهم 3800 مدني، قتلوا في اليمن، فضلا عن تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية عموما، منذ بداية تدخل التحالف العسكري بقيادة السعودية في البلاد منذ آخر مارس/آذار 2014.