تتواصل انتهاكات الانقلابيين ضد المدنيين العُزل من خلال قصفها المستمر بمختلف أنواع الأسحلة، المدنيين، مخلّفةً وراءها قتلى وجرحى من المدنيين بينهم أطفال ونساء وكبار سن، وآخرها إصابة 4 أطفال بإصابات خطيرة جراء سقوط إحدى قذائف الميليشيا الانقلابية في قرية الكويحة بمقبنة، غرباً، علاوة على استمرارها في زرع الألغام في مختلف القرى والطرقات وإصابة الفتاتين دعاء محمد الجبلي وخولة محمد هزاء، في محيط قرية القوز، جراء انفجار لغم أرضي فيهما. كما تعرض أهالي قرية الأشروح في جبل حبشي، التي تشهد مواجهات منذ الأسبوع الماضي، لتهجير قسري من منازلهم مع القصف العشوائي والمواجهات المسلحة والألغام الكثيفة التي زرعتها الميليشيات. وطبقاً لبيان ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز، الذي يضم معظم الجمعيات والمؤسسات الأهلية والمنظمات غير الحكومية العاملة في المجال الإنساني الإغاثة، فقد أكد «تهجير ما يزيد على 65 أسرة من قرية الأشروح».
وناشد الائتلاف «الجهات الإنسانية والصحية، القيام بواجبها الإنساني والأخلاقي تجاه الأسر التي تعرضت للتهجير القسري من منازلها في قرية الأشروح، وفقدت ممتلكاتها وباتت بحاجة ماسة إلى المساعدة». وفي السياق ذاته، أطلق أهالي قرى المعموق والمعبران وأعماق في مديرية الصلو، جنوبتعز، نداء استغاثة بعد تصعيد الانقلابيين قصفهم العنيف من مواقع تمركزهم في قرى الحود والشرف والعقيبة، عقب قصف مدفعية الجيش الوطني مواقع وتجمعات وتعزيزات ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في أطراف قرية العقيبة، طبقاً لتأكيد مصدر ميداني.
جاء ذلك في الوقت الذي دفع فيه الجيش الوطني اليمني نهاية الأسبوع المنصرم بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى الأطراف الشمالية من محافظة لحج، المحاذية لتعز، لوقف تقدم الميليشيات الانقلابية التي تمكنت من السيطرة على عدد من المواقع في مديرية القبيطة بعد ترك الجيش الوطني لها، كونها تعد ممراً إنسانياً.
المتحدث باسم القوات الحكومية في مديرية القبيطة علي المنتصر، قال ل«الشرق الأوسط» إن الميليشيات الانقلابية سيطرت على عدد من المناطق غرب القبيطة عبر تسهيل دخولهم من قبل مشايخ موالين لهم، وبعدما تركها الجيش الوطني لكونها ممراً إنسانياً، لمرور النازحين والمسافرين والإغاثة من عدن إلى تعز، بل إنها المتنفس الوحيد، وهو ما جعل الميليشيا الانقلابية تستغلّ تلك المناطق التي أصبحت فارغة من الجيش، وتغتنم الفرصة لتحكم سيطرتها عليها، لأن كل ما تريده هو تضييق الخناق على مدينة تعز.
وذكر أن «المعارك تدور في عدد من المناطق الواقعة إلى غرب وشرق القبيطة وتقع على بعد 30 كلم من قاعدة العند الجوية، بما فيها مناطق نجد قف والرماء والحمام وثبات وموجران وسوق الخميس والمغنية والقطهات، في الوقت الذي دفع الجيش بتعزيزات من مدينة عدن لوقف تقدم الانقلابيين في المحافظة».
وزاد: إن «المعارك اندلعت في قرية الصحبي والجبال المطلة على الشعب، بينما تبادل الطرفان القصف من مواقع تمركزهم وتصعيد الجيش قصفه على مواقع الميليشيات الانقلابية في جبال القطهات والحنكة».