جاء هذا بمحاضرة للدكتور عبد الرحمن حيدر بعنوان"تقيم الأثر البيئي في لاستخدام مياه الصرف الصحي بالزراعة في كل من إبوذمار وصنعاء" والتي ألقها صباح الخميس 21/10/2010م في المنتدى الثقافي لمؤسسة السعيد للعلوم الثقافة في تعز حيث قال :الدكتور حيدر بأن مياه الصرف الصحي تعتبر أحد المصادر الهامة للري كونها تشكل جزء متعاظم من مورد هام يزداد بشكل مضطرد بالإضافة إلى أنه مورد منخفض التكلفة. مشيرا إلى أن مياه الصرف الصحي الخارجة من غالبية محطات المعالجة لم ترقى إلى مستوى المعالجة المطلوبة وبالتالي فأن محتواها من البكتريا والجراثيم القولونية يعتبر عالي وفقاً لكل المقاييس الموضوعة. منوها بأن هنالك مخاطر حقيقية تكمن جراء استخدام تلك المياه في ري المزروعات والتعامل معها. وأضاف حيدر بأن كثير من المزارعين لا يتبعون في التعامل مع تلك المياه أدنى قواعد السلامة مثل استخدام كفوف واقية وملابس خاصة وأحذية مطاطية طويلة وخصوصاً في مناطق إبوذمار بينما في بني الحارث فأنه قد لوحظ بأن عدد كبير يستخدم الأحذية الواقية فقط. مشيرا إلى أن هناك مخاطر للسكان ومستخدمي تلك المزروعات تكمن في استهلاك الخضار الغضة التي تؤكل بدون طهي حيث يلاحظ عدم وجود قيود على نوع المزروعات التي تروى بها تلك المياه وخصوصاً في مناطق إب وصنعاء بينما في ذمار فإن المزروعات تقتصر على محاصيل الأعلاف أو القمح والشعير كمحاصيل حبوب. كما تطرق إلى دور وزارة الزراعة والري في تحديد أنواع المحاصيل والتي يجب أن تزرع على مياه الصرف الصحي ووضع تشريعات لذلك وفرض عقوبات على من يتجاوز ذلك. وكذلك القيام بالإرشاد المائي وتحديد الاحتياجات المائية للمحاصيل التي تزرع على هذه المياه وعمل حملات بيطرية لمكافحة الأمراض والأوبئة التي تعاني منها الحيوانات في تلك المناطق. ووضع ضوابط لاستخدام الأسمدة الصلبة الناتجة من مخلفات المجاري بعد تقييم تلك الأسمدة وتحديد مواصفاتها الكيميائية والحيوية. وكذلك دور وزارة الصحة العامة والسكان في القيام بإجراء فحوصات ميدانية وكشف للأمراض التي تنجم عن التلوث و القيام بحملات توعية حول المخاطر التي قد يتعرض لها السكان في المناطق التي تستخدم مياه الصرف وعمل ملصقات ونشرات بالأمراض التي تصاحب التلوث ونشرها بين أوساط السكان الذين يعيشون في تلك المناطق. وكان الأستاذ فيصل سعيد فارع مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة قد أفتتح وأدار المحاضرة كلمة قال فيها بأن موضوع المياه والبيئة والزراعة موضوع في بالغ الأهمية كونه يتصل اتصالاً مباشراً بحياتنا اليومية ونحن نهدر إمكانات النمو المتوازن والعاقل في شتى الجوانب وبالأخص في يتصل بمجال المياه . منوها بأن موضوع المياه كذلك ليس موضوع ترف أو تسلية ولكنه موضوع يحتاج إلى وقفة جادة من كل فئات المجتمع ويجب أن نتعامل معه أيضا ً بقدرٍ من المسئولية كي نرتقي به إلى مستوى التحديات و يطرح بشكل صحيح ويبحث له عن حلول جادة ومثمرة . تعز – محمد الحذيفي