حقيقة أدركتها حين كنت في مدينة تعز خلال يوليو الفائت، أن الجامعات الأهلية تؤدي رسالتها وواجباتها تجاه الإرتقاء بمستوى التعليم العالي والبحث العلمي، رغم كل الصعوبات التي تواجهها نتيجة الحرب والحصار الذي يخنق المدينة من ثلاثة اتجاهات، وهذا يضاعف من معاناة السكان وكل المؤسسات العامة والخاصة، ويزيد من الكلفة التشغيلية خاصة في الجامعات، التي كرست كل جهدها من أجل إستمرار اداء رسالتها على أكمل وجه. جامعة الحكمة هي واحدة من أهم وأبرز الجامعات الأهلية في تعز، لديها مبنى كبير، وبنية تحتية متكاملة، وتجهيزات حديثة ومتطورة، ما يجعلها بالفعل تتصدر كل الجامعات، وتقدم نفسها بصورة مشرفة تليق بسنوات نشاطها وتألقها وتميزها طيلة 12 عاما. لقد كانت الصدفة أن ذهبت بمعية أحد الزملاء إلى جامعة الحكمة، في منتصف يوليو، لحضور فعالية تدشين الدورة التدريبية الخاصة بإختيار التخصص لخريجي الثانوية العامة في المبنى الخاص بالجامعة بالشماسي، وقد هدفت الدورة إلى تقديم الأساسيات العامة والمهارات الخاصة والإرشادية التي تمكن الطلاب من اختيار التخصص المناسب إضافة إلى دفعهم نحو التخطيط الناجح لمستقبلهم الدراسي، وعندها وجدتها تمتلك كافة الإمكانيات والتجهيزات التي تلبي إحتياجات الطالب الجامعي وتحفزه على التفوق والتميز على نظرائه في الجامعات الأخرى. في 20 يوليو الفائت حضرت كذلك الحفل الفني والخطابي الذي أقيم بمناسبة تخرج الدفعة الثامنة من قسم الصيدلة في كلية العلوم الطبية بجامعة الحكمة، برعاية الدكتور صلاح مسفر رئيس مجلس امناء الجامعة ، ولفت إعجابي تأكيد نائب رئيس الجامعة مدير فرع تعز الدكتور عبده محمد الكليبي، في كلمته، بأن جامعة الحكمة ستستمر في تصدير الكوادر المؤهلة التأهيل الكامل لسوق العمل للإسهام في بناء المجتمع، وتطبيب جراح الناس وهم يحملون القلم والدواء.
