تعهد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله بأن يسقط ما وصفه بمؤامرة المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ضد المقاومة، قائلا إنه يرفض أي اتهام ظالم لحزبه. وجاء هذا الموقف في خطاب عبر شاشة عملاقة ألقاه نصر الله في ختام مسيرة شعبية حاشدة بمناسبة ذكرى عاشوراء في ضاحية بيروت الجنوبية. ووجه نصر الله انتقادات لاذعة للمحكمة الدولية ولجنة التحقيق في اغتيال الحريري واتهمهما بالتزوير. وشدد على رفض الفتنة بين المسلمين وعلى رفض أي اتهام ظالم لحزبه أو لطرف آخر فيما يخص اغتيال الحريري مجددا تأكيده على وحدة لبنان والعلاقة السلمية والإنسانية بين جميع مكوناته. وقال إن أهداف المحكمة كانت منذ البداية هي إضعاف حزب الله داخليا وإحراج حلفائه خارجيا ثم زرع الفتنة في البلاد مذكرا بأن تفاصيل القرار الظني المنتظر صدوره أصبحت معروفة ليس للحزب فقط بل لكل الأطياف السياسية في لبنان وخارج لبنان. وكان نصر الله قد اتهم الأربعاء الحكومة اللبنانية والمحكمة الدولية بحماية ما أصبح يسمى "شهود الزور"، متحدثا عن مؤامرة لزرع الفتنة بين مختلف الطوائف اللبنانية. وقال نصر الله في خطاب إن "المحكمة الدولية تحمي شهود الزور كما شاركت في تصنيعهم، وعلى رأسها الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس ونائبه الألماني غيرهارد ليمان" وباقي المحققين في المحكمة، إضافة إلى قيادات سياسية وأمنية لبنانية. وتتزامن تصريحات نصر الله مع فشل مجلس الوزراء اللبناني في التوصل إلى اتفاق بشأن ملف شهود الزور. وتعتبر هذه هي المرة الثانية التي تفشل فيها الحكومة اللبنانية خلال أكثر من شهر في مناقشة مسألة شهود الزور. وتثير إمكانية توجيه تلك التهمة إلى حزب الله مخاوف من تجدد أعمال العنف في لبنان، وانهيار حكومة الوحدة الوطنية التي يترأسها سعد الحريري. ويتوقع دبلوماسيون في دمشق أن يصدر ممثل الادعاء بالمحكمة الدولية القرار الظني في وقت قريب، وقال المتحدث باسم المحكمة كريسبين ثورولد إن قاضي الإجراءات سيستغرق نحو شهرين كي يقرر هل سيعتمد ذلك القرار أم لا. ومن جهة أخرى أكد نصر الله في خطابه اليوم أن التهديدات الإسرائيلية الموجهة إلى حزبه لا ترهبه ولن تخيفه واصفا إياها بأنها حرب نفسية فاشلة. وفي سياق متصل دعا نصر الله في معرض تعليقه على قرار لجنة المتابعة العربية بشأن رفض استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ما لم يكن هناك عرض جدي, الدول العربية إلى اعتماد خيار المقاومة "بعدما اكتشفوا في وقت متأخر أن طريق التسوية مغلق". وكانت اللجنة قد قررت بعد اجتماعها في بالقاهرة عدم استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل ما لم يكن هناك عرض جاد يكفل التقدم في العملية السلمية وفقا لمرجعيات عملية السلام. * المصدر: الجزيرة نت